ارتفع الين اليوم الأربعاء بعدما عزز المستثمرون على رهاناتهم بأن بنك اليابان سيتوقف عن إجراءات التحفيز في الأشهر المقبلة، في حين حافظ الدولار على مكاسبه مقابل العملات الرئيسة، وسط توقعات بألا يتعجل مجلس الاحتياط الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) في خفض أسعار الفائدة.
وارتفعت العملة اليابانية نحو 0.41 في المئة إلى 147.76 للدولار خلال ساعات التداول في طوكيو، إذ قفزت عائدات السندات الحكومية اليابانية إلى أعلى مستوى في ستة أسابيع بعد تصريحات رئيس بنك اليابان كازو أويدا أمس الثلاثاء، بأن فرص تحقيق المستوى المستهدف للتضخم تزداد تدريجاً.
وحصل الين على دفعة إضافية نتيجة تراجع عائدات سندات الخزانة الأميركية طويلة الأجل في تداولات اليوم الأربعاء، والتي تؤثر في سعر الين مقابل الدولار، إذ تقلصت بعض الشيء رهانات المتداولين على أن "الاحتياطي الاتحادي" يتجه لخفض أسعار الفائدة.
وانخفض
الدولار 0.3 في المئة إلى 147.90 ين، لكن مكاسبه لا تزال تقترب من خمسة في المئة منذ بداية العام، مقابل العملة اليابانية، وسط تراجع التوقعات في شأن خفض الفائدة الأميركية.
وانخفض مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل ست عملات أخرى منها الين واليورو، 0.07 في المئة إلى 103.43، لكنه لا يزال بالقرب من أعلى مستوى منذ 13 ديسمبر (كانون الأول) عند 103.82، والذي بلغه في الجلسة السابقة.
ويجتمع البنك المركزي الأوروبي غداً الخميس، ومن غير المتوقع حدوث أي تغيير في أسعار الفائدة، لكن المستثمرين سيراقبون لهجة البيان والمؤتمر الصحافي لرئيسة البنك كريستين لاغارد، بحثاً عن دلائل حول اتجاه أسعار الفائدة.
وارتفع
اليورو 0.11 في المئة إلى 1.0864 دولار، بعد أن انخفض إلى 1.0822 دولار أمس الثلاثاء، وارتفع الجنيه الاسترليني 0.13 في المئة إلى 1.2703 دولار، ليعوض بعض التراجع بعد انخفاضه في وقت سابق 0.2 في المئة، فيما سيعلن بنك إنجلترا عن قراره في شأن السياسة النقدية في الأول من فبراير (شباط) المقبل.
وعلى صعيد آخر، استقرت عملة "بيتكوين" المشفرة عند 39700 دولار، بعد انخفاضها إلى 38505 دولارات أمس الثلاثاء للمرة الأولى منذ الأول من ديسمبر الماضي.
الذهب يقلص الخسارة
واستقرت أسعار الذهب اليوم الأربعاء وعوضت خسائرها المبكرة، بالتزامن مع تراجع الدولار عن أعلى مستوى في ستة أسابيع، وترقب المستثمرين صدور مجموعة من البيانات الاقتصادية الأميركية هذا الأسبوع.
واستقر الذهب في المعاملات الفورية عند 2029.39 دولار للأوقية (الأونصة)، بينما ارتفعت العقود الآجلة الأميركية للذهب 0.2 في المئة إلى 2030.50 دولار.
وتراجع مؤشر الدولار 0.3 في المئة، بعدما سجل أعلى مستوياته منذ 13 ديسمبر الماضي، أمس الثلاثاء، ما يجعل المعدن الأصفر المسعر بالعملة الأميركية أكثر جاذبية للمشترين الأجانب، وانخفض العائد على سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات إلى 4.1050 في المئة.
ويترقب المستثمرون قراءة مؤشر مديري المشتريات في الولايات المتحدة، وكذلك تقديرات الناتج المحلي الإجمالي للربع الرابع المقرر صدورها غداً الخميس، وبيانات نفقات الاستهلاك الشخصي المنتظرة يوم الجمعة.
ويتوقع المتعاملون أن يخفض مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) أسعار الفائدة خمس مرات خلال 2024، بمقدار 25 نقطة أساس في المرة الواحدة، مقارنة بالتوقعات السابقة قبل أسبوعين، والتي تحدثت عن ستة تخفيضات، ويقلل خفض الفائدة من كلفة الفرصة البديلة لحيازة الذهب الذي لا يدر عوائد.
وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية 0.9 في المئة إلى 22.62 دولار للأوقية، وصعد البلاتين 0.5 في المئة إلى 904.58 دولار، وزاد البلاديوم واحداً في المئة إلى 954.77 دولار.
قفزة في السوق الأوروبية
وفتحت الأسهم الأوروبية على ارتفاع كبير اليوم، مدعومة بأسهم التكنولوجيا بعد أن سجلت شركة البرمجيات "ساب، وشركة تصنيع معدات تصنيع الرقائق "أي أس أم أل" القابضة أرباحاً قوية.
