أعلن الجيش الروسي الخميس سيطرته على قرية صغيرة في منطقة دونيتسك شرق أوكرانيا، مما يظهر الضغط الروسي المتزايد منذ أسابيع على خط الجبهة.
وقالت وزارة الدفاع الروسية في إحاطتها اليومية حول العمليات في أوكرانيا إن "العمليات النشطة في منطقة دونيتسك التي نفذتها وحدات مجموعة الجنوب أتاحت تحرير قرية فيسيلوي".
وكانت القرية تضم نحو 100 نسمة قبل الهجوم الروسي على أوكرانيا منذ عامين تقريباً، وتقع على بعد نحو 20 كيلو متراً شمال شرقي مدينة باخموت التي احتلتها القوات الروسية في مايو (أيار) 2023 بعد معركة دامية ضد الجيش الأوكراني.
ويشتبك الأوكرانيون والروس على خط هذه الجبهة التي لم تشهد تغيرات كبيرة منذ ذلك الحين.
وفشل الهجوم المضاد الذي شنته القوات الأوكرانية خلال الأشهر الأخيرة إذ لم يحقق سوى مكاسب محدودة جداً تتركز خصوصاً في الجنوب.
وتبدو السلطات الروسية خلال الأسابيع الأخيرة أكثر تفاؤلاً بعد أن نجحت في صد هجمات أوكرانية عدة، وتوجيه الاقتصاد الروسي حالياً على نطاق واسع نحو إنتاج أسلحة وذخائر مخصصة لدعم الهجوم.
ورأى بوتين أول من أمس الثلاثاء أن وجود الدولة الأوكرانية ذاته بات الآن على المحك بعد فشل الهجوم المضاد الكبير الذي شنته كييف الصيف الماضي.
وأضاف، "ليس فقط فشل هجومهم المضاد بل باتت المبادرة بالكامل في أيدي القوات المسلحة الروسية، وإذا استمر الوضع على هذا النحو فقد تتعرض الدولة الأوكرانية لضربة قاضية".
وفي المقابل تطالب كييف حلفاءها الغربيين بمزيد من الذخيرة وأنظمة الدفاع الجوي في خضم توترات داخلية بهذا الشأن في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وحذر وزير الدفاع الأوكراني رستم عمروف الخميس من نقص الذخيرة الذي يواجه جيشه، معتبراً أن المشكلة حقيقية وملحة.
استهداف مستودع للنفط شمال روسيا
واستهدفت أوكرانيا ليلاً مستودعاً للنفط شمال روسيا بطائرات مسيرة، على ما أفاد مصدر في أجهزة الأمن الأوكرانية وكالة الصحافة الفرنسية الخميس، وذكر المصدر أن الاستخبارات العسكرية الأوكرانية مسؤولة عن هذه العملية في منطقة لينينغراد (شمال غرب) في محيط سانت بطرسبورغ والواقعة على بعد نحو 1000 كيلومتر من الحدود الأوكرانية.
وأشار المصدر إلى إصابة أهداف في المنطقة ليؤكد بذلك معلومات نشرتها وسائل إعلام أوكرانية.
وكان رئيس بلدية موسكو أعلن اليوم الخميس أن الدفاعات الروسية المضادة للطائرات أسقطت طائرة مسيرة جنوب العاصمة ليلاً، في حين صد هجوم جوي جديد في منطقة بيلغورود المحاذية لأوكرانيا، بحسب حاكمها.
وقال رئيس بلدية موسكو سيرغي سوبيانين إن "الدفاعات المضادة للطائرات في مدينة بودولسك صدت هجوماً بطائرة مسيرة كانت تحلق باتجاه موسكو"، مضيفاً أن "البيانات الأولية تشير إلى عدم تسجيل أضرار أو إصابات في المواقع التي سقط فيها الحطام".
وفي بيان منفصل أكدت وزارة الدفاع الروسية أنها أسقطت طائرة مسيرة أوكرانية في منطقة موسكو واعترضت طائرة أخرى في لينينغراد (شمال غرب) التي نادراً ما يطاولها هذا النوع من الهجمات.
ومنذ الربيع الماضي تستهدف موسكو باستمرار بطائرات مسيرة غالباً ما يتم إسقاطها من دون وقوع أية إصابات، وتشهد منطقة بيلغورود المحاذية لأوكرانيا هجمات عنيفة منذ أشهر. وقال الحاكم فياتشيسلاف غلادكوف اليوم الخميس إن القوات المسلحة أسقطت 10 صواريخ كانت تحلق باتجاه بيلغورود.
وأشار غلادكوف إلى أن هذا الهجوم تسبب بإصابة امرأة بشظايا، لافتاً إلى دمار طاول نوافذ أحد المنازل ومرآباً، إضافة إلى تضرر خطوط الكهرباء وأنابيب الغاز في إحدى القرى.
وفي نهاية ديسمبر (كانون الأول) الماضي كانت عاصمة بيلغورود الإقليمية هدفاً لضربة أوكرانية أسفرت عن مقتل 25 شخصاً وتعد الأكثر دموية ضد المدنيين على الأراضي الروسية منذ إطلاق موسكو هجومها على أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022.
دعوات انفصالية
وندد زعيم منطقة باشكورتوستان الروسية اليوم الخميس بالدعوات الانفصالية مهدداً بفرض عقوبات قاسية غداة اشتباكات هزت هذه الجمهورية التي تضم جالية كبيرة من المسلمين والناطقين بالتركية.
وأعلن راضي خبيروف في بيان نشر عبر تطبيق "تيليغرام" أن "مجموعة من الأشخاص يعيش بعضهم في الخارج، وهم في الواقع خونة، يدعون إلى انفصال باشكورتوستان عن روسيا ويدعون إلى حرب عصابات هنا".
وشدد على أنه "فتح تحقيق في جرائم خطرة جداً واضطرابات كبرى، وتنص على أحكام بالسجن لفترات طويلة"، متعهداً "بعدم التسامح مع التطرف".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
واندلعت أمس الأربعاء مواجهات بين الشرطة وآلاف تجمعوا أمام إحدى المحاكم لدعم المعارض الإقليمي فايل ألسينوف الذي ندد بهجوم موسكو على أوكرانيا، وحكمت المحكمة على هذا الناشط الذي يناضل ضد استغلال موارد الطاقة بالسجن أربعة أعوام بتهمة "التحريض على الكراهية" خلال جلسة مغلقة في بايماك قرب كازاخستان.
وتم تفريق المتظاهرين في بايماك بالغاز المسيل للدموع فيما اعتقل نحو 20 شخصاً بحسب منظمة
(OVD- Info) المتخصصة غير الحكومية التي تصنفها الدولة الروسية "عميلاً أجنبياً"، إذ بات التعبير عن الغضب في الشارع نادراً في روسيا حيث يعاقب أي انتقاد للسلطة بالسجن.
وتعود آخر تظاهرات كبرى إلى خريف عام 2022 خلال حملة تعبئة آلاف جنود الاحتياط لتعزيز صفوف الجيش الذي يحارب في أوكرانيا.
وبحسب الإحصاءات الرسمية فإن أكثر من نصف سكان باشكورتوستان من البشكير والتتار، وهما أقليتان مسلمتان ناطقتان بالتركية.
دعم فرنسي
وأعلنت فرنسا الخميس استعدادها تزويد أوكرانيا بـ 12 مدفعاً إضافياً من طراز قيصر، داعية حلفاءها إلى المساهمة في تأمين 60 مدفعاً آخر من أجل تعزيز قدرات كييف ضد روسيا.
وصرح وزير الدفاع الفرنسي سيباستيان لوكورنو أثناء إطلاقه في باريس "تحالفاً من أجل المدافع" شارك فيه نظيره الأوكراني عبر الفيديو، "لقد قررت صرف 50 مليون يورو من صندوق الدعم الفرنسي لأوكرانيا، مما يتيح شراء 12 مدفعاً من طراز قيصر".
وتضاف هذه المدافع التي تنتجها شركة "نكستر" الفرنسية - الألمانية إلى 49 مدفع قيصر دخلت الخدمة في أوكرانيا، وستة مدافع من المقرر تسليمها لكييف خلال الأسابيع المقبلة، بحسب وزارة الدفاع الفرنسية.
وأضاف لوكورنو أمام ممثلي 23 دولة داعمة لأوكرانيا أن فرنسا لديها القدرة على إنتاج 60 مدفعاً آخر تناهز قيمتها 250 مليون يورو، "وهو مبلغ يبدو لي أنه في متناول مختلف موازنات الحلفاء".
من جهته قال وزير الدفاع الأوكراني رستم عمروف عبر الفيديو بعد أن ألغى ليلاً تنقله إلى العاصمة الفرنسية لأسباب أمنية إنه "لا يوجد بديل عن المدفعية الحديثة، ويجب أن نواصل جهودنا ونزيد إنتاجنا من الذخائر".
