Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل تتمكن الأحزاب العراقية من إعادة إنتاج تحالفاتها في المجالس المحلية؟

الخلافات بين "الإطار التنسيقي" وتحالفي "السيادة" و"عزم" والأحزاب الكردية تصعّب التوصل إلى اتفاقات

السوداني مترئساً جلسة الحكومة يوم الأحد 14 يناير الحالي (صفحة المكتب الاعلامي لرئيس الوزراء العراقي)

ملخص

يحتاج إعادة تشكيل "تحالف إدارة الدولة" مجدداً في المجالس المحلية إلى ترتيب الكثير من الأوراق داخل المكونات العراقية نفسها، فضلاً عن الإيفاء بكثير من التعهدات السابقة

دعا رئيس تحالف "قوى الدولة الوطنية" في العراق عمار الحكيم، إلى استنساخ تجربة "ائتلاف إدارة الدولة" بتشكيل مجالس المحافظات.
ويأتي إعلان الحكيم وهو أحد قيادات "الإطار التنسيقي" الذي يضم غالبية القوى الشيعية العراقية في وقت يشهد "تحالف إدارة الدولة" الذي يضم كلاً من "الإطار التنسيقي"، وتحالفي "السيادة"، و"عزم"، كممثلين للقوى السنية والأحزاب الكردية، الكثير من المشكلات، لا سيما بعد إقالة رئيس البرلمان، رئيس تحالف "عزم" محمد الحلبوسي، ووسط خلافات سنية- سنية، فضلاً عن خلافات بين مكونات "الإطار التنسيقي" مع كل من السنة والأكراد، إضافة إلى الخلافات داخل مكونات "الإطار"، مما صعّب اتخاذ قرار موحّد في كثير من القضايا التي تُعرض في البرلمان. وبدا ذلك واضحاً في قضية التصويت على اختيار رئيس جديد للبرلمان وتشتت الأصوات، مما يعني أن إعادة تشكيل التحالف مجدداً في المجالس المحلية يحتاج إلى ترتيب الكثير من الأوراق داخل المكونات نفسها، فضلاً عن الإيفاء بكثير من التعهدات السابقة التي قطعها "الإطار التنسيقي" لكل من السنة والأكراد إبان تشكيل حكومة محمد شياع السوداني لا سيما في ما يخص المطالب السنية، وما اتُفق عليه داخل "تحالف إدارة الدولة" ويتمثل بسحب الفصائل المسلحة من المناطق المحررة وجعل الملف الأمني فيها بيد الجيش والشرطة والاستخبارات العراقية وجهاز الأمن الوطني. وكذلك تضمن العمل على عودة النازحين إلى مناطقهم، خصوصاً في ناحية جرف الصخر شمال محافظة بابل، وزيادة المخصصات المالية لإعمار محافظات نينوى والأنبار وصلاح الدين وديالى وكركوك، فضلاً عن تحقيق التوازن الطائفي في مؤسسات الدولة.
وتنتشر الفصائل الشيعية في مناطق واسعة من أطراف محافظات كركوك وصلاح الدين والأنبار ونينوى، وهي متهمة بالتورط في أعمال عنف وفساد إداري وعمليات تهريب لمختلف السلع إلى الأراضي السورية عبر منافذ محافظتي نينوى والأنبار.

صعوبة التحالف

ورأى أستاذ العلوم السياسية بالجامعة المستنصرية عصام الفيلي "صعوبة في إعادة تحالف إدارة الدولة في المجالس المحلية"، فيما أشار إلى أن "التحالفات التي تنشأ حالياً في بعض المحافظات هي ائتلافات مرحلية". وأضاف الفيلي "دائماً القوى السياسية تطرح أفكاراً قد لا تكون حقيقية بقدر ما هي أمانٍ، إضافة إلى أن مجالس المحافظات في كل محافظة هي بمثابة حكومة محلية تتمتع بكثير من الصلاحيات وبالتالي ما تم بهذا الاتجاه يراد منه الالتفاف على المحافظين الناجحين سواء في البصرة وواسط وكربلاء، وبقية هذه المناطق، وهذا لا يمكن أن يكون، إذ إن مواطني المحافظات باتوا يطالبون بحقوقهم، إضافة إلى فشل تجربة القوى الشيعية في تسويق شخصيات ناجحة".
وبيّن الفيلي أن "هذه الأحزاب لم يكن ضمن مشروعها اختيار الأكفأ في المحافظات وبالتالي حتى المحافظ الذي ينجح تحاول بعض القوى أن تسلبه نجاحه، والمحافظ الذي يفشل يلتزمون الصمت في شأنه".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


