Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ما حاجة الغرب إلى النظام الإيراني؟

رغم الشؤم الذي يجنيه هناك من يدافع عنه في واشنطن وباريس ولندن

في اليوم التالي لإسقاط النظام ماذا سيجد أبناء إيران الشجعان في أوكار التجسس للنظام والمراكز الأمنية من وثائق ومستندات؟ (رويترز)

ملخص

البدء بحملة اغتيالات وإعدامات بالتزامن مع الحرب الإيرانية - العراقية بين عامي 1980 و1988

كثيراً ما نسأل بعضنا خلال مداولات نطرحها نحن، سواء المعارضون للنظام أو الإصلاحيون أو دعاة تعديل سلوك النظام، هل وجد أحد منا جانباً إيجابياً في مكتسبات نظام ولاية الفقيه؟

أسعى هنا لشرح أداء النظام بحسب الترتيب الزمني وبعيداً من الأولويات لأبين ماذا جرى للشعب الإيراني خلال أربعة عقود، وأترك الرأي في شأن المكتسبات الإيجابية والسلبية للقارئ.

-طرح الخميني كمية كبيرة من الوعود من باريس شملت السماح بحرية عمل الأحزاب والإعلام وحرية التفكير وتنفيذ العدالة وإزالة الظلم والعمل بالمساواة بين الرجل والمرأة، وبين جميع الإيرانيين بغض النظر عن العرق والدين واللغة والفكر السياسي.

-دعا النظام العسكريين ورجال الحكومة في النظام الملكي إلى الانضمام للثورة ليشملهم العفو من الشعب الثوري، لكنه عرض كيف جرى هذا العفو على سطح مدرسة علوي، إذ أعدم فوق سطح المدرسة أربعة من كبار الجنرالات في النظام السابق بعد ثلاثة أيام من عمر الثورة، واستمرت الإعدامات لتشمل أكثر من ألفين من العسكريين والمدنيين من بين المسؤولين في النظام السابق، منهم مسؤولون انشقوا عن النظام الملكي وخدموا الثورة.

-إيقاف الجرائد ومنع عمل الأحزاب والمجموعات السياسية ونقض ما وعد به الخميني بأنه سيذهب إلى قم ويهتم فقط بمراقبة الحكم عن بعد، إذ بدأ التدخل في كل صغيرة وكبيرة بعد أيام قليلة من عمر الثورة.

-احتلال السفارة الأميركية واحتجاز الرهائن.

-البدء بحملة الاغتيالات والإعدامات بالتزامن مع الحرب الإيرانية - العراقية بين عامي 1980 و1988. خاض الشعب الحرب من أجل الوطن حتى تحرير خورمشهر، ثم بدأ الخميني وصدام (الرئيس العراقي الراحل صدام حسين) الحرب التي خلَّفت نصف مليون قتيل وجرحى من بين المتأثرين بالهجمات الكيماوية والدمار الذي لحق بألف مدينة وقرية، وتهجير ثلاثة ملايين إيراني.

-فرض الحجاب الإجباري بعد عام من الثورة وتنفيذ شعار "إما الحجاب على الرأس أو الضرب على الرأس".

-بدء الثورة الثقافية وحملة التصفيات في الجامعات والمراكز العلمية وتسريح نخبة من الأستاذة والطلبة من الجامعات.

-مشاركة النظام في الإرهاب الدولي وتبني الخميني وخامنئي جميع الإرهابيين في العالم.

-هرب الملايين من المواطنين الإيرانيين من البلاد وغالبيتهم من النخب في الموجة الأولى والثانية والثالثة.

-سقوط سعر العملة الوطنية بمعدل 20 في المئة كل عام، ثم وصولها إلى حد 50 ألف تومان لكل دولار.

-الصراع بين ثماني مافيات في رأس السلطة وانتقال الصراع إلى الشؤون السياسية والاقتصادية والفنية والعلاقات الاجتماعية.