والتحالف من أجل تأمين المدافع بقيادة فرنسا والولايات المتحدة أحد مكونات مجموعة الاتصال للدفاع عن أوكرانيا المعروفة باسم "مجموعة رامشتاين" التي تضم أكثر من 50 دولة في مجموعات فرعية عدة، تتنوع مهماتها من إزالة الألغام إلى الدفاع الجوي.
ويرى مستشار الأخطارالدولية ستيفان أودراند أن "التحدي الكبير الذي يواجه أوكرانيا هو استكمال انتقالها من المعدات السوفياتية إلى المعدات الغربية"، وفق معايير حلف شمال الأطلسي (ناتو)، إذ إن المدافع من الحقبة السوفياتية تعمل بقذائف من عيار 122 مليمتراً، بينما تستخدم المدافع الغربية قذائف 155 ميليمتراً.
وحدد الاتحاد الأوروبي لنفسه هدف تزويد أوكرانيا بمليون وحدة ذخيرة بحلول ربيع عام 2024، غير أنه سلم 300 ألف قذيفة فقط حتى الآن، وفق برلمانيين أوروبيين.
وعلى الجانب الفرنسي رحب لوكورنو الخميس بزيادة شحنات الذخيرة الفرنسية إلى أوكرانيا ثلاث مرات من 1000 وحدة شهرياً إلى 2000 خلال السنة الأولى من الحرب، وهو عدد ينتظر أن يرتفع إلى 3 آلاف قذيفة اعتباراً من يناير (كانون الثاني) الجاري.
وصرح وزير الدفاع الفرنسي للصحافيين "نحن بصدد تجديد مخزوننا من البارود ونقوم بإعادة تدوير البارود على ذخائر لم يتم استخدامها".
لكن الكميات التي تحدث عنها المسؤول الفرنسي لا تكفي إلا لبضعة أيام من القتال، بحسب الخبراء الذين يقدرون الاستهلاك الأوكراني في ساحة المعركة بنحو 200 ألف قذيفة شهرياً.
كما أعلن لوكورنو تسليم 50 صاروخ أرض - جو من طراز "إيه 2 أس إم" شهرياً اعتباراً من الشهر الجاري وعلى مدى العام، مؤكداً أن هذه الصواريخ متوسطة المدى يمكن أن تستعملها الطائرات من الطراز السوفياتي مثل "ميغ" و"سوخوي" اللتان تستخدمهما أوكرانيا.
ويأتي ذلك بعد أن ورد في تقرير أعده أعضاء في مجلس الشيوخ الفرنسي أن فرنسا والدول الأوروبية "لا ترقى إلى مستوى توقعات أوكرانيا التي تحتاج بصورة عاجلة إلى الذخيرة، حاثاً حلفاء كييف على زيادة إنتاجهم.
ومنحت فرنسا وباعت 30 مدفعاً من طراز قيصر إلى أوكرانيا التي طلبت ستة مدافع إضافية في الخريف، كما قدمت الدنمارك 19 مدفع قيصر من النسخة المدرعة ذات الثماني عجلات، ويمكن لمدفع قيصر المثبت على شاحنة إطلاق قذائف 155 مليمتراً لمدى يصل إلى 40 كيلومتراً.
وأكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أول من أمس الثلاثاء دعمه لكييف التي لم يحقق هجومها العسكري المضاد الأخير النتائج المرجوة، كما أعلن أنه سيزور أوكرانيا في فبراير (شباط) المقبل للمرة الثانية منذ بدء الحرب في فبراير 2022.
وقال ماكرون إن فرنسا "تعكف على وضع اللمسات النهائية على اتفاق أمني مع كييف من النوع الذي أبرم الجمعة بين بريطانيا وأوكرانيا على مدى 10 أعوام"، معلناً تسليم 40 صاروخ "سكالب".
وكان وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه أثار السبت الماضي في أوكرانيا إمكان "تعزيز القدرة على إنتاج الأسلحة التي تحتاج إليها على أراضيها"، ومع مرور عامين تقريباً على بدء الحرب تظل الجبهة مجمدة فعلياً منذ أشهر عدة.
وفي سياق آخر قال سفير أوكرانيا لدى تركيا فاسيل بودنار اليوم الخميس إن مفاوضات تجري في شأن مبادرة تصدير الحبوب التي توسطت فيها الأمم المتحدة وتوقفت صيف عام 2023.
وذكر في إحاطة عبر الإنترنت أنه "مع الأسف فهذه المبادرة للحبوب لا تعمل في الوقت الراهن، على رغم أن بعض المفاوضات تجري لإيجاد صيغة لمساعدة محتملة من الشركاء الدوليين لأوكرانيا".