تمضي السعودية قدماً في مشروعها النهضوي بالقطاع الثقافي وفتح نوافذ اتصالية بين المتذوق المحلي والفنون العالمية ومنح المبدع السعودي فرصة الاتصال مع أقرانه في العالم.
في هذا الإطار أعلنت أوبرا باريس ومؤسسة "فيلا الحجر" الفرنسية – السعودية، الخميس، عن شراكة فنية تنطلق في الـ17 من يناير (كانون الثاني) من خلال لقاء يهدف إلى الترويج لفن الأوبرا في مدينة العلا الأثرية بشمال غربي السعودية.
ومن وسط الجبال القديمة المزينة بنقوش الحضارات العتيقة ستعتلي المغنية السعودية الشابة سوسن البهيتي منصة قاعة مرايا مع الجيل الجديد من مغني الأوبرا الذين تدربوا في أكاديمية أوبرا باريس الوطنية بحضور الراقصة النجمة في باليه أوبرا باريس أليس رينافان ليشاركوا عشاق الأوبرا في السعودية إبداعها الفني المتجدد في أحضان الطبيعة.
شراكة فرنسية سعودية
ولفتت أوبرا باريس إلى أن هذه المناسبة ستشكل فرصة "لاكتشاف الصفحات الرائعة في سجل الأعمال الأوبرالية والإبداع الكوريغرافي، فضلاً عن معرض يضم بعضاً من أجمل أزياء الأوبرا والباليه التي أبدعتها محترفات" المؤسسة العريقة.
وبحسب المؤسسة، فإن هذه "خطوة أولى" تمثل "بداية شراكة طويلة الأمد" مع مؤسسة "فيلا الحجر"، كما "ستوفر هذه الشراكة عروضاً فنية، إضافة إلى برامج للتدريب ونقل المعرفة".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
"فيلا الحجر" مؤسسة فرنسية - سعودية مخصصة للفنون والثقافة ولدت من اتفاق تعاون ثنائية، ومن المقرر أن تفتح أبوابها عام 2026 في العلا، وستشمل "إقامات للفنانين ومركزاً ثقافياً".
وقد أوضح الرئيس التنفيذي للهيئة الملكية لمحافظة العلا عمرو المدني لوكالة الأنباء السعودية أن "فيلا الحجر" تستهدف تشييد مؤسسة ثقافية سعودية - فرنسية وفق نموذج "الفيلا الفرنسية"، تعزيزاً لمكانة العلا كملتقى ثقافي، ويعد نموذج فيلا الحجر نموذجاً فريداً في العالم، حيث يوجد منه حالياً 11 نسخة على مستوى العالم، منها سبع في فرنسا وأربع خارجها من المكسيك إلى روما، وتم تصميم كل نموذج منها بما يتناسب مع البيئة الطبيعية والثقافية للمنطقة.
وتحظى عروض الأوبرا بشعبية عالمية واسعة لكونها من الفنون الموسيقية الثرية، وبهدف استقطاب السياحة من طريق العروض الفنية الراقية.
في الدرعية وعلى ساحل جدة
وفي سياق متصل تعمل السعودية لتشييد دور أوبرا في البلاد أولها في المدينة الساحلية جدة، فقد وقعت شركة وسط جدة للتطوير إحدى شركات صندوق الاستثمارات العامة السعودي في الـ15 من أغسطس (آب) 2022 عقد تصميم الدار التي تستمد إلهامها المعماري من تراث مدينة جدة مع انعكاس معاصر لهويتها.
وقال رئيس قطاع التطوير بشركة وسط جدة للتطوير بول أوبرايان، "إن إنشاء هذه المعالم سيحفز عملية جذب الاستثمارات النوعية المحلية والعالمية للمساهمة في تطوير وتشغيل مرافق المشروع الفريدة، ليفتح المجال للمستثمرين للمشاركة في تطوير وتشغيل قطاعات اقتصادية جديدة وواعدة تحت بيئة جاذبة"، كما ينتظر سكان العاصمة السعودية افتتاح أول دار أوبرا عام 2028 في المنطقة التاريخية الدرعية، لكن هذا لا يعني ذلك خلو البلاد من فعاليات الأوبرا، فقد نظمت وزارة الثقافة السعودية في الـ18 من يونيو (حزيران) 2022 مهرجان الأوبرا الدولي بمشاركة نجوم عالميين. وشهد المهرجان إقامة معرض خاص للأوبرا يحوي الفن الكلاسيكي والمقتنيات المرتبطة به مثل الأزياء وتاريخ الأوبرا بآلاته الموسيقية، مع وجود شاشات تفاعلية تسمح للزوار بمعرفة الأعمال الأوبرالية والمؤدين والممثلين حول العالم.
وليس هذا هو المشروع الثقافي الوحيد بين البلدين، فهناك مشاريع ثقافية أخرى تربطهم، فقد وقعت الدولتان اتفاق في 2018 أبريل (نيسان) للتنمية السياحية والثقافية لمنطقة العلا، كما وقع مركز بومبيدو الفرنسي اتفاق مع السعودية لإنشاء متحف مستقبلي للفن المعاصر في العلا سيخصص للفنانين من العالم العربي.
