ملخص
بدأ النظام الإيراني قبل ستة أشهر تسجيل الأفراد من بين هذه القوات من أجل المشاركة في عمليات مختلفة في الشرق الأوسط، فما الذي يحدث؟
قال الجنرال فريد أحمدي، آخر قائد للقوات الخاصة الأفغانية قبل هيمنة "طالبان" على الحكم، في مقابلة خاصة مع "اندبندنت فارسية"، إن النظام الإيراني يحاول تجنيد عدد من القوات الخاصة الأفغانية من أجل تنفيذ أهدافه في الشرق الأوسط، وقد أرسل النظام عدداً من هذه القوات للمشاركة في عمليات خارج البلاد.
وذكر أن النظام الإيراني بدأ قبل ستة أشهر تسجيل الأفراد من بين هذه القوات من أجل المشاركة في عمليات مختلفة في الشرق الأوسط، غير أن عدداً كبيراً من هذه القوات رفض الانضمام إلى خدمة أهداف النظام.
في الحرب الأوكرانية
وأضاف الجنرال أحمدي، "سعى النظام الإيراني العام الماضي إلى تجنيد عدد من الجنود من بين أعضاء الجيش الأفغاني من أجل المشاركة في الحرب الأوكرانية عبر إغراءات مالية، وتعهد السماح لعائلاتهم بالعيش في إيران".
وادعى أحمدي أن 65 من هؤلاء الجنود وافقوا على شروط النظام وقبلوا الذهاب إلى الشرق الأوسط، ويتولى 20 من بين هؤلاء عمليات استطلاعية في المناطق التي يستهدفها النظام الإيراني.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال، "لا نعرف المناطق التي أرسل إليها النظام الإيراني الجنود الأفغان"، مضيفاً، "يبدو أن المؤسسات الاستخباراتية الإيرانية اتصلت بعدد كبير من القوات الأفغانية السابقة وكذلك أفراد مدنيين من بين الرعايا الأفغان، إذ يحاول النظام الإيراني استقطاب تلك القوات التي كانت تعمل في الفرق الخاصة من بين أفراد النخبة في الجيش الأفغاني السابق من أجل المشاركة في عمليات خارج البلاد".
ووصف الجنرال أحمدي القوات الأفغانية الخاصة بأنها "من الأفضل" في المنطقة. وقد تلقت قوات النخبة الأفغانية السابقة تدريبات طبقاً لمعايير حلف شمال الأطلسي (ناتو) والولايات المتحدة الأميركية، ويتمتعون بتجارب كبيرة في الحروب وتنفيذ المهام الصعبة ضد "طالبان" والمجموعات الإرهابية. وكانت هذه القوات قد وجهت ضربات ثقيلة ضد "طالبان" وتخشى الحركة من أفرادها.
معارك بالإنابة
وقال مصدر مطلع لـ"اندبندنت فارسية"، إن مراكز الكفالة المعنية بإقامة الرعايا الأفغان في إيران تواصلوا مع أفراد القوات الخاصة في الجيش الأفغاني السابق من خلال الذهاب إلى بيوتهم، وطلبوا منهم تمديد فترات الإقامة في إيران وسعوا إلى حثهم من أجل المشاركة في الحرب الأوكرانية.
وقال المصدر، إن "موظفي مراكز الكفالة ذهبوا إلى منازل هؤلاء الأفراد وطلبوا منهم مراجعة مكاتبها من أجل تسهيل إقامتهم في إيران، في حين أن فترة الانتظار من أجل تمديد الإقامة للناس العاديين تستمر إلى أشهر، لكن أعضاء الجيش الأفغاني السابق يحصلون عليها بسرعة".
وأضاف أن مراكز الكفالة حصلت على أسماء هذه القوات عندما انتقلوا إلى إيران بعد سقوط الحكومة السابقة بيد "طالبان"، ويتواصلون معهم في الوقت الحالي بناء على معلومات جمعوها عنهم خلال دخولهم الأراضي الإيرانية.
وقال، "يزود المسؤولون في مكاتب الكفالة أعضاء الجيش الأفغاني السابق بمعلومات للذهاب إلى روسيا ويبلغونهم بأن موسكو تمنحهم الإقامة بعد ثلاث سنوات من أجل تشجيعهم على الذهاب إلى روسيا للمشاركة في الحرب ضد أوكرانيا".
وبعد سقوط النظام الأفغاني السابق الذي كان يحظى بدعم الولايات المتحدة الأميركية في أغسطس (آب) 2021، وهيمنة "طالبان" على الحكم بعد عقدين من القتال والتمرد، هاجر عدد كبير من القوات الأفغانية إلى إيران وباكستان خشية من انتقام "طالبان". وكثير منهم يفتقر إلى أوراق ثبوتية في إيران ويواجه خطر الترحيل إلى أفغانستان التي تخضع لحكم "طالبان". ويبدو أن النظام الإيراني يحاول من خلال تهديدهم بالترحيل إلى أفغانستان تجنيدهم من أجل المشاركة في حروبها النيابية في المنطقة.
كتائب الفاطميين
ووردت تقارير متعددة تفيد بأن عدداً من أعضاء الجيش الأفغاني السابق تعرضوا للتعذيب والضرب على يد أعضاء "طالبان" وقتلت الحركة بعضهم بعد ترحيلهم من إيران. وعلى رغم أن زعيم الحركة هيبة الله آخوند زاده، أصدر عفواً عاماً في الأيام الأولى من هيمنة الحركة على الحكم، لكن أعضاء "طالبان" يغضون الطرف عن هذه التعليمات في كثير من الحالات ويواجهون المواطنين بقسوة.
وسبق للنظام الإيراني أن لجأ إلى تجنيد رعايا أفغان من أجل الزج بهم في الحروب النيابية بالشرق الأوسط، وقد أرسل النظام الإيراني الآلاف من المواطنين الشيعة في أفغانستان من بين قبائل الهزارة من أجل المشاركة في الحرب الداخلية السورية لتثبيت بشار الأسد في الحكم أو القتال ضد "داعش". وقتل كثير منهم هناك، كما شكل النظام كتائب سماها "كتائب الفاطميين" من بين الرعايا الأفغان.
وذكر أحد أعضاء هذه الكتائب لـ"اندبندنت فارسية" في وقت سابق، أنه بعد انتهاء الحرب السورية استدعى النظام الإيراني كثيراً منهم وعادوا إلى إيران ولم يبق إلا القليل في سوريا.
وتتهم إيران بالتدخل في الشرق الأوسط والعمل على زعزعة الاستقرار في عدد من البلدان من خلال إيفاد عملاء لها للمشاركة في الحروب النيابية من أجل مصالح النظام. وهنالك مخاوف من استغلال الجنود الأفغان السابقين بواسطة أجهزة النظام الإيرانية، كما حدث لرعايا أفغانيين، من خلال تنظيمهم ضمن "كتائب الفاطميين" للزج بهم في القتال خارج أفغانستان بمناطق الصراع الإقليمية والعالمية.
نقلاً عن "اندبندنت فارسية"