منذ انطلاق الحلقات الأولى من مسلسل "عروس بيروت"، بطولة النجم ظافر عابدين وكارمن بصيبص وتقلا شمعون وجو طراد ومرام علي، وهناك جدل كبير مثار بسبب اقتباس المسلسل حرفيّاً من مسلسل تركي يحمل اسم "عروس إسطنبول".
تدور أحداث المسلسل التركي حول رجل أعمال شاب، يدعى "فاروق"، يقع في غرام فتاة فقيرة تحبّ الموسيقى، اسمها (ثريا)، وترفض والدة رجل الأعمال المتسلطة هذا الزواج بسبب الفروق الاجتماعية الكبيرة بينهما. وتدور الأحداث التي عُرضت حتى الآن من المسلسل العربي اللبناني "عروس بيروت" حول نفس القصة، حيث يقع رجل أعمال شاب وشديد الثراء ومن عائلة عريقة، يدعى "فارس"، في حب الفتاة "ثريا"، والتي تعمل بالعزف والغناء، وترفض أم فارس "ليلى" هذه العلاقة، حيث تراها غير متكافئة وتحاربها منذ الحلقات الأولى رغم إصرار "فارس" على حبه لـ"ثريا".
انتقادات واسعة في البداية وجهت للمسلسل، أهمها أن المستوى متفاوت بين العملين، والمقارنة لصالح التركي. وهوجم بطل العمل الفنان التونسي ظافر عابدين، الذي يؤدي الدور باللهجة اللبنانية بشكل رآه البعض غير دقيق بالمرة. كما أن الأحداث غير منطقية، حيث يقع الثريّ الوسيم في حب الفتاة من دون مقدمات أو تتابع درامي منطقي، ويصل حدّ العنف في المواجهة مع والدته من أجل الفتاة التي لم يمر على معرفته بها سوى أيام قليلة، رغم وضوح أن العلاقة غير عميقة.
وصرّح مصدر مسؤول من المسلسل اللبناني بأنه "من المبكر الحكم على العمل حاليا، فالأحداث ما زالت في بدايتها. وبالنسبة إلى تشابه الأحداث والديكورات والأسماء فيعود إلى شراء (الفورمات) الخاصة بالنسخة التركية، وعلى هذا الأساس يجب الالتزام بها، على أن يكون التغيير لضرورة درامية ملحّة وفي أضيق الحدود".
مسلسل "عروس بيروت" يفتح النقاش بشأن اقتباس أفكار المسلسلات العربية من مسلسلات أو أفلام أجنبية، والأمثلة كثيرة، فأخيرا اقتُبس مسلسل "زي الشمس"، بطولة دينا الشربيني وريهام عبد الغفور، من المسلسل الإيطالي "الأخوات sisters".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتشابه أيضا مسلسل "قابيل"، بطولة محمد ممدوح ومحمد فراج وأمينة خليل، مع مسلسل بعنوان "ريفر". وجرى الأمر نفسه مع مسلسل "روبي" لسيرين عبد النور ومكسيم خليل، حيث اقتُبس من مسلسل مكسيكي. واستوحيت فكرة وشخصيات مسلسل "لعبة الموت"، بطولة عابد فهد وسيرين عبد النور وماجد المصري، من الفيلم الأميركي "sleeping with the enemy".
أما مسلسل "تشيللو" لتيم حسن ونادين نجيم، فقد اقتُبس مع بعض التعديلات من الفيلم الأجنبي "Indecent Proposal". وقبله تم اقتباس مسلسل "لو"، بطولة نادين نجيم ويوسف الخال وعابد فهد، من الفيلم الأجنبي "unfaithful".
لكن مسلسل "عروس بيروت" جاء مختلفا هذه المرة عن النسخ العربية المقتبسة من أخرى أجنبية، حيث نُقلت الأحداث حرفيّاً من المسلسل التركي "عروس إسطنبول"، كما أن الحوار تم تسجيله ليظهر كأنه "مدبلج"، وليس حوارا طبيعيا على لسان الأبطال، مما أضفى روحا توحي بأن الأبطال ناطقون بلغة غير التي تم بها "الدوبلاج"، ويبدو أن هذا كان مصدر انتقاد واسع.
وحول هذه النقطة، قال الناقد محمد كامل إن "العمل يبدو أنه يحاول عمل صورة وأداء وصوت بشكل مختلف تماما، فليست الفكرة في الاقتباس ونقل الفورمات والديكورات فقط، ولكن يبدو أن الرغبة في التغيير هي الدافع وراء عمل (دوبلاج) بصوت الأبطال، وكأن الأصوات العربية الناطقة ليست للممثلين، كما أن هناك فجوة بين مزامنة النطق وسماع الصوت، أو ما يسمى (lipsing)".
وتابع "لكن يبدو أن المسلسل حقّق المرجو منه مبدئيا، حيث أثير الجدل، والناس تتابع الحالة الغريبة بعض الشيء رغم الانتقادات الكبيرة، وهذا في حد ذاته نجاح مبدئي".
وقال الناقد هشام أمين إن "الاقتباس من أعمال عربية أو أجنبية أو روايات أمر مشروع تماما، والجمهور في العموم يحب عقد مقارنات بين أبطال الأعمال في النسخ المختلفة، وخصوصا الإنتاجات الحديثة، وقد يضفي المؤلف أو من يعالج القصة بحكم التحديث خطوطا درامية أو شخصيات لإثراء وتجديد الموضوع، لكن في بعض الأعمال مثل (عروس بيروت) ربما هناك غرابة بعض الشيء لأننا للمرة الأولى نتعامل مع عمل فني على أنه (فورمات) يتم تنفيذها بحذافيرها. وعموما الوقت بالفعل مبكر لنحكم بشكل منطقي على المسلسل، وعلينا الانتظار لنقيّم التجربة بمزيد من الشفافية والموضوعية".