Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل كامالا هاريس عبء على الرئيس أم ورقته الرابحة؟

يقول البعض إنها تظهر فقط أمام الجمهور المؤيد لأن لديها عادة الإدلاء بتصريحات محرجة حول القضايا المثيرة للجدل فيما آخرون يعتقدون أنها تضمن استمرارية حملة إعادة انتخاب بايدن

نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس في إيماءة وهي تتحدث خارج مبنى ولاية كارولينا الجنوبية في كولومبيا، كارولينا الجنوبية، الولايات المتحدة، 15 يناير 2024 (رويترز)

ملخص

ما يقوله المطلعون على حملة بايدن حول دور كامالا هاريس الفعلي في إعادة انتخابه؟

هل كامالا هاريس عبء أم أنها سلاح جو بايدن السري؟ يعتمد الأمر على من تتحدث إليه - لكن الشعور في بايدنورلد [الناس المحيطين ببايدن] ينحو نحو اعتبارها سلاحاً سرياً.

من غير الواضح، إذاً، ما الذي تعنيه التحركات الأخيرة للحملة.

وتُظهر استطلاعات الرأي الأخيرة أن الدعم لبايدن يتراجع بين الناخبين السود في الولايات المتأرجحة الرئيسة. من الواضح أنه إذا كانت هناك حاجة إلى السيدة هاريس في أي مكان، فهي هناك: فشعبيتها بين الناخبين السود - وبخاصة الناخبات السوداوات - معروفة جيداً. ومع ذلك، فقد عهد إليها مراراً وتكراراً في الأسابيع الأخيرة الذهاب إلى ولاية كارولينا الجنوبية، وهي ولاية لن يكون لها أي تأثير على الإطلاق على انتخابات نوفمبر (تشرين الثاني).

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقامت السيدة هاريس برحلتين منفصلتين إلى هناك هذا الشهر وحده، بإجمالي ثماني رحلات منذ أن أصبحت نائبة الرئيس في يناير (كانون الثاني) 2021.

عندما رافقت "اندبندنت" نائبة الرئيس في إحدى تلك الرحلات - زيارة إلى ميرتل بيتش، كارولينا الجنوبية للتحدث إلى مجموعة نسائية سوداء في ذكرى هجوم 6 يناير على مبنى الكابيتول - كانت الغرفة التي تحدثت فيها محتشدة بالحاضرين. وقد حضر أكثر من 1200 عضو لسماعها. وقبل أن تدخل الغرفة، وقف الحاضرون وهم يصفقون لها بحرارة.

بعد صعودها إلى المسرح، بدأت السيدة هاريس ما أصبح نسخة معتادة من خطابها، الذي بدأ بنسب الفضل لجمهورها في فوز السيد بايدن في انتخابات عام 2020.

ومما قالته "بفضلكم أنتم، أصبح جو بايدن رئيس الولايات المتحدة، وأصبحت أنا أول امرأة سوداء تشغل منصب نائب رئيس الولايات المتحدة. لذلك أنا هنا بالطبع لأتقدم لكم بالشكر على عملكم وقيادتكم ورؤيتكم لما هو ممكن لأمتنا".

على المستوى العام، كانت مُحقة في شُكر جمهور كارولينا الجنوبية. فقد كانت أصواتهم خلال الانتخابات التمهيدية لولايتهم لعام 2020 هي التي وضعت بايدن على طريق الترشيح الديمقراطي ذاك العام بعد تعرضه لخسائر كبيرة في مجالس أيوا الانتخابية [هو حدث انتخابي يجتمع فيه مواطنو ولاية آيوا الأميركية لانتخاب موفدين لمؤتمرات المقاطعات. وهناك 99 مقاطعة في أيوا، أي 99 مؤتمراً. تختار مؤتمرات المقاطعات موفدين لكل من مؤتمر المقاطعة الكونغرسي لأيوا ومؤتمر الولاية، وهذا الأخير هو من يختار موفدين لمؤتمرات ترشيح الرئيس. يختار مؤتمر ولاية أيوا حوالي 1% من الموفدين على مستوى الدولة] ونيوهامبشير التمهيدية. وكانت تلك النتيجة، في جزء منها، هي التي دفعت اللجنة الوطنية الديمقراطية إلى جعل السباق في ولاية النخلات (بالميتو) [في إشارة إلى ولاية كارولينا الجنوبية] أول انتخابات تمهيدية رسمية في التقويم الديمقراطي هذا العام، على رغم أن السبب المعلن كان تنوع القاعدة الانتخابية في الولاية.

ولكن على رغم وجود مرشحين آخرين هذا العام، إلا أن السيد بايدن يترشح وهو يشغل منصب الرئيس، ما يجعل عملية الانتخابات التمهيدية إجراءً شكلياً. ولم تذهب الأصوات الانتخابية في كارولينا الجنوبية إلى ديمقراطي منذ إطاحة جيمي كارتر بجيرالد فورد في الانتخابات العامة لعام 1976.

فلماذا لا تبذل السيدة هاريس الجهد نفسه في الولايات التي لديها هي والسيد بايدن فرصة حقيقية للفوز فيها في نوفمبر؟

تحدثت "اندبندنت" إلى أشخاص مقربين من السيدة هاريس والسيد بايدن حول هذه القضية، وتلقت إجابات متباينة. قال أحد هؤلاء الأشخاص إن زيارات نائبة الرئيس المتكررة إلى ولاية كارولينا الجنوبية كانت في جزء منها محاولة لإبقائها أمام الجماهير المؤيدة وبعيداً من الجدل، مشيراً إلى ميلها إلى التصريحات المحرجة عند مواجهتها لقضايا مثيرة للجدل.

يقول حلفاء آخرون للإدارة إن السيدة هاريس تُستخدم بالطريقة الصحيحة، لأنها تعرف كيفية التحدث إلى الدوائر الانتخابية الرئيسة التي يلزم بقاءها في معسكر الرئيس إذا أراد الفوز بولاية ثانية.

وقال ستيفن هورسفورد وهو نائب عن ولاية نيفادا والرئيس الحالي لتجمع النواب السود في الكونغرس، لـ"اندبندنت" إنه يريد أن يراها تقضي المزيد من الوقت في ولايته لأنها مرتاحة للتحدث مع أشخاص من مختلف المشارب، لا سيما العاملين في قطاع الخدمات.

وأضاف "عندما تلتقي مع... العاملين في قطاع الغذاء، يجدونها قريبةً منهم. إنها تفهم حالة الناس، وتعرف أوضاعهم، عندما تتحدث إلى العاملين في قطاع الغذاء. تتحدث عن تجربتها الخاصة، التي عاشتها في تربيتها من قِبَل أم مهاجرة، والقيم التي غرستها فيها تلك التجربة، وما تقاتل من أجله هي والرئيس كل يوم".

وقالت نيكيما ويليامز، عضوة مجلس النواب عن ولاية جورجيا لولاية ثانية، إن سفر السيدة هاريس أخيراً إلى منطقتها في أتلانتا بعث برسالة مهمة حول التزام الإدارة بالديمقراطية.

وقالت: "ناخباي هما روبي فريمان وشاي موس... اللذان لا يزالان يتعرضان للمضايقة من قِبل الجمهوريين. اجتمعت مع العاملين في مجال الانتخابات وعمال الاقتراع... للحديث عما يفعله البيت الأبيض للعمل مع الكونغرس لمحاولة تمرير تشريع لتأمين حقوق التصويت في جميع أنحاء هذه البلاد".

لكن السيدة ويليامز أضافت أن الإدارة والحملة بحاجة إلى الاستمرار في تسليط الضوء للناخبين السود على الفروقات بينهم وبين ولاية ثانية محتملة لترمب.

وتابعت "تطرح إدارة بايدن وهاريس أفضل الفرص على صعيد التغيير الجذري للأميركيين، بخاصة الأميركيين السود. ولذا علينا أن نستمر في سرد قصتنا والتحدث عما تمكنا من القيام به على مدى السنوات الثلاث الماضية وفي ظل إدارة بايدن- هاريس".

ولم يكن نائب عن ولاية كارولينا الجنوبية جيمس كلايبورن، الرجل الذي دفع تأييده قبل يوم الثلاثاء الماضي بايدن إلى النصر في الانتخابات التمهيدية لولايته لعام 2020، قلقاً من أن الوقت الذي تقضيه السيدة هاريس في ولايته يمكن أن يُقضى بشكل أفضل في الولايات المتأرجحة. وقال السيد كلايبورن لـ"اندبندنت" الأسبوع الماضي إنه يتوقع أن توسع نائبة الرئيس خطط سفرها في الأسابيع والأشهر المقبلة. وأضاف أنه يعتقد أنها ستكون رصيداً حقيقياً للحملة.

وهذا ما لا يتفق عليه الجميع.

في كتابهما "الهدنة" The Truce، كتب المؤلفان هنتر ووكر ولوبي لوبين أن مساعدي هاريس السابقين أعربوا عن وجهة نظر سلبية لقدرات نائبة الرئيس، مشيرين إلى خلل وظيفي في حملتها الأولية المجهضة لعام 2020 وفي مكتبها في مجلس الشيوخ. كان أحد مساعدي هاريس السابقين من أيام مجلس الشيوخ صريحاً في تقييمه: "لا ينبغي أن تكون هذه السيدة رئيسةً للولايات المتحدة".

وأخبر مساعد آخر المؤلفين أن السيدة هاريس فشلت في تقديم نظرية حول سبب وجوب وجودها على القائمة الانتخابية بما يتجاوز خلفيتها العرقية والإثنية. وأضاف موظف في البيت الأبيض كان يعمل لدى نائبة الرئيس أن الأجواء في مكتب السيدة هاريس تُذكرنا بمسلسل "لعبة العروش" Game of Thrones.

حتى عندما اختارها السيد بايدن للمرة الأولى لتكون المرشحة لمنصب نائب الرئيس في حال فوزه، كانت السيدة هاريس خياراً مثيراً للجدل. فقد انتقدت الرئيس الذي أصبح رئيساً بعد وقت قريب بسبب سيرته دعم قوانين جدلية حول ركوب الحافلات خلال إحدى المناظرات، بعبارات اعتُبرت قاسية بشكل خاص. ويقال إن بايدن اختارها على رغم اعتراضات كبار مساعديه وزوجته جيل بايدن.

ومنذ توليها منصبها، كانت نسب تأييد هاريس بشكل دائم أقل من أرقام بايدن، التي كانت في حد ذاتها منخفضة بشكل مثير للقلق لفترة من الوقت. وبدأ معدل شعبية الرئيس في الانخفاض في أعقاب الانسحاب الأميركي من أفغانستان في أغسطس (آب) 2021 ولم يتعافَ تماماً.

ولكن على رغم التكهنات المحمومة في الأوساط الإعلامية اليمينية حول مستقبل السيدة هاريس، لا توجد فرصة لأن يفكر السيد بايدن أو فريقه الاستشاري في استبدال المدعية العامة السابقة في كاليفورنيا والتي أصبحت عضواً في مجلس الشيوخ عن الولاية الذهبية [كاليفورنيا] لتغدو نائبة الرئيس رقم 46 في تاريخ أميركا.

وذكر ماكسويل فروست، نائب عن ولاية فلوريدا الشاب الذي أصبح أصغر عضو في مجلس النواب على الإطلاق عندما انتخب عام 2022، لـ"اندبندنت" أن قيمة السيدة هاريس تكمن في كيفية تحدثها إلى الدوائر الانتخابية الرئيسة حول مواضيع مهمة، مشيراً إلى نجاحها في جولة في كليات وجامعات السود التاريخية العام الماضي.

وقال: "أعتقد أنها تقوم بعمل جيد وأعتقد أننا سنراها تزيد من ذلك [هذا العام]".

وأضاف أن السيدة هاريس لديها القدرة على جعل خطابها "يلقى صدى" في أوساط الناخبين الأصغر سناً، ولا سيما الناخبين السود الذين قد لا يكونون متحمسين للتصويت لمصلحة بايدن الذي سيبلغ من العمر 81 سنة في نوفمبر.

وختم فروست "كثيرون ينظرون إليها بإعجاب".

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات