ملخص
أكد الجيش الأميركي أن الضربات الجديدة تهدف إلى إضعاف قدرة جماعة الحوثي على مهاجمة السفن البحرية.
قال المتحدث باسم الحوثيين في اليمن محمد عبدالسلام إن الضربات الأميركية في اليمن، التي استهدف أحدثها قاعدة عسكرية في صنعاء، "لم يكن لها تأثير يذكر في سياق الحد من القدرات اليمنية للاستمرار في منع السفن الإسرائيلية أو المتجهة إلى إسرائيل من المرور عبر البحر الأحمر والبحر العربي".
مطار صنعاء
ونفذ الجيش الأميركي غارات جديدة على مواقع للحوثيين في اليمن، فجر اليوم السبت، شملت محيط مطار صنعاء الدولي. وقالت جماعة الحوثي على وسائل إعلامها إن "أميركا وبريطانيا تستهدفان العاصمة صنعاء بعدد من الغارات".
ضربات جديدة
وشنت الولايات المتحدة في ساعة مبكرة من صباح اليوم السبت ضربات جديدة على أهداف تابعة للحوثيين، وأكد الجيش الأميركي أن قواته نفذت ضربة على موقع رادار للحوثيين في اليمن. وأضاف أن الهجوم الأحدث يهدف إلى إضعاف قدرة جماعة الحوثي على مهاجمة السفن البحرية.
وقالت القيادة المركزية الأميركية في بيان على موقع "إكس" إن "هذه الضربة نفذتها حاملة الطائرات الأميركية كارني باستخدام صواريخ توماهوك لاند أتاك... في متابعة للضربات التي نفذت في الـ12 من يناير (كانون الثاني) بهدف إضعاف قدرة الحوثيين على مهاجمة السفن البحرية بما في ذلك السفن التجارية".
At 3:45 a.m. (Sana’a time) on Jan 13., U.S. forces conducted a strike against a Houthi radar site in Yemen. This strike was conducted by the USS Carney (DDG 64) using Tomahawk Land Attack Missiles and was a follow-on action on a specific military target associated with strikes… pic.twitter.com/YE5BKJLGBv
— U.S. Central Command (@CENTCOM) January 13, 2024
وقال مسؤولان لـ"رويترز" إن الولايات المتحدة نفذت ضربة إضافية على جماعة الحوثي بعد أن تعهدت إدارة الرئيس جو بايدن بحماية الملاحة في البحر الأحمر.
وجاءت الضربة الأحدث، التي قال أحد المسؤولين الأميركيين إنها استهدفت موقع رادار، بعد يوم من استهداف منشآت للجماعة المتحالفة مع إيران بعشرات الضربات الأميركية والبريطانية.
ولم يقدم المسؤولان، اللذان تحدثا شريطة عدم الكشف عن هويتهما، مزيداً من التفاصيل. وكانت البنية التحتية للرادار هدفاً رئيساً في الجهود العسكرية الأميركية لوقف هجمات الحوثيين في البحر الأحمر.
وأفادت قناة "المسيرة" التابعة للحوثيين فجر السبت عن غارات جديدة استهدفت العاصمة صنعاء. ولاحقاً أوضحت أن الضربات استهدفت قاعدة الديلمي الجوية شمال العاصمة اليمنية.
تتفق مع القانون الدولي
وفي وقت سابق، دافعت الولايات المتحدة وبريطانيا عن الضربات العسكرية على الحوثيين في اليمن باعتبارها قانونية وتتفق مع القانون الدولي.
وقالت سفيرة أميركا لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد لمجلس الأمن بالأمم المتحدة إن الضربات التي نفذت خلال الليل استهدفت "تعطيل قدرة الحوثيين على مواصلة الهجمات المتهورة على السفن والسفن التجارية وإضعاف تلك القدرة".
وأضافت أن هجمات الحوثيين أجبرت أكثر من 2000 سفينة على تحويل مسارها عن البحر الأحمر منذ نوفمبر (تشرين الثاني).
"تنظيم إرهابي"
وأكد الرئيس الأميركي أن الولايات المتحدة "سترد إذا واصل الحوثيون سلوكهم غير المقبول" واستمروا في مهاجمة سفن في البحر الأحمر.
ووصف بايدن جماعة الحوثي بأنها "تنظيم إرهابي"، وذلك بعد أن شنت طائرات حربية وسفن وغواصات أميركية وبريطانية عشرات الضربات الجوية على أهداف في أنحاء اليمن.
ورداً على أسئلة صحافيين في شأن الرسالة التي يريد إيصالها لطهران بعد ضرب الجماعة المدعومة من إيران، قال بايدن إن رسالته وصلت.
وقال بايدن إنه لا يعتقد أن الضربات الأميركية أوقعت "ضحايا مدنيين". وأعرب خلال زيارة إلى آلنتاون في ولاية بنسلفانيا عن اعتقاده بأن "أي ضحايا مدنيين لم يسقطوا"، معتبراً أن هذا الأمر يشكل دليلاً إضافياً على نجاح الضربات.
وأشار الرئيس الأميركي إلى أنه يشعر بالقلق إزاء تأثير الحرب في الشرق الأوسط في أسعار النفط.
وتقول لندن وواشنطن إن ضرباتهما الجوية في اليمن كانت رداً على هجمات تشنها الجماعة منذ شهور على السفن في البحر الأحمر.
لندن تدافع عن شرعية ضرباتها
وقد دافعت المملكة المتحدة عن شرعية الضربات العسكرية التي نفذتها مع الجيش الأميركي ضد أهداف تابعة للحوثيين في اليمن، ليل الخميس الجمعة، مجددة تأكيدها أنها تصرفت "دفاعاً عن النفس".
وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون، في مقطع فيديو نشر على منصة "إكس"، إن الضربات الأميركية والبريطانية التي شنت رداً على هجمات للحوثيين على سفن تجارية في البحر الأحمر "ضرورية وقانونية ومتناسبة"، وأضاف "يجب أن يكون واضحاً للحوثيين أننا جادون حين نقول إن أفعالهم التي تستهدف سفناً بريطانية وسفناً أخرى غير مقبولة بتاتاً".
وفي مقابلة مع صحيفة "تلغراف"، مساء الجمعة، دعا وزير الدفاع غرانت شابس طهران إلى التأكد من "وقف وكلائها أنشطتهم" في المنطقة. وقال "لا يمكننا أن نتسامح مع مارقين يضايقون الشحن الدولي، إنها مسألة وقت فقط قبل أن يسقط قتلى أبرياء، لا علاقة لهم أبداً بما يحدث في الصراع بين إسرائيل وغزة".
30 موقعاً
وأعلن جنرال أميركي أن الحوثيين أطلقوا صاروخاً باليستياً مضاداً للسفن الجمعة رداً على الضربات الأميركية والبريطانية التي استهدفت ليلاً مواقع تابعة للجماعة.
وقال مدير العمليات في هيئة الأركان المشتركة اللفتنانت جنرال دوغلاس سيمز للصحافيين "نعلم أنهم أطلقوا صاروخاً واحداً في الأقل في رد انتقامي"، مضيفاً أن الصاروخ لم يصب أي سفينة.
واستبعد مسؤول أميركي أن يتمكن الحوثيون من تكرار هجوم التاسع من يناير (كانون الثاني) في البحر الأحمر، وفق ما نقلته وكالة "رويترز".
ويتواصل تقييم حجم الأضرار الناجمة عن الضربات التي استهدفت نحو 30 موقعاً باستخدام أكثر من 150 من قطع الذخيرة، وفق سيمز مضيفاً أن من غير المتوقع أن يكون عدد الإصابات مرتفعاً.
روسيا تدين الضربات
من جانبه، دان سفير روسيا لدى الأمم المتحدة الجمعة الضربات الأميركية والبريطانية في اليمن.
وقال السفير الروسي فاسيلي نيبينزيا إن "هاتين الدولتين نفذتا ضربة كبرى على الأراضي اليمنية. أنا لا أتحدث عن هجوم على جماعة ما داخل البلد، بل عن هجوم على شعب البلد بأسره. لقد تم استخدام طائرات وبوارج وغواصات (أيضاً)".
ونفذ الحوثيون عدداً متزايداً من الهجمات بطائرات مسيرة وصواريخ في البحر الأحمر منذ اندلاع الحرب في غزة إثر هجوم "حماس" غير المسبوق في السابع أكتوبر (تشرين الأول) على إسرائيل.
انقسام أوروبي
تفردت إيطاليا وإسبانيا وفرنسا أمس الجمعة بعدم مشاركتها في الضربات الأميركية والبريطانية ضد جماعة الحوثي وبعدم توقيعها حتى على بيان يسوغ الهجوم أصدرته 10 دول.
