Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

41 في المئة من الناخبين العراقيين شاركوا في استحقاق مجالس المحافظات

تقام للمرة الأولى منذ 10 سنوات وتعد استحقاقاً سياسياً مهماً لحكومة السوداني ومقياساً لمدى رضا الشارع عن أدائها

ملخص

تخيم حالة من الإحباط على الرأي العام إزاء الانتخابات في بلد يقطنه 43 مليون نسمة وغني بالنفط لكن مؤسساته تعاني فساداً مزمناً

 ذكرت وسائل إعلام عراقية رسمية اليوم الاثنين أن نسبة المشاركة الإجمالية للناخبين في انتخابات مجالس المحافظات العراقية بلغت 41 في المئة، وذلك بعد يوم طويل شهد توجه العراقيين اليوم الإثنين إلى صناديق الاقتراع للمشاركة في الانتخابات المحلية الأولى منذ عقد من الزمن، والتي من شأنها تعزيز سلطة الأحزاب والتيارات الشيعية المتحالفة مع إيران وتوطيد قاعدتها الشعبية.

وجرت الانتخابات من دون التيار الصدري، أحد أبرز التيارات السياسية في العراق بزعامة رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر بعد أن أعلن مقاطعة الانتخابات التي تعقد في 15 محافظة.

في الوقت نفسه تخيم حالة من الإحباط على الرأي العام إزاء الانتخابات في بلد يقطنه 43 مليون نسمة وغني بالنفط، لكن مؤسساته تعاني فساداً مزمناً.

وتعد الانتخابات المحلية استحقاقاً سياسياً مهماً لحكومة محمد شياع السوداني الذي يعد بإصلاحات خدمية وتطوير للبنى التحتية المدمرة جراء عقود من النزاعات، مذ تسلم الحكم بدعم من غالبية برلمانية لأحزاب وتيارات موالية لإيران قبل نحو عام.

ويشرح الباحث في مركز أبحاث "شاتام هاوس" ريناد منصور لوكالة الصحافة الفرنسية أن "نسبة المشاركة هي المقياس النهائي حول مدى الرضا، وإذا ما كانت سياسة السوداني الشعبوية الاقتصادية وسياسته في منح فرص العمل ناجحة وقادرة على جذب الجيل الجديد أو لا".

وفتحت صناديق الاقتراع الساعة 07:00 صباحاً اليوم الإثنين (04:00 بتوقيت غرينتش)، كما أفادت القناة العراقية الإخبارية.

وأغلقت مكاتب الاقتراع البالغ عددها 7166، والتي وضعت تحت إجراءات أمنية مشددة عند الساعة 18:00 (15:00 بتوقيت غرينتش).

ودعي نحو 17 مليون ناخباً للاختيار من بين 6000 مرشح يتنافسون على 285 مقعداً في جميع المحافظات.

وتتمتع مجالس المحافظات التي أنشئت بعد الغزو الأميركي وإسقاط نظام صدام حسين في عام 2003 بصلاحيات واسعة على رأسها انتخاب المحافظ ووضع موازنات في الصحة والنقل والتعليم من خلال تمويلات مخصصة لها في الموازنة العامة التي تعتمد بنسبة 90 في المئة من إيراداتها على النفط، لكن يرى معارضو مجالس المحافظات أنها أوكار للفساد وأنها تعزز المحسوبية.

ومن شأن هذه الانتخابات، كما يرى محللون أن تعزز موقع الأحزاب والتيارات الحليفة لإيران، والتي تملك الغالبية البرلمانية وتمثل الأحزاب الشيعية التقليدية وبعض فصائل الحشد الشعبي.

ويرى ريناد منصور أن الانتخابات المحلية "فرصة" لتلك الأحزاب "لتعود وتثبت أن لديها قاعدة اجتماعية وشعبية".

ويتحدث منصور عن "منافسة كبيرة داخل (البيت الشيعي)"، حيث تسعى مكوناته المختلفة إلى وضع اليد على مناصب المحافظين.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وجرى حل مجالس المحافظات في عام 2019 تحت ضغط شعبي في أعقاب تظاهرات غير مسبوقة شهدتها البلاد.

لكن حكومة السوداني تعهدت إعادتها لتكون هذه الانتخابات الأولى منذ عام 2013 تستثنى منها ثلاث محافظات منضوية في إقليم كردستان المتمتع بحكم ذاتي والواقع في شمال البلاد.

ويتساءل أبو علي، وهو سائق سيارة أجرة جاء من محافظة المثنى في جنوب العراق إلى بغداد، "لماذا أنتخب؟ بماذا تفيدنا الانتخابات؟".

ويضيف الرجل البالغ من العمر 45 سنة لوكالة الصحافة الفرنسية، "حالنا هو نفسه، مرت سنوات، وتكررت الانتخابات جاء مرشحون وتبدلوا بغيرهم، وحالنا نفس الحال". ويكمل "لا يبنون ولا يعمرون، يبحثون عن منافع لأحزابهم فقط. لا أنتخب، ولا أذهب إلى الانتخابات".

ويضم مجلس محافظة بغداد 49 مقعداً، فيما يضم مجلس محافظة البصرة على سبيل المثال 22 مقعداً.

ومن بين المرشحين 1600 امرأة يمثلن نسبة 25 في المئة المحددة لهن. وخصصت أيضاً 10 مقاعد للأقليات المسيحية والإيزيدية والصابئة في بلد متعدد الإثنيات والطوائف.

وفي المحافظات السنية يتوقع أن يتراجع تحالف "تقدم" عقب قرار المحكمة الاتحادية العليا في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي بإقالة زعيمه محمد الحلبوسي من منصبه كرئيس لمجلس النواب.

أما في محافظة كركوك الغنية بالنفط في شمال العراق، فيتوقع أن تكون المنافسة أكثر احتداماً، حيث قد تعود إلى الواجهة التوترات بين مختلف المجتمعات المكونة لها من عرب وأكراد وتركمان.

ومن غير المتوقع أن تؤثر التوترات الإقليمية في خلفية الحرب بين حركة "حماس" وإسرائيل، التي تطاول أيضاً العراق، على هذه الانتخابات.

وتعرضت القوات الأميركية المنتشرة في العراق في إطار التحالف الدولي لمكافحة تنظيم "داعش" لعشرات الهجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة، تبنت معظمها فصائل مسلحة حليفة لإيران. وعقد السبت تصويت "خاص" لنحو 50 ألف نازح ونحو مليون شخص من القوات الأمنية.

وفي كلمة له قبل الانتخابات مساء الجمعة، حث السوداني العراقيين على التصويت، و"بالخصوص الذين بدأوا يتلمسون ويستشعرون عمل الحكومة واتجاهها نحو مشاريع الإعمار والتنمية"، من أجل "اختيار وانتخاب مجالس محافظات قوية ومساندة للعمل التنفيذي".

المزيد من متابعات