ملخص
قال مصدر أمني باكستاني كبير إن الجيش الباكستاني في حالة تأهب قصوى "للغاية" وإن أي "مغامرة غير محسوبة" من الجانب الإيراني سيتم التصدي لها بقوة
قال الرئيس الأميركي جو بايدن اليوم الخميس إن الاشتباكات بين إيران وباكستان هذا الأسبوع تظهر أن طهران لا تحظى بقبول أحد في المنطقة.
وشنت باكستان هجمات على مسلحين انفصاليين داخل إيران اليوم في ضربة انتقامية بعد يومين من إعلان طهران أنها هاجمت قواعد مجموعة مسلحة أخرى داخل الأراضي الباكستانية.
وقال بايدن "كما يمكنكم أن تروا، إيران لا تحظى بالقبول الكبير في المنطقة ونعمل الآن ’لتحديد‘ مآل كل هذا. لا أعلم إلى أين سيؤول ذلك".
وأعلن بايدن اليوم أن الضربات الأميركية- البريطانية التي تستهدف الحوثيين في اليمن ستستمر ما داموا يواصلون هجماتهم على السفن في البحر الأحمر.
وسأل مراسلون في البيت الأبيض الرئيس الديمقراطي عن هذه الضربات، فأجاب "هل إنها توقف الحوثيين؟ كلا. هل ستستمر؟ نعم".
"لا تريد تصعيدا"ً
بدوره، أكد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي اليوم أن الولايات المتحدة "لا تريد تصعيداً في جنوب آسيا وآسيا الوسطى"، رداً على سؤال عن الضربات المتبادلة بين إيران وباكستان خلال الأيام الأخيرة.
وقال كيربي إن الإدارة الأميركية "تتابع عن كثب" التوتر بين البلدين الذي تفاقم بصورة خطرة هذا الأسبوع.
وأضاف أن باكستان "تعرضت أولاً لضربة من إيران، مما شكل هجوماً جديداً خطراً ومثالاً جديداً على دور إيران المزعزع للاستقرار في المنطقة".
ونفذت باكستان اليوم ضربات على "ملاذات إرهابية" في محافظة سيستان وبلوشستان بجنوب شرقي إيران أوقعت تسعة قتلى، بعد يومين على شن طهران ضربات على أهداف لجماعات "إرهابية" في الدولة المجاورة أودت بحياة طفلين في الأقل.
ووقعت هذه الضربات في وقت تتواصل الحرب المدمرة بين إسرائيل وحركة "حماس" في قطاع غزة، مؤججة التوتر في المنطقة مع تبادل القصف بصورة يومية بين إسرائيل و"حزب الله" المدعوم من إيران عبر الحدود مع لبنان وشن الحوثيين اليمنيين المدعومين من طهران هجمات على سفن تجارية في البحر الأحمر.
قلق أممي بالغ
ومن جانبه، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش اليوم على لسان المتحدث باسمه ستيفان دوجاريك، عن "قلق بالغ حيال تبادل الضربات العسكرية أخيراً بين إيران وباكستان"، على خلفية تصاعد التوتر في المنطقة.
وقال دوجاريك في بيان إن غوتيريش "يحض البلدين على التزام أكبر قدر من ضبط النفس بهدف تجنب أي تصعيد جديد للتوترات"، داعياً إياهما إلى تسوية خلافاتهما عن طريق "الحوار والتعاون".
9 قتلى
ارتفعت حصيلة قتلى الضربات الباكستانية على منطقة حدودية في إيران من سبعة إلى تسعة أشخاص، على ما ذكر الإعلام الرسمي الخميس.
وذكرت وكالة الأنباء الرسمية "إرنا" نقلاً عن مساعد محافظ سيستان بلوشستان الإيرانية علي رضا مرحمتي إن "رجلين قتلا أيضاً في الهجوم الصاروخي صباحاً في إحدى القرى الحدودية في سراوان، ما يرفع حصيلة القتلى إلى تسعة".
وأفاد مرحمتي في وقت سابق بمقتل ثلاث نساء وأربعة أطفال في الضربات.
وذكرت باكستان الخميس أنها "نفذت هذا الصباح سلسلة ضربات عسكرية منسقة جداً ودقيقة ضد ملاذات إرهابية في محافظة سيستان بلوشستان الإيرانية".
وأكد وزير الداخلية الإيراني أحمد وحيدي في مقابلة تلفزيونية أن جميع القتلى "مواطنون أجانب".
وذكرت وكالة "فارس" الإيرانية للأنباء من دون الإفصاح عن مصادرها بأنه يعتقد أن القتلى من "المواطنين الباكستانيين".
ولم يوضح الوزير ولا وكالة "فارس" سبب وجودهم في المكان حينها.
ودعت وزارة الخارجية الروسية اليوم الخميس إيران وباكستان إلى إظهار أقصى درجات ضبط النفس وحل خلافاتهما من خلال الدبلوماسية أو المخاطرة بالسقوط في أيدي أولئك الذين يرغبون في رؤية المنطقة تنزلق إلى الفوضى.
