على متن طائرة واحدة، وصل وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودي عادل الجبير، ووزير خارجية الإمارات الشيخ عبدالله بن زايد، إلى باكستان، أمس الأربعاء، في زيارة تأتي في الوقت الذي يشهد فيه إقليم كشمير الحدودي بين الهند وإسلام آباد توترات جديدة بعد قرار نيودلهي بإلغاء الحكم الذاتي الدستوري في الإقليم المتنازع عليه.
ويرى مراقبون بأن الزيارة ستسهم في" تخفيف حدة التوتر بين الهند وباكستان " وتعكس حجم التنسيق والاتفاق في رؤية الرياض وأبو ظبي تجاه قضايا المنطقة الإقليمية والدولية وهذا ما أشارت له صحف سعودية وإماراتية.
والتقى مبعوثا البلدين برئيس الوزراء الباكستاني عمران خان بمكتبه في إسلام آباد، وناقشا خلال الزيارة العلاقات التاريخية التي تجمع البلدين وباكستان إلى جانب التطورات التي تشهدها المنطقة، بحسب وكالة ( وام ) الإماراتية.
يذكر أنها ليست هذه هي المرة الأولى التي تشترك فيها البلدان في السعي لحل أزمات الشرق الأوسط، فقد سبق في فبراير (شباط) الماضي أن تدخل البلدين في تخفيف حدة التوتر بين الهند وباكستان، كما أنهما اشتركا أيضا في إنهاء اطول نزاع في أفريقيا وهو الخلاف بين أثيوبيا وأرتيريا.
ما الرسائل لتي وجهتها الطائرة الواحدة ؟
الوزيران اللذان حملتهما طائرة واحدة إلى باكستان، تأتي في وقت تتحدث فيه صحف عربية وعالمية عن تأثر العلاقات بين البلدين على خلفية الأحداث التي شهدتها العاصمة اليمنية المؤقتة "عدن"، والاتهامات التي تواجهها دولة الإمارات بأنها تقف وراء النزاع اليمني ( الجنوبي / الشمالي ) وقضية الانفصال، لكن ربما أن هذه الزيارة قد تكون رسالة إلى أن ليس ثمة خلاف كما تدعي بعض وسائل الإعلام، كان هذا بحسب ما أشارت إليه صحيفة ( عين الإماراتية ) .
ووصفت الصحيفة هذه الادعاءات بأن الهدف منها " إثارة الفتنة بين البلدين " لكن هذه الزيارة تشير إلى عكس ذلك ، ووجهت الصحيفة التي تعد من كبرى صحف البلاد اتهامات لـ "حزل الإصلاح" في اليمن بأنه يقف مع جماعة الإخوان المسلمين، وما يصفه البعض بـ "المعسكر الإخواني" للترويج لخلاف بين الرياض وأبوظبي ومواصلة إثارته.
واحتفى السعوديون والإماراتيون بصورة الوزيرين، الجبير و عبدالله بن زايد، وهما يستقلان طائرة واحدة كاسرين بذلك البروتوكول الدبلوماسي، وهو ما وصفه البعض بعمق العلاقة وأن الخلاف حول عدن "إعلامي" وغير حقيقي.