منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي يتعرض الصحافيون هناك إلى أخطار كبيرة، حيث قتل نحو 115 صحفياً.
ويقول الصحافي ومراسل "اندبندنت عربية" في قطاع غزة عز الدين أبو عيشة إنه منذ اليوم الاول للحرب "كان الصحافيون أحد اهداف القصف العشوائي للطيران الإسرائيلي"، حيث قتل نحو 115 صحفياً غالبيتهم أثناء ممارسة عملهم، على رغم ارتدائهم السترات الواقية التي تشير إلى عملهم الإعلامي.
ويرى أبو عيشة أن توصيف منظمة "أطباء بلا حدود" أن "قطاع غزة يعد مقبرة للصحافيين أبلغ وصف لما يمر به الزملاء".
ويعتقد أن استهداف الجيش الإسرائيلي للصحافيين في غزة "محاولة لمنع نقل مشاهد المجازر التي يرتكبها في حق سكان القطاع، ويؤكد ذلك تذمر حكومة تل أبيب المتواصل من المراسلين الدوليين".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويتابع، "أرسلت مجموعة من الصحافيين الذين يعملون مع وسائل الإعلام الدولية للجيش الإسرائيلي أخيراً طلباً لمنحنا ضماناً لحمايتنا، لكن الجيش رفض ذلك وأبلغنا بضرورة التوقف عن تغطية الحرب".
وأضاف أبو عيشة أن "الصحافيين خاطروا بحياتهم من أجل إيصال صوت السكان والنازحين والمرضى إلى جميع أنحاء العالم".
وتحدث عن تشييعهم جثمان زميل صحافي قتل أثناء تغطيته لانفجارات وسط قطاع غزة بعد أن رصدته طائرات الاستطلاع وأسقطت عليه قنبلة.
وعن الناجيين من الصحافيين يقول إنهم يواجهون خطر الموت كل يوم، "وجميعنا نخشى من أن نكون جزءاً من التقارير التي ترصد معاناة الزملاء".
وعن أكبر المواجهات التي يواجهونها يقول أبو عيشة إن "الصعوبات في الاتصالات والقلق على عائلتنا والنقص في الملتزمات الأساس للبقاء على قيد الحياة مثل الغذاء والماء،هو أكبر ما نواجهه في هذه الحرب كما بقية سكان غزة، لكننا ندرك أنه يتوجب علينا دفع كلفة باهظة أثناء تغطية الحرب".
وعن أكثر المواقف حزنا بالنسبة إليه،يقول أبو عيشة إنها "تشييع جثامين بعضنا وكتابة أخبار رحيل زملائنا".
وعن التجارب التي واجهته على المستوى الشخصي يقول أبو عيشة "في إحدى مرات تغطية الاخبار أردنا الحصول على مشاهد أكثر وضوحاً صعدت إلى الطابق الثالث لإحدى المباني بصحبة الزملاء، لكن على الفور رصدنا جنود الجيش وبدأوا بإطلاق الرصاص الحي علينا"، ويتابع "في الحقيقة عملنا شاق للغاية نعيش وسط حيرة بين ضميرنا الإنساني للتدخل في بعض المواقف، ومهمتنا كصحافيين أنه مطلوب منا توثيق الحدث ونقل الحقيقة".
ويضيف أبو عيشة، "أصبحنا نعمل في المستشفيات، وفي كل مرة تأتي سيارة إسعاف نحبس أنفاسنا لبعض لحظات ونتساءل عن مكان القصف، وهل سيكون أحد أقاربنا داخل السيارة هذه المرة، نتنفس الصعداء عندما نجد أن السيارة لا تحوي أحد أفراد أسرتنا التي حرمنا من الجلوس معها قرابة 100 يوم".
وعن الحال النفسية لصحافيي غزة يقول أبو عيشة "في الحقيقة حالنا النفسية سيئة جداً وأعصابنا متعبة ولا نستطيع تحمل أي شيء، ونحن نعيش في توتر وخوف طوال الوقت".