ملخص
قصة التوأم إيمي وآنو تكشف النقاب عن حقبة سوداء في تاريخ جورجيا حيث بيع مئات الأطفال حديثي الولادة إلى التبني غير المشروع بعد إيهام الأهل بوفاتهم.
في مقال نشر في 26 كانون الثاني (يناير) 2024، تناولت "بي بي سي" قصة إيمي وآنو، التوأمين المتطابقين، اللتين فُصلتا عن والدتهما مباشرةً بعد الولادة في جورجيا وبيعتا لعائلتين مختلفتين. وبعد سنوات، اكتشفتا بعضهما البعض بالصدفة بفضل برنامج تلفزيوني للمواهب وفيديو على "تيك توك". وبعدما بحثتا في الماضي، أدركتا أن قصتهما مشابهة لقصص آلاف الأطفال في جورجيا الذين سُرقوا من المستشفيات وبيعوا.
تبدأ القصة عندما كانت الطفلتان في سن الـ 12 سنة. كانت إيمي خفيتيا في منزل عرابتها الواقع بالقرب من البحر الأسود تشاهد برنامجها التلفزيوني المفضل Georgia's Got Talent. كانت ثمة فتاة ترقص رقصة الجايف وهي تشبهها تماماً، إلى حدّ المطابقة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتقول: "كان الجميع يتصل بأمي ويسألها: لماذا ترقص إيمي مستخدمة اسماً مستعاراً؟". أخبرت إيمي عائلتها لكنهم تجاهلوا الأمر. وقالت والدتها: "كل شخص لديه شبيه به في مكان ما".
بعد سبع سنوات، في نوفمبر (تشرين الثاني) 2021، نشرت إيمي مقطع فيديو لنفسها بشعر أزرق وهي تثقب حاجبها على "تيك توك".
وعلى بعد 320 كيلومتراً في تبليسي، أرسل أحد الأصدقاء مقطع الفيديو إلى شابة أخرى تبلغ من العمر 19 سنة، تدعى آنو سارتانيا. فقالت، اعتقدت أنه "من الرائع أنها تشبهني".
حاولت آنو تتبع الفتاة ذات الحاجب المثقوب عبر الإنترنت لكنها لم تتمكن من العثور عليها، لذا، شاركت الفيديو على مجموعة "واتساب" في الجامعة لمعرفة ما إذا كان بإمكان أي شخص المساعدة. رأى أحد الأشخاص الذين يعرفون إيمي الرسالة وقاموا بالتواصل معها عبر "فيسبوك".
عرفت إيمي على الفور أن آنو هي الفتاة التي كانت تراها طوال تلك السنوات الماضية في برنامج المواهب. فبعثت لها برسالة، "لقد بحثت عنك طويلاً!" وأجابت آنو: "أنا أيضاً".
وخلال الأيام القليلة التالية، اكتشفتا أن لديهما الكثير من القواسم المشتركة.
لقد وُلدتا في مستشفى كيرتسخي - الذي لم يعد موجوداً - في جورجيا، ولكن ثمة فارق بين تاريخي ميلادهما على شهادتي الميلاد بأسبوعين.
كانتا تحبان نفس الموسيقى والرقص وكانت لديهما نفس تسريحة الشعر. كما اكتشفتا إصابتهما بنفس المرض الوراثي، وهو اضطراب في العظام يسمى خلل التنسج.
وبعد أسبوع، رتبتا للقاء فعلي وتقول إيمي: "كان الأمر أشبه بالنظر في المرآة، نفس الوجه ونفس الصوت. أنا هي وهي أنا". عرفتا حينها أنهما توأمان.
وأفادت آنو: "أنا لا أحب العناق، لكنني عانقتها".
قررتا مواجهة عائلتيهما وعلمتا الحقيقة للمرة الأولى. لقد تم تبنيهما كل في عائلة مختلفة بفرق بضعة أسابيع في عام 2002.
وفي هذا الإطار، صرحت والدة إيمي بالتبني، التي لم تتمكن من إنجاب الأطفال، أن أحد أصدقائها أخبرها بوجود طفلة غير مرغوب فيها في المستشفى المحلي، وأن ثمن التبني باهظ ولكن ستتمكن من اصطحابها إلى المنزل وتربيتها وكأنها طفلتها.
وروت والدة آنو بالتبني نفس القصة، علماً أنهما لم تكونا تعرفان أن الموضوع كله غير قانوني، لأن طاقم المستشفى عمل على تسهيله.
أرادت إيمي البحث عن والدتها البيولوجية لمعرفة ما إذا كانت قد باعتها، لكن آنو لم تكن تريد. وسألت، "لماذا تريدين مقابلة شخص قد باعك ربما؟".
وجدت إيمي مجموعة على "فيسبوك" مخصصة للم شمل العائلات الجورجية التي لديها أطفال يشتبه في أنه تم تبنيهم بشكل غير قانوني عند الولادة وشاركت قصتهما.
ردت امرأة شابة في ألمانيا قائلة إن والدتها أنجبت فتاتين توأم في مستشفى كيرتسخي عام 2002، وعلى رغم إخبارها بوفاتهما، إلا أن لديها الآن بعض الشكوك.
وكشفت اختبارات الحمض النووي أن الفتاة من مجموعة "فيسبوك" هي أختهما، وتعيش مع والدتهما آزا في ألمانيا. كانت إيمي ترغب بشدة في مقابلة آزا، على عكس آنو. ومع ذلك وافقت على الذهاب إلى ألمانيا مع أختها لدعمها.
لقد سافرتا من جورجيا إلى ألمانيا على أمل العثور على الحلقة المفقودة من اللغز، والتقتا أخيراً بوالدتهما. كانت تلك نهاية رحلة طويلة.
ولكن في سبيلهما إلى حلّ لغز قصتهما، أدركت إيمي وآنو أن هناك عشرات الآلاف من الأطفال الآخرين في جورجيا الذين تم أخذهم أيضاً من المستشفيات وبيعهم على مر عقود. وعلى رغم المحاولات الرسمية للتحقيق في ما حدث، إلا أنه لم تتم محاسبة أحد حتى الآن.