قال وزير المالية السعودي محمد الجدعان إن "المنطقة في حاجة لسعودية قوية لكي تكون قادرة على مساعدة المنطقة".
وأشار الجدعان في كلمته اليوم الخميس خلال جلسة بعنوان "السعودية جهود مستمرة نحو اقتصاد أكثر استدامة"، إلى أن "النظرة المستقبلية على رغم الصدمات خلال الأعوام الماضية لا تزال إيجابية، لأنها تنطلق من وضعية قوية"، مضيفاً "عززنا خلال الأعوام السبعة الماضية طريقة إدارة التمويلات العامة بكفاءة أكبر وعجز أقل في الموازنة، وعملنا على تنويع الاقتصاد لأن الناتج المحلي غير النفطي هو تركيزنا".
وناقشت جلسة "السعودية... جهود مستمرة نحو اقتصاد أكثر استدامة" التي استضافها المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس التحديات الاقتصادية والسياسية التي تشهدها المنطقة، وتأثيرها في الاقتصاد السعودي ورحلته نحو تحقيق الاستدامة.
سعودية قوية
وتابع الوزير السعودي أن "إسهام النفط في الناتج المحلي للبلاد انخفض من 70 إلى 35 في المئة"، قائلاً "هذا إنجاز كبير لأنه يعني أن الناتج في القطاع غير النفطي نما بهذا المقدار".
وأشار إلى أنه عند إعلان موازنة 2023 كانت أسعار النفط بحدود 100 دولار للبرميل، وحجم التصدير يصل إلى 11 مليون برميل يومياً، بينما مع نهاية 2023 كانت أسعار النفط أقل 23 في المئة مما كانت عليه، والإنتاج أقل بـ17 في المئة"، لافتاً إلى أن ذلك يبين المرونة، فعوائدنا تأتي أكثر مما توقعنا لأننا محافظون في مقاربتنا في التمويلات العامة وفي توقع الإيرادات وخططنا".
تصدير الطاقة الخضراء
من جهته شدد وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية ومبعوث شؤون المناخ عادل الجبير على أن الرياض تعمل على إيجاد البدائل للوقود الأحفوري، مشيراً إلى أنها تريد أن ترفع حجم واردات الطاقة من مصادر غير الوقود الأحفوري.
وأضاف أن "الرياض جربت كثيراً في مجال الطاقة الشمسية، إذ لديها مدينتان تعملان منذ 40 عاماً على الطاقة الشمسية، وهي مستثمرة كبيرة في مجال طاقة الرياح وأنواع أخرى من الطاقة".
الجبير أشار كذلك إلى أن بلاده تسعى إلى ربط الطاقة الخضراء بالأسواق في أوروبا وغيرها، مؤكداً "هذا هو المستقبل وهو مربح جداً ونريد أن نستفيد منه كثيراً".
لا خجل من التعديل أو التصحيح
من جهته أشار وزير الاقتصاد والتخطيط السعودي فيصل الإبراهيم إلى أننا في أوقات فيها تحديات، مستدركاً "لكن بسبب هذه الأوقات الحرجة وضعت رؤية السعودية 2030"، مضيفاً أن "السعودية في وضع أقوى والوضع الحالي كان يمكن أن يكون أسوأ من دون هذه الإصلاحات"، مؤكداً أن "دول المنطقة لديها إرث في التغلب على التحديات".
ولفت الإبراهيم إلى أن معدلات النمو المحققة في الاقتصاد كأحد أبرز مظاهر نجاح الرؤية، ولكنه بيّن أن هناك بعض الأمور التي لم تتحقق معنا بالشكل الأصح منذ اللحظة الأولى، مشيراً إلى أن "الدرس الأهم أننا نتابع التفكير على المدى الطويل وتحدي أنفسنا، وليس هناك من خجل في التعديل أو التصحيح".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وشدد الإبراهيم على أهمية استغلال واستثمار الموارد الطبيعية الهائلة التي تنعم بها دول الشرق الأوسط لضمان النمو الاقتصادي، مشيراً كذلك إلى أنه يتعين على الدول مواصلة جهود الإصلاح الاقتصادي على رغم الأوقات الصعبة.
وقال الوزير السعودي "منذ عام 2016 نما الاقتصاد السعودي من دون النفط بنسبة 20 في المئة، وهذا أسرع من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة اللذين يبلغان 10 و14 في المئة على التوالي، وفي عام 2024 سيكون لدينا نمو إجمالي بنسبة 4.4 في المئة ونمو غير نفطي بين 4.5 وخمسة في المئة".
وقف إطلاق النار
من جهتها تطرقت السفيرة السعودية في واشنطن الأميرة ريما بنت بندر إلى موضوع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، مشيرة إلى أن السعودية لم تضع التطبيع مع إسرائيل في جوهر سياستها، بل السلام والأمن وحل مشكلة الشعب الفلسطيني الذي يستحق دولة وسيادة ومساراً لا يمكن العودة عنه لتغيير وضعه.
وأضافت أن المشكلة لم تبدأ منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، في إشارة إلى الهجوم الذي شنته "حماس"، مشيرة إلى ضرورة العودة لجذور المشكلة.
وأوضحت أن الحل موجود وهو حل الدولتين، منبهة إلى أنه لا يمكن الحديث عن اليوم التالي ما دام هناك عنف على الأرض، داعية إلى "وقف إطلاق النار الآن".
التغير المناخي أبرز التحديات
من جهته أشار رئيس البنك الدول أجاي بانغا إلى أن منطقة الشرق الأوسط تتوجه خلال النصف الأول من هذا العقد إلى أدنى معدل نمو منذ 30 عام، مشيراً إلى أن النمو غالباً لا يمكن تحقيقه من دون سلام شامل.
ولفت إلى أن مشكلات الفقر وضرورة تحقيق الازدهار والتغير المناخي يجب على العالم حلها معاً من أجل تحسين الواقع الاقتصادي.