-اغتيال أبرز وجوه المعارضة في الخارج، وحملة اغتيالات داخلية شملت نشطاء سياسيين ووطنيين وثقافيين وصحافيين وأدباء وعلماء على يد المؤسسات الاستخباراتية للنظام والمافيات التي تقدم نفسها على أنها منصهرة في بوتقة ولاية الفقيه.

-تدمير نظام القضاء واستبداله بقضاة الشريعة من بين رجال دين فاسدين تربعوا على مكان القضاة النزيهين والأحرار في نظام قضائي حديث.

-فرض العزلة السياسية والاقتصادية على إيران وسيادة "الشعارات" بدلاً من "الفكر".

-ترسيخ النفاق والكذب والغش والخداع في ثقافة جزء من المجتمع.

-المحاولة للقضاء على مفاهيم الثقافة التقليدية واستبدالها بمفاهيم جديدة مثل الرياء والتقية والخداع.

-هيمنة الماديات على عقل وقلوب وفكر أفراد المجتمع.

-إيجاد تناقضات في شخصية وسلوك الأفراد من جيل الثورة وبعده.

-تدمير النخب في المجتمع إذ وجدوا أنفسهم أمام خيارين، إما الموت أو الهرب من البلاد، والقضاء على العائلات التقليدية المؤثرة في المجتمع، وتمكين الباعة وأبناء رجال الدين وباعة الحلويات والبلطجيين وأبناء المناطق الفقيرة في أهم مراكز السلطة السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية.

-إثبات فشل إصلاح النظام في اليوم التالي لانتخاب الرئيس الإصلاحي محمد خاتمي وشن حملة مؤامرات ضد الحركة الإصلاحية بواسطة خامنئي نفسه والعصابة الفاسدة والمجرمة المتعاونة معه والمطيعة له.

-تفريغ الانتخابات من معناها الحقيقي بعد أكبر عملية تزوير في تاريخ الانتخابات الإيرانية منذ بدء ثورة الدستور عام 1909.

-مواجهة الشعب بأبشع الأشكال، وشن حملة قمع وقتل في الشوارع، وتعذيب السجناء بأساليب تعود إلى القرون الوسطى، والاعتداء على السجناء السياسيين والثقافيين، وإصدار أحكام جائرة بحق أبرز الصحافيين والكتاب والمثقفين والفنانين والأستاذة والطلبة في إيران.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

-تحول ولي الفقيه من مرشد منتخب بواسطة مجلس خبراء القيادة إلى نائب للمهدي والادعاء بأن 86 من رجال الدين الفاسدين والرجعيين من أعضاء مجلس الخبراء اكتشفوه من الغيب للناس. وتقديس بيت المرشد واعتباره مكاناً لأحد المقربين إلى الله واعتبار المرشد المعصوم رقم 15 وأخيراً الادعاء بأن الله تحدث على لسانه.

-القضاء على مؤسسة المذهب الشيعي واختلاق مذهب جديد يحمل فقط أبجديات مذهب غالبية المواطنين الإيرانيين وإيجاد مذهب جديد على أساس الخرافات.

-هذه خلاصة لمكتسبات نكبة بدأت منذ عام 1979 بدلاً من أحلام حلوة ملفوفة بقطعة قماش من حرير يحتوي على العدالة والحرية والديمقراطية.

ربما يتساءل البعض أنك تطرقت إلى السيئات لكن لماذا لم تذكر الاستقلال الذي حصلت عليه البلاد بواسطة عناد الخميني مع العالم؟ نعم، أصبحت إيران مستقلة، فيمارس خامنئي القتل من دون أي رهبة من أميركا وبريطانيا. ينفق موارد إيران على الإرهابيين ولا يخشى العفو الدولية أو مرصد حقوق الإنسان والأمم المتحدة، هذه كلها من نتائج الاستقلال. والسفن الحربية لأميركا وبريطانيا وفرنسا وإسرائيل أصبحت تجول في المنطقة التي كانت تسيطر عليها إيران يوماً ما قبل الثورة.