عدم الاستقرار

واعتبر المتحدث ذاته أن "تحالف إدارة الدولة يعاني حالة من عدم الاستقرار والدليل فشله في الاتفاق على انتخاب مرشح السنة شعلان الكريم لرئاسة البرلمان، في حين أنه من استحقاق المكون السني"، مشيراً إلى أن "بعض القوى السياسية ولا سيما المكون السني بدأت تعلن استغاثتها بشركائها الشيعة والدليل على ذلك أن بعض القوى بدأت تقول أين أنت يا مقتدى الصدر؟".
واعتبر الفيلي أن "عملية إنشاء تحالفات محدودة بين السنة والشيعية والأكراد شبيه بإدارة الدولة في بعض المحافظات يعتمد على طبيعة القوى في تلك المحافظات، فهناك تحالف كردي- عربي في الموصل، وفي كركوك هناك تحالف كردي- عربي، وفي ديالي تحالف سني- شيعي، إلا أن جميع تلك التحالفات لم تتم تحت إطار تحالف إدارة الدولة، فهناك فرق بين تكّون مشروع سياسي متكامل وبين ما تمليه طبيعة المرحلة في عقد التحالفات".

التحالف يتعرض لهزة

من جهة أخرى، اعتبر مدير مركز العراق للدراسات الاستراتيجية، غازي فيصل، أن "تحالف إدارة الدولة يتعرض لهزة عميقة تمنع إعادة تشكله من جديد، فيما أشار إلى أن التحالفات في المحافظات تعتمد على طبيعة الخريطة السياسية في تلك المحافظات". وأضاف فيصل "بعد الفشل في انتخاب رئيس لمجلس النواب في جلسة السبت والتي تعكس طبيعة التناقضات بين الأحزاب على اختلاف اتجاهاتها المذهبية وعدم توافر قناعات بضرورة التوصل إلى انتخاب شخصية كفوءة ونزيهة تمتلك خبرة في إدارة السلطة التشريعية التي تعد أعلى سلطة دستورية في البلاد في إطار دستور 2005 للديمقراطية البرلمانية. وبعد إقالة محمد الحلبوسي من رئاسة المجلس يتعرض تحالف إدارة الدولة لهزة عميقة تضرب إعادة تشكيل الخريطة السياسية في المجلس وإعادة تشكيل تحالف إدارة الدولة وبلورة غالبية سنية بجانب الإطار التنسيقي والأحزاب الكردية".

الاتفاقات السابقة

ورأى فيصل أن "تشكيل تحالف الدولة مجدداً يتطلب إعادة الاتفاقات التي سبق وعُقدت لتشكيل تحالف إدارة الدولة وتشكيل مجلس الوزراء وتكليف محمد شياع السوداني رئيساً للحكومة، وغيرها من التفاصيل المهمة وقد تكون الأفكار محطة انتقالية نوعية في طبيعة التحالفات السياسية والحزبية سواء من ضمن الإطار أو ضمن الأحزاب السنية إلى جانب الأحزاب الكردية".

تحالفات وفق الخرائط السياسية

ولفت المتحدث ذاته إلى أن "طبيعة التحالفات في مجالس المحافظات ستتشكل وفق الخرائط السياسية لتشكيلاتها وطبيعة الأحزاب التي تحتل غالبية المقاعد، أو تشكيل تحالفات لتضمن الغالبية لرسم السياسات وسنّ تشريعات وضمان رقابة دقيقة لعمل المحافظة، وتشكيل تحالفات على غرار إدارة الدولة مع الاختلاف من محافظة إلى أخرى، فالتحالفات في الموصل لن تشبه ما يحصل في البصرة، والعمارة، والنجف أو كركوك، بحكم طبيعة التشكيلة القومية والدينية في المحافظة وطبقاً لطبيعة نتائج الانتخابات وأهمية تشكيل تحالفات تضمن وجود كتلة للغالبية في كل مجلس من مجالس المحافظات تأخذ على عاتقها تبني القرارات ورسم التشريعات".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات