Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مياه الشرب في بنغلاديش تحوي نسبا غير آمنة من الزرنيخ المسبب للسرطان

باحثون: وجود المادة المسممة لا يقتصر على بنغلاديش وحدها

أطفال لاجئون من إثنية الروهينغا يعبئون مياه الشرب في منطقة كوكس بازار، بنغلاديش، الأحد 7 يناير 2024 (أ ب)

ملخص

كشفت دراسة حديثة أن نحو نصف المياه التي يشربها البنغلاديشيون تحتوي على مستويات خطيرة من مادة الزرنيخ

كشفت دراسة حديثة أن نحو نصف المياه التي يشربها البنغلاديشيون تحتوي على مستويات خطيرة من مادة الزرنيخ، المسبب للسرطان. إذ توصل فريق من العلماء إلى أن 49 في المئة من المياه، التي يعتمد عليها الغالبية العظمى من السكان في بنغلاديش، تحتوي على مستويات تركيز غير آمنة من العنصر المسبب للسرطان.

ويسلط الكشف الضوء على وجود أزمة صحية عامة تهدد هذا البلد الواقع في جنوب آسيا، والذي يتعرض بانتظام لفيضانات قوية، كما يعد أحد البلدان الأكثر عرضة لتأثيرات أزمة المناخ المتصاعدة.

ففي عام 2018، غمرت مياه الفيضان ثلثي بنغلاديش إثر مواجهتها إعصار "أمفان". وتتعرض 21 في المئة من مساحة البلاد في المتوسط سنوياً للفيضانات، نتيجة تزايد أمطار المونسون الموسمية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

والمقلق أن ارتفاع مستويات الزرنيخ يرتبط مباشرة بارتفاع منسوب سطح البحر، وزيادة الفيضانات الموسمية الأكثر شدة، وفقاً للدراسة التي نشرت في مجلة "بلوس وان" PLOS ONE يوم الأربعاء الماضي. فعندما تمتزج مياه البحر المالحة مع المياه العذبة ينتج من ذلك انبعاث الزرنيخ من الرواسب.

وفي هذا الإطار، قام الباحثون بجمع عينات من مياه الآبار في جميع أنحاء بنغلاديش لاختبار تركيز الأوكسجين، والرقم الهيدروجيني، ودرجة الحرارة، لفهم الديناميات وراء انبعاث عنصر الزرنيخ، إذ وجدوا أن حوالى 49 في المئة من المياه الجوفية في بنغلاديش تحتوي على تراكيز عالية من الزرنيخ تتجاوز الحد الآمن المحدد بـ10 ميكروغرامات لكل ليتر، وهو الحد الذي وضعته منظمة الصحة العالمية لمياه الشرب.

لكن في بعض العينات، رصد مستويات تركيز الزرنيخ عالية وصلت إلى 450 ميكروغراماً لكل ليتر (μg/L)، وهو رقم كبير يتجاوز إرشادات منظمة الصحة العالمية بـ45 ضعفاً.

ومن المهم أن نعلم أن هذه الأزمة ليست مقتصرة على بنغلاديش فحسب، إذ أشار الدكتور سيث فريسبي، مؤلف الدراسة وأستاذ في جامعة نوريتش، إلى أن التسمم المزمن بالزرنيخ يؤثر أيضاً على سكان ولاية بنغال الغربية في الهند، وهي ولاية مجاورة لبنغلاديش.

وأوضح الدكتور فريسبي في تصريح للـ"اندبندنت"، "نفس العمليات الكيميائية الناتجة من ارتفاع منسوب سطح البحر والتي تطلق الزرنيخ من الرواسب إلى مياه آبار الشرب في بنغلاديش من المرجح أيضاً أن تطلق الزرنيخ من الرواسب إلى مياه الشرب في ولاية البنغال الغربية".

وأشار الدكتور فريسبي إلى إن تأثيرات سم الزرنيخ رُصدت للمرة الأولى في شبه القارة الهندية في ولاية البنغال الغربية قبل 11 عاماً من اكتشافه في بنغلاديش.

كما عبّر عن قلقه قائلاً: "لا تزال معايير جودة مياه الشرب المتعلقة بمستويات الزرنيخ في الهند وبنغلاديش قديمة ولم تُحدث منذ عقود"، ما يجعل السكان أكثر عرضة لهذا الخطر.

تنبئ هذه النتائج بحالة طوارئ صحية عامة، إذ إنه من الممكن أن يتسبب التعرض لفترات طويلة للزرنيخ في مشكلات صحية خطيرة، بما في ذلك الإصابة بأمراض السرطان وأمراض الأوعية الدموية.

وتعليقاً على نتائج هذه الدراسة، أبان جيمي ويليامز، أحد كبار مستشاري السياسات في الحد من الفقر في منظمة الإغاثة الإسلامية Islamic Relief، أن بنغلاديش تعاني بالفعل من نقص في المياه بسبب التلوث الناجم عن المبيدات الحشرية، وبخاصة في مناطق صيد الأسماك. وحالياً، تقوم المؤسسة الخيرية بتنفيذ حملات توعية في البلاد بشأن مياه الشرب غير الآمنة.

وقال ويليامز لـ"اندبندنت"، "بنغلاديش هي واحدة من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ بسبب كثافة سكانها، والمساحة المحدودة من الأراضي المنخفضة التي تسيطر عليها أنهار رئيسة تصب من جبال وتلال الهملايا".

وأضاف: "العديد من السكان لا يملكون أراضي ويضطرون للعيش على أراضٍ تتعرض بشكل متكرر للفيضانات، والأمراض المنقولة عن طريق المياه تنتشر بشكل واسع".

يذكر أن أزمة التغير المناخي، التي يُسببها بشكل كبير احتراق الوقود الأحفوري، تُشكل تهديداً جسيماً لبنغلاديش. فيما يُتوقع أن يتسبب هذا التغير في ارتفاع منسوب سطح البحر بمقدار قدم ونصف القدم (نصف متر) تقريباً بحلول منتصف القرن الحالي. وعلى رغم ذلك، فإن ثلثي مساحة البلاد تقل عن 15 قدماً (5 أمتار) فقط فوق مستوى سطح البحر، ما يعني أن أجزاءً كبيرة منها عرضة للغمر.

وتتعرض بنغلاديش أيضاً للأعاصير الأقوى التي تسبب في فيضانات كارثية، ويزيد موسم أمطار "المونسون" الموسمية من هذا العبء بمستويات أمطار شديدة، وفقاً لدراسة أجريت عام 2019.

وباجتماع كل هذه العوامل، من المتوقع أن تصبح مياه الشرب الآمنة مورداً نادراً بالنسبة لمواطني بنغلاديش البالغ عددهم 165 مليون نسمة، والذين يعيشون في المناطق المنخفضة. ومن هنا جاءت دعوة الباحثين لضرورة تسريع تطوير حلول ممكنة تشمل تقنيات تنقية المياه وبنية تحتية للوقاية من تلوث المياه الجوفية.

© The Independent

المزيد من صحة