مع تزايد التوترات التجارية ومخاوف الركود العالمي، يبحث المستثمرون عن الملاذات الآمنة للحفاظ على مدخراتهم. وبحسب بيانات مجلس الذهب العالمي، الخميس، زادت صناديق الاستثمار المتداولة العالمية المدعومة من المعدن الأصفر، حيث رفعت حيازتها بنسبة 5% في أغسطس (آب) الماضي، في زيادة للشهر الثالث على التوالي.
وأوضح المجلس، في بيان، أن الصناديق الاستثمارية ضخت نحو 6 مليارات دولار أميركية بأسواق الذهب، عبر شراء 122 طنا من المعدن النفيس، ليرتفع إجمالي حيازتها إلى 2733 طنا.
و"مجلس الذهب العالمي" هو منظمة تعمل على تطوير سوق صناعة الذهب، وتهدف إلى تحفيز واستدامة الطلب على المعدن الأصفر عالميا.
ويأتي الإقبال على الذهب في وقت تخيّم الضبابية على مستقبل الاقتصاد العالمي، ويهرع فيه المستثمرون وبشدة إلى أسواق الأصول والملاذات الآمنة. ومع تكبّد أسواق الأسهم خسائر قياسية قفزت أسعار الذهب لتحقق أعلى مستوى في 6 سنوات، فيما بدأت الفضة تلتقط أنفاسها وتزاحم بقوة وتحقق مكاسب تلفت انتباه المستثمرين.
الصناديق الأميركية بصدارة المشترين للذهب
وسجلت الصناديق المتداولة بالولايات المتحدة الأميركية أعلى التدفقات بقيمة 3.8 مليار دولار أميركي بعد شراء نحو 78 طنا، تلتها الصناديق الأوروبية بقيمة 1.7 مليار دولار بشراء 33 طنا، فيما زادت الصناديق المدرجة في آسيا حيازتها بنحو 9 أطنان بقيمة 468 مليون دولار، أما المناطق الأخرى فزادت حيازتها بنحو طنين من الذهب بقيمة 80 مليون دولار.
ويقترب إجمالي حيازة الصناديق المتداولة من الذهب من أعلى مستوياتها على الإطلاق في أواخر 2012، والتي كانت تبلغ 2791 طنا، وذلك عندما كان سعر الذهب أعلى بنسبة 9% عن الأسعار الحالية عند 1665 دولارا للأوقية.
وعلى ذات الصعيد، ذكر مجلس الذهب أن صناديق الاستثمار المتداولة العالمية المدعومة بالذهب زادت حيازتها بنسبة 10.4% حتى الآن في عام 2019، بعد أن رفعت حيازتها بنحو 292 طنا بقيمة 14 مليار دولار خلال العام مدفوعة بتدفقات قوية في الأشهر الثلاثة الماضية.
مخاوف "بريكست"
ونمت الصناديق الأوروبية بشكل ثابت هذا العام، حيث شهدت تدفقات إيجابية في جميع الأشهر باستثناء أبريل (نيسان)، وارتفعت حيازات الصناديق التي تتخذ من المملكة المتحدة إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق مع تصاعد مخاوف "بريكست"، حيث وصلت إلى 577 طنا تمثل 21% من أصول صناديق الاستثمار المتداولة في العالم المدعومة بالذهب في أغسطس (آب) الماضي.
وفي نفس السياق، شهدت صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب في الولايات المتحدة تدفقات إيجابية لمدة 14 شهرا خلال الـ15 شهراً الماضية، وزادت من حيازاتها الجماعية بنسبة 37% حتى الآن هذا العام، بينما عكس أداء الصناديق المدرجة في آسيا التدفقات الخارجية القوية في بداية العام وأصبحت لديها الآن تدفقات أقل بعد تجدد الاهتمام باستثمار الذهب في الصين.
أسباب الاستثمار في الذهب
وحول السبب الرئيس للاتجاه للاستثمار بالذهب، أشار التقرير إلى انخفاض معدلات الفائدة العالمية لا سيما خفض سعر الفائدة الأميركية وتصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، إضافة لارتفاع سعر الذهب المقوم بالدولار بنسبة 7% خلال أغسطس (آب).
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وكشف تقرير صدر الشهر الماضي عن مجلس الذهب العالمي ارتفاع الطلب على الذهب في العالم بالنصف الأول من 2019، لأعلى مستوى في ثلاث سنوات عند 2181 طنا، مدعوما بالمشتريات القياسية للبنوك المركزية حول العالم، وتدفقات صناديق الاستثمار لزيادة حيازتهم من المعدن النفيس.
والذهب كان الملاذ الآمن ومخزن القيمة ولا يزال على مرّ العصور، ويتجه إليه المتعاملون رغم عدم تحقيقه فوائد مالية، لأن هامش الخسارة يبقى أكثر انخفاضاً من معظم الأصول الأخرى، على عكس الاستثمار بالدولار الأميركي.
التراجع يخيم على أسعار الذهب مع الإعلان عن محادثات أميركية صينية
وتراجعت أسعار الذهب مع تعزيز شهية المستثمرين للمخاطرة بعد اتفاق الصين والولايات المتحدة على إجراء محادثات الشهر المقبل بهدف إنهاء نزاعهما التجاري المستمر.
وتراجع الذهب في المعاملات الفورية 1.9% إلى 1523 دولارا للأوقية (الأونصة)، متجها لإنهاء موجة مكاسب استمرت ثلاث جلسات على التوالي. وكانت الأسعار قد لامست 1557 دولارا يوم الأربعاء، وهو أعلى مستوى منذ أبريل (نيسان) 2013.
وفي ذات التوقيت، نزل الذهب في العقود الأميركية الآجلة لشهر ديسمبر (كانون الأول) 1.66% إلى 1534.5 دولار للأوقية.