فقد سلط هذا الاختلاف الضوء على الانقسامات في الغرب حول كيفية التعامل مع الحوثيين الذين يستهدفون السفن المدنية في البحر الأحمر منذ أسابيع.
وقال مسؤولون أميركيون إن هولندا وأستراليا وكندا والبحرين قدمت الدعم اللوجيستي والاستخباراتي للعملية.
ووقعت ألمانيا والدنمارك ونيوزيلندا وكوريا الجنوبية بياناً مشتركاً مع هذه الدول الست يدافع عن الهجمات وينذر باتخاذ إجراءات أخرى لحماية التدفق الحر لتجارة البحر الأحمر إذا لم يتراجع الحوثيون.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال مصدر في مكتب رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني إن إيطاليا رفضت التوقيع على البيان ومن ثم لم يطلب منها المشاركة في الهجوم ضد الحوثيين.
لكن مصدراً حكومياً قال إن إيطاليا طلب منها المشاركة، لكنها رفضت لسببين، أولهما أن أي مشاركة إيطالية كان يتعين إقرارها عبر البرلمان، وهو ما يستغرق وقتاً، وثانيهما أن روما تفضل مواصلة السير في طريق سياسة "التهدئة" في البحر الأحمر.
وبعد ساعات، ذكر بيان للحكومة أن "إيطاليا تدعم عمليات الدول الحليفة التي لها الحق في الدفاع عن سفنها ومصالح تدفق التجارة العالمية والمساعدات الإنسانية".
مخاوف فرنسية
وقال مسؤول فرنسي اشترط عدم نشر اسمه إن باريس تخشى أن تفقدها المشاركة في الهجمات التي تقودها الولايات المتحدة أي نفوذ كانت تمتلكه في المحادثات لنزع فتيل التوتر بين جماعة "حزب الله" اللبنانية وإسرائيل. وانصب جانب كبير من دبلوماسية فرنسا في الأسابيع القليلة الماضية على تجنب التصعيد في لبنان.
وفي إشارة إلى الدعم الضمني المحتمل للتحرك الأميركي، أصدرت وزارة الخارجية الفرنسية بياناً قالت فيه إن الحوثيين يتحملون مسؤولية التصعيد. لكن دبلوماسياً مطلعاً على موقف فرنسا قال إن باريس لا تعتقد أن الهجوم يمكن اعتباره دفاعاً مشروعاً عن النفس.
وقالت وزيرة الدفاع الإسبانية مارغاريتا روبليس إن مدريد لم تنضم إلى العمل العسكري في البحر الأحمر لأنها تريد تعزيز السلام في المنطقة.
وأضافت للصحافيين في مدريد "يتعين على كل دولة تقديم تفسيرات لأفعالها. وستظل إسبانيا ملتزمة دائماً السلام والحوار".
وفي وقت سابق من الأسبوع الجاري، أبدى وزير الدفاع الإيطالي جويدو كروزيتو إحجاماً عن استهداف الحوثيين، قائلاً لـ"رويترز" إنه يجب وقف عدوانهم من دون إثارة حرب جديدة في المنطقة.
وظهر تباين الآراء في الغرب حول كيفية التعامل مع تهديد الحوثيين الشهر الماضي حين دشنت الولايات المتحدة وعدد من حلفائها عملية "حارس الازدهار" لحماية السفن المدنية في ممرات الشحن المزدحمة بالبحر الأحمر.
مبادرة جديدة
ولم تشارك إيطاليا وإسبانيا وفرنسا في المهمة لعدم رغبتها في وضع سفنها البحرية تحت قيادة الولايات المتحدة.
وتشارك الدول الثلاث بالفعل في عملية الاتحاد الأوروبي لمكافحة القرصنة قبالة القرن الأفريقي. وقالت وزيرة الدفاع الإسبانية الجمعة إن الاتحاد الأوروبي قد يحسم قريباً أمر مبادرة جديدة.
وأضافت "قد يقرر الاتحاد الأوروبي... في غضون أيام قليلة أنه يجب أن يكون هناك مهمة (بحرية). لا نعرف بعد نطاق هذه المهمة إذا تمت الموافقة عليها. لكن موقف إسبانيا، في الوقت نفسه، انطلاقاً من الشعور بالمسؤولية والتزام السلام، ليس هو التدخل في البحر الأحمر".