عثرت السلطات التركية على ثماني جثث جرفتها الأمواج إلى شاطئ في جنوب البلاد خلال الأيام الستة الماضية، وقد تكون معظمها لأشخاص كانوا على متن سفينة مهاجرين مفقودة خلال إبحارها إلى قبرص من ساحل بين لبنان وسوريا.
وبحسب تلفزيون "خبر تورك" ومكتب حاكم أنطاليا، فإن السلطات عثرت على جثتين لبالغ وطفل في منطقتي مانافغات وألانيا، الأربعاء الماضي، وعثر على ثلاث جثث أخرى في المنطقة، الخميس، وجثة سادسة، أمس الأحد.
وأضاف أنه عثر على آخر جثتين على شاطئ فندق في منطقة سيريك، اليوم الإثنين، ليصل العدد الإجمالي للجثث إلى ثماني.
وفي بيان صدر، أمس الأحد، قبل العثور على أحدث جثتين، قال مكتب الحاكم المحلي، إن إحدى الجثث خاصة بمواطن أميركي كان مفقوداً وستجرى فحوصات الطبي الشرعي عليها.
وأوضح أن الجثث الخمس الأخرى قد تكون لأشخاص كانوا على متن السفينة التي كانت متجهة إلى قبرص، مضيفاً أن سجلات الأرصاد الجوية، خلال الأسبوع الماضي، تشير إلى أن السفينة ربما غرقت وأن الجثث جرفتها الأمواج شمالاً باتجاه تركيا.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال مكتب الحاكم، "أبلغت السفارة اللبنانية في أنقرة أن سفينة على متنها نحو 90 شخصاً غادرت الساحل بين لبنان وسوريا متجهة نحو قبرص في 11 ديسمبر (كانون الأول) 2023 وانقطع الاتصال بها بعد ساعات من إبحارها وفقدت بعد ذلك".
وأضاف "تم التوصل إلى أن الأحذية والملابس التي كانت ترتديها الجثث الخمس الأخرى صنعت في سوريا".
ولم يتسن على الفور التواصل مع السفارة اللبنانية في أنقرة للتعقيب.
ويعيد الإعلان التركي إلى الأذهان مصير أربعة قوارب للهجرة غير النظامية انطلقت بعد منتصف ليل الـ12 من ديسمبر (كانون الأول) الماضي من شواطئ شمال لبنان باتجاه قبرص، وعند الظهيرة وصلت ثلاثة منها على متنها 170 راكباً، فيما لا ظل مصير القارب الرابع غامضاً حاملاً معه 85 شخصاً معظمهم من الجنسية السورية.
فرضت حالة من القلق نفسها على الأسر السورية خوفاً على مصير أبنائهم الهاربين من الحالة الاقتصادية الخانقة نحو "الحلم المتخيل" على ضفة أقرب الشواطئ الأوروبية.
ففي "الموسم الشتوي" للهجرة اتجهت القوارب نحو قبرص اتقاء للعواصف والرياح القوية، وتغلب الجنسية السورية على هوية الهاربين من واقعهم، في ما يشكل لبنان دولة وسيطة بين بلادهم، والوجهة القادمة.
ويستغل المهربون الأوضاع المناخية الجيدة وانحسار الأمطار في شرق المتوسط لتعجيل عمليات التهريب، إذ يقول أهالي منطقة سهل عكار، إن أعمال التهريب قائمة على قدم وساق، ويأتي إحباط التهريب عبر بعض القوارب أو غرق بعضها ليفضح استمرار هذه الجريمة المنظمة، التي تختلف البدلات المالية بين مهرب وآخر، والوجهة الأوروبية.
تشهد بعض المناطق السورية هجرة جماعية، إذ يضم القارب الضائع في المتوسط نحو 10 أشخاص من قرية "زردنا" الواقعة في محافظة إدلب، لكنهم يقيمون في طرابلس بسبب الحرب.