يدعي هؤلاء أننا كنا قبل الثورة ننتمي إلى أميركا وبريطانيا وأننا وصلنا إلى الاستقلال الكامل بواسطة ولي الفقيه الأول والثاني.

صحيح أن الخبراء العسكريين الأميركيين والأوروبيين قد غادروا إيران، لكن حلت مكانهم شلة من الخبراء الصينيين ومن كوريا الشمالية وباكستان وأوكرانيا وبيلاروس وروسيا، إذ يراقبون كل شؤوننا العسكرية والأمنية والاقتصادية.

ومن البركات الأخرى للاستقلال هو انخفاض حصتنا في بحر قزوين من 30 في المئة إلى 11 في المئة.

وقيمة الدولار ارتفعت من سبعة تومانات إلى 50 ألف تومان، ورغيف الخبز ارتفع من 10 ريالات إلى 10 آلاف ريال.

لأننا لم نكن مستقلين كان يحق لنا السفر إلى 128 بلداً من دون الحصول على تأشيرة سفر، أما الآن بعد الاستقلال فلم تتعدَ عدد البلدان التي نستطيع السفر إليها من دون تأشيرة سفر أربعة بلدان.

أما الشعب الذي خرج منتصراً أمام هجمات إسكندر المقدوني والمغول وتيمور، وقد حوَّل الهزيمة العسكرية إلى انتصار ثقافي، يعمل هذه المرة أيضاً على استعادة مكانته من خلال المواجهة ضد النظام.

الشعب يعرف أهمية تاريخه وثقافته وأدبه وفنونه ويشجع أبناءه على تعلم الموسيقى، ويظهر حماساً ضد أعدائه الخارجيين والمحليين، ويحقق نجاحات في شتى المجالات منها الرياضة والسينما والأدب والعلوم والفلسفة والثقافة والفن...

انظروا إلى الأطفال والشباب اليوم، إنهم يحققون إنجازات في الفنون والموسيقى، وعلوم الكمبيوتر، والحسابات، والرياضة. ويتابع الشعب، بشغب، مصير البلاد ويواصل البحث السياسي في أسطح مختلفة في الشوارع وفي القرى والمدن.

هذه إنجازات حققها الشعب خلال سنوات حكم الفتنة ومأساة ولاية الفقيه. ليس للنظام علاقة بهذه الإنجازات، فكان خامنئي قد حذَّر من اهتمام الطلبة في المدارس والجامعات بالموسيقى، كما أنه هاجم الاهتمام بتنمية العلوم الإنسانية بين الشباب، وأصدر أوامر بإلغاء بعض الاختصاصات في العلوم الإنسانية في جامعات البلاد.

لكن السؤال الذي يطرح نفسه، لماذا، على رغم هذا التوافق بين الشعب واستعداده للتغيير ندور في المكان نفسه، وفي الوقت نفسه، ما سر عزوف الغرب، بخاصة الولايات المتحدة، عن تقديم الدعم الأساسي لنضالات شعبنا ضد النظام؟

قبل 44 عاماً، عقد الغرب اجتماعاً مع ممثل النظام الإيراني الجديد في غوادلوب، وحددوا مصير الشاه الراحل، وانساقوا وراء موجة جنون لفئة يهيمن عليها الخيال والحقد ليؤسسوا لنظام سموه: إسلام الثورة المحمدية الخالصة.

هل تزعزع أحداث غزة وهجمات السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، مواقف المسؤولين في واشنطن ولندن وباريس ليعيدوا النظر في كيفية التعامل مع نظام ولاية الفقيه الذي يعتبرون أنه يشمل نوعاً من الديمقراطية التي تأتي عبر انتخابات كل أربع سنوات؟

في اليوم التالي لإسقاط النظام ماذا سيجد أبناء إيران الشجعان في أوكار التجسس للنظام والمراكز الأمنية من وثائق ومستندات؟

يمكن التكهن بطبيعة بعضها، منها ما يكشف تواطؤ النظام مع سوريا و"حزب الله" في قتل رفيق الحريري (رئيس الحكومة اللبناني الأسبق) وعدد آخر من الشخصيات السياسية والثقافية والدينية والإعلامية في لبنان.

