"الجيش الإسرائيلي منع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو من خوض حرب مع حزب الله"، هذا ما كشفه مسؤول أمني إسرائيلي لـ"اندبندنت عربية".
فبعد إطلاق حزب الله صواريخ كورنيت على آلية إسرائيلية قرب موقع أفيفيم العسكري في الأول من سبتمبر (أيلول)، ضغط نتنياهو لضرب مصنع صواريخ لحزب الله في البقاع.
لكن قيادة الجيش التي "اكتفت بالرد المخطط له، خصوصاً أن هجوم حزب الله لم يُصِب أو يقتل أحداً"، سارعت، وفق المسؤول، بعد يومين من العملية إلى "نشر صور ومعلومات عن ذاك المصنع وأقسامه. وإذ عرضت أجهزة أخرى تلك الوثائق على دول غربية، تحركت عواصمها في اتجاه تل أبيب لمحاصرة احتمال الهجوم على المصنع وقطع الطريق أمام شن حرب".
وكان نتنياهو كشف العام الماضي عن ورش ومستودعات لتصنيع صواريخ دقيقة في بيروت، في إطار الضغط على حزب الله. وتفيد المعلومات، وفق المسؤول الأمني الإسرائيلي، بأن "حزب الله أغلق تلك المنشآت ونقلها إلى البقاع اللبناني".
وأوضح المسؤول الأمني أن "الهجوم بطائرتين مسيّرتين على الضاحية الجنوبية لبيروت، تسبب بكشف معلومات استخبارية حساسة وسرية. وأضر ذلك بمصالح أمنية"، موجّهاً اللوم إلى "نتنياهو الذي عمل ربّما لدواع انتخابية".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
في الأثناء، "رصدت الأجهزة الإسرائيلية حملة اعتقالات داخل صفوف حزب الله، طالت قياديين في أمن المعلومات وأشخاصاً يُعتقد أنهم سهّلوا عملية إطلاق الطائرتين المسيّرتين إلى الضاحية، اللّتين كشفتا ثغرة أمنية كبيرة لدى الحزب".
ولفت المصدر نفسه إلى أن الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله ذكر في خطابه أنّ الفرق الزمني بين الطائرتين كان دقيقة واحدة، وهذا إما كذب أو تمويه أو عن عدم معرفة الوقائع أو أنّ أمن الحزب لم يخبره الحقيقة.
وتنشر وسائل إعلام إسرائيلية معلومات عن احتمال تنفيذ إسرائيل عملية تدمير مصانع الصواريخ في البقاع بعد الكشف عنها، في حين يرجح مسؤولون أمنيون عكس ذلك.
وفي حين لم يبادر الحزب إلى "تحرك ما داخل تلك المنشآت التي كشفت عنها إسرائيل"، إلاّ أنّه، وفق معلومات أمنية، أخلى معظمها". وتفيد التوقعات بأن "تُنقل المحتويات قريباً إلى الأراضي السورية أو إلى خنادق وسراديب تحت الأرض، حفرها الحزب في تلك المنطقة تحسباً لمثل هذه الخطوة".