وتحدثت موسكو بعد أن قالت باكستان إنها استخدمت طائرات مسيرة عسكرية وصواريخ لاستهداف مسلحين انفصاليين من البلوش بعد يومين من إعلان طهران أنها هاجمت قواعد لمسلحين داخل الأراضي الباكستانية.
وأشارت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في بيان إلى أن البلدين جزء من منظمة شنغهاي للتعاون، وهي المجموعة التي ساعدت روسيا في تأسيسها.
وقالت زاخاروفا "من المؤسف أن يحدث هذا بين الدول الصديقة في منظمة شنغهاي للتعاون، والتي نعمل معها على تطوير علاقات الشراكة. إن مزيداً من تفاقم الوضع يصب في مصلحة أولئك الذين لا يهتمون بالسلام والاستقرار والأمن في المنطقة".
وأضافت أن أي عملية لمكافحة الإرهاب على الأراضي السيادية لدولة أخرى يجب أن تتم بالاتفاق والتنسيق مع سلطات تلك الدولة.
ونفذت باكستان اليوم الخميس ضربات ضد أهداف لـ"إرهابيين" في إيران، وفق ما أعلنت وزارة خارجيتها، بعدما شنت طهران ضربات داخل الأراضي الباكستانية هذا الأسبوع. وقال مصدر أمني باكستاني كبير إن الجيش الباكستاني في حالة تأهب قصوى "للغاية" وإن أي "مغامرة غير محسوبة" من الجانب الإيراني سيتم التصدي لها بقوة، وذلك وسط تصاعد التوترات بين الجارتين.
وقالت وزارة الخارجية الباكستانية في بيان إن "باكستان نفذت هذا الصباح سلسلة ضربات عسكرية منسقة جداً ودقيقة ضد ملاذات إرهابية في محافظة سيستان بلوشستان الإيرانية"، مضيفة أن "عدداً من الإرهابيين قد قتل".
إثر ذلك، استدعت إيران القائم بالأعمال الباكستاني، وفق ما أعلن الإعلام المحلي. وقالت وكالة "تسنيم" الإخبارية "بعد الهجوم الباكستاني صباحاً على قرية حدودية في محافظة سيستان بلوشستان، استدعي القائم بالأعمال الباكستاني في طهران إلى مقر وزارة الخارجية لتقديم تفسير" فوري.
وارتفعت حصيلة قتلى الضربات الباكستانية في إيران من سبعة إلى تسعة أشخاص. وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا" نقلاً عن مساعد محافظ سيستان بلوشستان علي رضا مرحمتي، إن "رجلين قتلا أيضاً في الهجوم الصاروخي صباحاً في إحدى القرى الحدودية في سراوان، مما يرفع حصيلة القتلى إلى تسعة".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وكانت وكالة "رويترز" نقلت عن مصدر إيراني قوله إن ثلاث نساء وأربعة أطفال، جميعهم غير إيرانيين، قتلوا في الضربة.
الجيش الباكستاني قال من جهته إنه نفذ ضربات محددة الهدف بدقة في إيران باستخدام طائرات مسيرة وصواريخ وذخائر وأسلحة أخرى ضربت أهدافاً لجماعتين "إرهابيتين" هما "جيش تحرير بلوخستان" و"جبهة تحرير بلوشستان". وأضاف أن القوات توخت كامل الحذر والحيطة وقت التنفيذ لتجنب وقوع أضرار جانبية، وحث على "الحوار والتعاون" لحل المشكلات بين "البلدين الشقيقين".
وفي ضوء التطورات، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الباكستانية إن رئيس الوزراء الموقت أنور الحق كاكار سيختصر زيارته المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس.
وكان مسؤول كبير في الاستخبارات الباكستانية غير مخول تقديم معلومات لوسائل الإعلام، قال لوكالة الصحافة الفرنسية، "يمكنني فقط أن أؤكد أننا نفذنا ضربات ضد مجموعات مسلحة مناهضة لباكستان استهدفت داخل إيران".
وأفاد إعلام رسمي إيراني اليوم بسماع دوي انفجارات عدة في جنوب شرقي البلاد، مشيراً إلى أن السلطات تحقق في الأمر. ونقلت "إرنا" عن مسؤول في محافظة سيستان بلوشستان الإيرانية قوله، إن دوي "انفجارات سمع في مناطق عدة بمحيط مدينة سارافان"، في حين ذكر مسؤول كبير في الاستخبارات الباكستانية لوكالة "رويترز"، أن القوات الباكستانية نفذت ضربات لاستهداف مسلحين من البلوش داخل إيران. وذكرت وكالة إيرانية أن صواريخ عدة أطلقت من باكستان أصابت قرية حدودية في إقليم سيستان بلوشستان.
من جهتها، أفادت وزارة الخارجية الباكستانية بمقتل "عدد من الإرهابيين خلال عملية اعتمدت على معلومات الاستخبارات"، مضيفة أن "الضربات كانت دفاعاً عن أمن باكستان ومصلحتها الوطنية". وتابعت الخارجية الباكستانية "سنواصل مساعينا إلى إيجاد حلول مشتركة مع إيران ضد الإرهاب"، مؤكدة مواصلة "اتخاذ جميع الخطوات اللازمة للحفاظ على سلامة وأمن شعبنا".
عرض صيني
وأعربت بكين الخميس عن استعدادها للتوسط بين باكستان وإيران بعد تبادل القصف الحدودي بين البلدين.
وقالت الناطقة باسم الخارجية الصينية ماو نينغ في مؤتمر صحافي دوري "يأمل الجانب الصيني بشكل صادق في أن يكون بإمكان الطرفين التهدئة وممارسة ضبط النفس وتجنب تصعيد التوتر"، مضيفة "نحن على استعداد للعب دور بناء في خفض التصعيد في حال رغب الطرفان بذلك".
وقال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان إن إيران وباكستان لا تريدان تصعيد التوترات في المنطقة.
وجاءت تصريحات فيدان بعد اتصالات مع نظيريه من البلدين. وأضاف في مؤتمر صحافي في الأردن أن تركيا أوصت الطرفين بعدم زيادة التصعيد فضلاً عن ضرورة استعادة الهدوء في أقرب وقت ممكن.
واشنطن تندد
ودانت الولايات المتحدة، الأربعاء، الضربات الإيرانية الأخيرة في العراق وسوريا وباكستان، إذ قالت طهران إنها تستهدف "جماعات إرهابية مناهضة" لها.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر "نعم، نحن ندين هذه الضربات، لقد رأينا إيران تنتهك الحدود السيادية لثلاث من جاراتها خلال الأيام القليلة الماضية".
واستدعت باكستان سفيرها لدى طهران، الأربعاء، ومنعت السفير الإيراني من العودة لإسلام آباد في أعقاب قصف جوي إيراني في منطقة حدودية بغرب البلاد أسفر عن مقتل طفلين.
ونفذت الضربات، في ساعة متأخرة الثلاثاء، عقب هجمات مماثلة في العراق وسوريا.
وقالت الخارجية الباكستانية في بيان للمتحدث باسمها ممتاز زهرة بلوش، إن "انتهاك إيران غير المبرر والفاضح لسيادة باكستان، ليل أمس، هو خرق للقانون الدولي وغايات ومبادئ شرعة الأمم المتحدة".
كما أعلنت تعليق كل الزيارات المرتقبة الرفيعة المستوى مع إيران خلال الأيام المقبلة.
وذكرت وكالة مهر الإيرانية للأنباء، أن الهجوم "الصاروخي وبمسيرات" استهدف مقر مجموعة "جيش العدل" التي تشكلت في 2012 وتصنفها إيران مجموعة "إرهابية".
نفذ "جيش العدل" عديداً من الهجمات على أراض إيرانية خلال السنوات القليلة الماضية.
على صلة بإسرائيل
وقالت إيران إن الهجمات الصاروخية الأخرى استهدفت "مقرات تجسس" وأهدافاً "إرهابية" في سوريا ومنطقة كردستان العراق ذات الحكم الذاتي.
وأكد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، الأربعاء، أن طهران استهدفت "مجموعة إرهابية إيرانية" في باكستان المجاورة.
وقال أمير عبداللهيان، خلال المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، "في ما يتعلق بباكستان، لم يتم استهداف أي من مواطني البلد الشقيق والصديق بصواريخ ومسيرات إيرانية".
وأضاف "تم استهداف ما يسمى جماعة (جيش العدل)، وهي مجموعة إرهابية إيرانية". وأشار إلى أن "الإرهابيين" المستهدفين في باكستان على صلة بإسرائيل.
وتأتي الضربات على وقع الحرب في قطاع غزة وهجمات للمتمردين الحوثيين في اليمن المدعومين من إيران على الملاحة في البحر الأحمر.
ورداً على سؤال بالخصوص في الإيجاز الصحافي الاعتيادي قال ميلر إن إيران "تدعي أن عليها القيام بتلك الإجراءات لمكافحة الإرهاب" بينما طهران هي "الممول الرئيس للإرهاب في المنطقة، الممول الرئيس لعدم الاستقرار في المنطقة".
تبادل الاتهامات
وتتبادل طهران وإسلام آباد بانتظام اتهامات حول السماح لمسلحين باستخدام أراضي الدولة الأخرى لشن هجمات لكن نادراً ما يكون التدخل من القوات الرسمية للبلد الآخر.
وأضافت وزارة الخارجية الباكستانية "ما يزيد من قلقنا هو أن هذا العمل المخالف للقانون حصل على رغم وجود قنوات تواصل مختلفة بين باكستان وإيران".
ومضت تقول "كثيراً ما أكدت باكستان أن الإرهاب تهديد مشترك لكل الدول في المنطقة ويتطلب تحركاً منسقاً".
وأكدت أن "هذه الأعمال الأحادية الجانب لا تنسجم مع علاقات حسن الجوار وبإمكانها أن تقوض بشكل جدي الثقة المتبادلة".