وأن ماكينة الاغتيالات للنظام تمكنت من قتل شابور بختيار وعبدالرحمن برومند، بالتعاون وغض الطرف من قبل بعض المسؤولين الأمنيين في فرنسا والنمسا وألمانيا. وأن عملية "ميكونوس" (قتل أربعة من قادة المعارضين الأكراد) واغتيال فريدون فرخزاد حدثا بغض الطرف من قبل ألمانيا التي تقيم علاقات تجارية واسعة مع النظام.

ولربما سنكتشف في الوثائق في مراكز الأمن الإيرانية تواطؤ الحكومة النمسوية في اغتيال عبدالرحمن قاسملو وعبدالله قادري، وكيف أن الحكومة النمسوية سمحت لاثنين من القتلة بالهرب من البلاد بعد تنفيذ العملية.

سينكشف ماذا جرى بين المبعوث الأميركي في شؤون أفغانستان زلماي خليل زاد والسفير الإيراني السابق في الأمم المتحدة محمد جواد ظريف خلف الأبواب المغلقة قبل الهجوم الأميركي على "طالبان"، إذ فتحت إيران أجواءها أمام المقاتلات الأميركية. ماذا كسبت إيران كثمن لهذا التعاون بين النظام وغرفة العمليات الأميركية وحلفائها؟ وكيف ساعدت القوات الأجنبية إيران في قمع المعارضين؟

سيأتي يوم ويعرف الشعب الإيراني والأفغاني كيف تم تهميش ملك أفغانستان السابق محمد ظاهر شاه ليأتي حامد كرزاي من مكان مجهول ليقود البلاد إلى متاهة لم يخرج منها البلد حتى الآن.

وفي العراق منحت الولايات المتحدة المؤمنة بالديمقراطية البلاد إلى مافيا ولاية الفقيه وسحقت مشروع الشعب العراقي بقيادة إياد علاوي، ومهدت لوصول حزب "الدعوة" ونوري المالكي إلى الحكم، ليتولى السلطة المنتمون إلى ولاية الفقيه، ولتضاف صفحة سوداء أخرى في دفتر النفاق العالمي وغدر القوى العالمية الكبرى أمام الشعوب الواقعة تحت الظلم.

هذا اليوم ليس ببعيد وسنعرف لماذا انهمك باراك حسين أوباما بتبادل الرسائل الحميمة مع المرشد علي خامنئي في ذروة خوض الشعب الإيراني نضالاً من أجل الحرية والديمقراطية وقدم قتلى في الشوارع منهم ندى آغا سلطان.

ستنكشف أسرار الانفجارات الأخيرة في كرمان أيضاً لنعرف ما هي القوة التي منعت قادة الحرس الثوري وعائلة قاسم سليماني من السفر على متن طائرة "ماهان إير" إلى كرمان للمشاركة في مراسم ذكرى مقتل سليماني، وماذا يعني رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة محمد باقري عندما قال إن التمهيدات لإجراء مراسم ذكرى سليماني قد جرت على أفضل حال.

في ذلك اليوم سنعرف لماذا انتهك الغرب الأعراف الدولية والتحالفات ورافق الشاه الراحل العاشق لإيران إلى المطار والدموع في عينيه، واستقبل الخميني الذي قال عندما سألوه في الطائرة التي أقلته من باريس إلى طهران، ما شعورك من العودة؟ فرد عليهم: "لا شيء".

مضى 44 عاماً وأصبحنا وحيدين. إننا بحاجة إلى مساع وإرادة من أجل إنهاء هذه المسرحية المشؤومة.

نقلا عن "اندبندنت فارسية"

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير