ملخص
كيف ستتغير منطقة "شنغن" مع انضمام رومانيا وبلغاريا للاتفاقية "بحراً وجواً"؟
في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، أعلنت وزارتا الداخلية الرومانية والبلغارية أن البلدين سينضمان إلى منطقة "شنغن" التابعة للاتحاد الأوروبي، وهي منطقة خالية من الحدود تتيح التنقل بين دول الاتحاد، ما يسمح لنحو 400 مليون مواطن حق العبور المتواصل بين الدول الأعضاء.
وعقب الموافقة على طلبها عام 2022، أصبحت كرواتيا آخر دولة تنضم إلى "شنغن"، ومن المتوقع أن يسهم انضمام رومانيا وبلغاريا، باعتبارهما عضوان في الاتحاد الأوروبي منذ يناير (كانون الثاني) 2007، في توسيع منطقة "شنغن" نحو أوروبا الشرقية.
وفي وقت سابق، أعربت النمسا عن معارضتها لانضمام البلدين، وأبدت مخاوفها من ارتفاع معدلات الهجرة غير الشرعية. وعلى رغم ذلك، توصلت الأطراف الثلاثة لاتفاق في وقت متأخر من العام الماضي، ومن المقرر انضمام رومانيا وبلغاريا إلى المنطقة "جواً وبحراً" بحلول نهاية مارس (آذار) 2024، ما يسمح بحرية الحركة للقادمين عبر هذه الوسائط، بينما لا يزال موعد فتح الحدود البرية قيد المناقشة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وهنا يبرز السؤال المهم، ما هي تداعيات هذا الانضمام على حركة السفر من وإلى هذه الدول؟
ما هي منطقة "شنغن"؟
منطقة "شنغن" هي منطقة في أوروبا تسمح بحرية الحركة بين الدول الأعضاء للاتحاد الأوروبي والبالغ عددها 27 دولة مما يتيح العبور من دون أي إجراءات تفتيش عند التنقل عبر حدودها.
وقد حددت المفوضية الأوروبية بأنها منطقة "تضمن حرية التنقل لأكثر من 400 مليون مواطن في الاتحاد الأوروبي، إضافة إلى الأشخاص من خارج الاتحاد الذين يأتون إليها لأغراض السياحة، أو الدراسة، أو العمل".
وأضافت "تتيح حرية التنقل لكل مواطن في الاتحاد الأوروبي بالسفر والعمل والعيش في إحدى دول الاتحاد الأوروبي من دون إجراءات شكلية خاصة. ويدعم ’شنغن‘ هذه الحرية من خلال تمكين المواطنين من التنقل في جميع أنحاء المنطقة من دون الخضوع لأي إجراءات تفتيش حدودية".
وتأسست هذه المنطقة عام 1995، عقب اتفاقية وُقعت قبل عشر سنوات من ذلك، بمشاركة الدول الأعضاء العشر الأولى. وإلى جانب إلغائها إجراءات التفتيش على الحدود، تعمل المنطقة على توحيد إجراءات الدخول والتأشيرات بين الدول الأعضاء، وهو ما يواجه تحديثات مع تطبيق "النظام الأوروبي لمعلومات وتراخيص السفر" الجديد "إتياس" The Electronic Travel Information and Authorisation System (Etias).
ما هي الدول المنضوية حالياً في إطار منطقة "شنغن"؟
تضم منطقة "شنغن" في الوقت الحالي 27 دولة، ومن المتوقع أن يرتفع العدد إلى 29 بعد انضمام رومانيا وبلغاريا.
والدول الأعضاء في الوقت الراهن هي: النمسا، وبلجيكا، وجمهورية التشيك، وكرواتيا، والدنمارك، وإستونيا، وفنلندا، وفرنسا، وألمانيا، واليونان، والمجر، وأيسلندا، وإيطاليا، ولاتفيا، وليختنشتاين، وليتوانيا، ولوكسمبورغ، ومالطا، وهولندا، والنرويج، وبولندا، والبرتغال، وسلوفاكيا، وسلوفينيا، وإسبانيا، والسويد، وسويسرا.
ومع انضمام رومانيا وبلغاريا، ستظل إيرلندا وقبرص هما الدولتان الوحيدتان من الاتحاد الأوروبي الباقيتان خارج الاتفاقية. إضافة إلى ذلك، تضم المنطقة أربع دول غير عضو في الاتحاد الأوروبي وهي: أيسلندا، والنرويج، وسويسرا وليختنشتاين - كأعضاء فيها.
أي دول ستنضم إلى منطقة "شنغن" ومتى؟
تستعد كل من بلغاريا ورومانيا للانضمام إلى منطقة "شنغن" "جواً وبحراً" بحلول يوم 31 مارس، ما يعني دمج حدودهما الجوية والبحرية ضمن الاتفاقية.
إلا أنه لم يجر الاتفاق حتى الآن على تاريخ معين لضم الحدود البرية لهاتين الدولتين إلى منطقة "شنغن" مع استمرار المفاوضات حول هذا الأمر خلال عام 2024.
ومن المعروف أن هناك معايير محددة وصارمة للانضمام إلى المنطقة، تتضمن على سبيل المثال، تحمل "المسؤولية عن مراقبة الحدود الخارجية بالنيابة عن الدول الأخرى في شنغن" و"التعاون الكفء مع وكالات إنفاذ القانون في الدول الأعضاء بـ’شنغن‘ للحفاظ على مستوى أمني عالٍ بعد إلغاء الرقابة على الحدود بين الدول الأعضاء".
كيف سيؤثر ذلك على المسافرين؟
بالنسبة لسكان الاتحاد الأوروبي والمسافرين القادمين إلى بلغاريا ورومانيا من دول أخرى في منطقة "شنغن"، لن يخضعوا لإجراءات تفتيش جوازات السفر عند الدخول عبر الرحلات الجوية أو العبارات أو الرحلات البحرية. وفي الوقت نفسه تظل إجراءات التفتيش على الحدود البرية قائمة، مثل الدخول بالحافلات، والقطارات، والسيارات.
وللعلم، فإن الرحلات البريطانية المتجهة إلى هاتين الدولتين لن تشهد تغييرات كبيرة، فأي زائر لمدن مثل بوخارست وصوفيا سيخضع لنفس إجراءات التفتيش لجوازات السفر المعتادة في جميع أنحاء أوروبا، ما لم يكن قادماً من دولة ضمن منطقة "شنغن".
ومن الجدير بالذكر أن قاعدة عدم السماح لغير المقيمين في دول الاتحاد الأوروبي البقاء [ما لم تكن لديهم تأشيرة جديدة] لأكثر من 90 يوماً خلال فترة 180 يوماً ستُطبق الآن على رومانيا وبلغاريا أيضاً. وستحتسب الزيارات إلى هاتين الدولتين ضمن الحد الأقصى لـ90 يوماً.
وتتبع هذه الدول أيضاً نفس متطلبات صلاحية جواز السفر المعمول بها في الاتحاد الأوروبي. إذ يتوجب أن يكون جواز السفر صادراً في غضون السنوات العشرة الأخيرة من تاريخ الوصول، وأن يكون تاريخ انتهاء صلاحية الجواز لا يقل عن ثلاثة أشهر بعد التاريخ المقرر للمغادرة.
© The Independent