وارتفع مؤشر "ستوكس 600 الأوروبي" 0.8 في المئة، فيما يترقب المستثمرون الأرباح التي بدأ الإعلان عنها، إذ ارتفع سهم شركة "أي أس أم أل" القابضة الهولندية حوالى ستة في المئة، بعد أن تجاوزت تقديرات أرباح الربع الرابع وسجلت أفضل طلبياتها الفصلية.
وارتفعت أسهم "ساب" 7.7 في المئة، بعد أن أعلنت شركة البرمجيات الألمانية عن زيادة أرباح التشغيل لعام 2023، وأعلنت عن خطة إعادة هيكلة لعام 2024، ستؤثر على ثمانية آلاف وظيفة في دفعة نحو الذكاء الاصطناعي.
وكانت أسهم التكنولوجيا أكبر الرابحين بين القطاعات، مرتفعة 3.4 في المئة، وعزز الشهية للمخاطرة تصريحات للبنك المركزي الصيني، بأنه سيخفض حجم السيولة التي يجب على البنوك الاحتفاظ بها، كاحتياطات اعتباراً من الخامس من فبراير (شباط) المقبل، إذ يعزز صناع السياسات جهودهم لدعم التعافي الاقتصادي الهش.
وارتفعت أسهم الشركات الفاخرة المنكشفة على الصين بما في ذلك، "أل في أم أتش"، ومجموعة "كرينغ"، وشركة "ريتشمونت" بما يراوح ما بين 0.7 و1.9 في المئة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأظهر مسح اليوم الأربعاء أن تراجع أنشطة الشركات في منطقة اليورو تباطأ هذا الشهر، لكن التحسن في توقعات قطاع الصناعات التحويلية، قابله انخفاض حاد في قطاع الخدمات المهيمن على المنطقة.
وارتفع مؤشر مديري المشتريات الصادر عن "ستاندرد أند بورز غلوبال" إلى 47.9 نقطة هذا الشهر من 47.6 في ديسمبر الماضي، وهو ما يقل قليلاً عن نتائج استطلاع أجرته "رويترز"، وتوقع أن يبلغ المؤشر مستوى 48 نقطة، لكنه ظل أقل من مستوى 50 نقطة الفاصل بين النمو والانكماش للشهر الثامن.
وشهدت ألمانيا وفرنسا، أكبر اقتصادات التحالف المكون من 20 دولة، تحسناً في مؤشرات قطاع الصناعة، قابلها تدهور في مؤشرات قطاع الخدمات.
وأدى اضطراب حركة الشحن نتيجة هجمات الحوثيين المتحالفين مع إيران على سفن تجارية في البحر الأحمر إلى انخفاض كبير في مؤشر مواعيد التسليم، ضمن مؤشر مديري المشتريات للمصانع في منطقة اليورو، وتراجع إلى أقل من 50 نقطة للمرة الأولى منذ عام.
وقال مسؤول كبير في الاتحاد الأوروبي أمس الثلاثاء، إن اقتصاد المنطقة يواجه خطر ارتفاع التضخم، وتباطؤ النمو نتيجة هذه الاضطرابات.
ومع ذلك، تحسن التفاؤل في شأن العام الحالي، وقفز مؤشر توقعات الأعمال إلى 59.8 نقطة من 58.3 نقطة، مسجلاً أول ارتفاع منذ مايو (أيار) الماضي.
جني أرباح في اليابان
وانخفض مؤشر "نيكاي الياباني" اليوم مع استمرار عمليات البيع لجني الأرباح من الجلسة السابقة، في حين فسر المتداولون لهجة أحدث اجتماع لبنك اليابان المركزي، على أنها مؤشر على استمرار سياسة التيسير النقدي.
وهبط المؤشر 0.8 في المئة إلى 36226.48 نقطة، مواصلاً الهبوط من أعلى مستوى بلغه في 34 عاماً عند 36984.51 نقطة الذي سجله أمس الثلاثاء، مبدداً مكاسب الأسبوع حتى الآن.
وانخفض المؤشر مع استمرار عمليات البيع من الجلسة السابقة إذ تحرك المتداولون لتحقيق مكاسب بعد موجة ارتفاع عالمية منذ بداية العام، فيما تراجع مؤشر "توبكس الأوسع نطاقاً" 0.51 في المئة إلى 2529.22 نقطة.
ويدرس المستثمرون أيضاً بياناً لبنك اليابان، الذي اختتم أمس الثلاثاء اجتماعاً للسياسة النقدية استمر يومين، والتي تشير إلى أنه سيبقي على سياسته النقدية فائقة التيسير من دون تغيير.
وكانت شركتا العقارات "ميتسوي فودوسان" و"ميتسوبيشي" الأسوأ أداء اليوم، إذا خسرتا 4.18 و3.84 في المئة على التوالي.
من ناحية أخرى، ارتفع قطاع البنوك 4.2 في المئة ليتربع بقوة على قمة المؤشرات الفرعية، وفي الوقت نفسه، عزز استمرار الأداء القوي لقطاع التكنولوجيا في "وول ستريت" الأسهم اليابانية المرتبطة بالرقائق، وارتفع سهم شركة "طوكيو إلكترون" 0.62 في المئة، بينما زاد سهم "أدفانتست" 1.24 في المئة.