Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تفجر عشرات عيون الماء في مناطق الزلزال بالمغرب

يمكن أن تتسبب تلك الظاهرة أيضاً بجفاف عيون مائية أخرى في حال تم إغلاق الشقوق التي كانت تصل إلى الخزان المائي

ربط سكان المنطقة المنكوبة بين ظهور عيون مياه جديدة من جهة، وبين الزلزال الذي أصاب المنطقة في سبتمبر الماضي من جهة أخرى (اندبندنت عربية)

ملخص

بعد أربعة أشهر من الزلزال الذي عرفته منطقة الأطلس الكبير في 8 سبتمبر الماضي، أظهرت صور الأقمار الاصطناعية تفجّر 69 عين ماء جديدة

عقب ساعات من حدوث الزلزال المدمر الذي ضرب المغرب بقوة سبع درجات على مقياس ريختر في الثامن من سبتمبر (أيلول) 2023، لاحظ ناجون ظهور عيون مياه عذبة وشلالات في أقاليم الحوز وتارودانت وورزازات وشيشاوة، فيما عادت عيون أخرى للتدفق بعد أن جفّت منذ أعوام.
سكان المنطقة المنكوبة ربطوا بين ظهور عيون مياه جديدة والتغير الحاصل في تدفق أخرى من جهة، وبين الزلزال الذي أصاب المنطقة وخلَّف آلاف الوفيات والإصابات من جهة أخرى.
في هذا السياق أشار الناشط في المجتمع المدني محمد واكريم، ابن قرية إمكدال الواقعة بمنطقة الحوز، إلى أنه رصد مجموعة عيون ماء جديدة في قرى بمنطقة آسني الجبلية، في موقع غير بعيد من بؤرة الزلزال.

وأفاد واكريم بأن المنطقة كانت تعاني آثار الجفاف وتعاقب خمسة أعوام انحبست خلالها الأمطار، و"كأن الله سبحانه قدّر هذه الكارثة ليحيي الأرض ويبث الأمل في نفوس مزارعي الجبل البسطاء المعتمدين على زراعة معيشية في حقول المدرجات لا يتعدى عرضها ثمانية أمتار".

عشرات العيون العذبة

وبعد أربعة أشهر من الزلزال الذي عرفته منطقة الأطلس الكبير في الثامن من سبتمبر الماضي، أظهرت صور الأقمار الاصطناعية تفجّر 69 عين ماء جديدة، وفق تصريح رسمي لوزير التجهيز والماء المغربي نزار بركة.
ويرى الباحث في علوم الطبقات الأرضية والرسوبيات بدر الصفراوي أن "ظهور عيون الماء وزيادة تدفق أخرى، عقب الهزات الأرضية بخاصة القوية منها، كتلك التي حدثت في المغرب، ظاهرة طبيعية عادية".
وشرح الصفراوي أن "الزلزال الذي يأتي على شكل هزات أرضية، يتسبب بكسور وتشققات جديدة في الطبقات الأرضية، مما يسمح بمرور الماء عبرها أو زيادة كمياته وقوته، وحتى تغيير مجرى الماء نحو منبع آخر يبعد كيلومترات من المكان الذي كان ينبع فيه".
وكشفت معطيات رسمية عن أن إقليم الحوز يأتي على رأس الأقاليم التي عرفت أكبر عدد من عيون الماء الجديدة، وصلت إلى 32 عيناً، يليه إقليم تارودانت بـ19 نقطة مائية، ثم إقليم ورزازات بـ10 نقاط مائية، فإقليم شيشاوة بـثماني نقاط مائية.
وبالنسبة إلى الدكتور الصفراوي، من الطبيعي أن يظهر أكبر عدد من العيون في إقليم الحوز على اعتبار أنه يضم بؤرة الزلزال، "فكلما اقتربنا من مركز الزلزال زاد تأثيره وصارت انكسارات الطبقات الصخرية أكبر وأعمق وفي حال وصولها إلى خزانات مائية يتدفق الماء ويصل عبرها إلى سطح الأرض"، لكنه أشار إلى أن الزلزال يمكن أن يتسبب بجفاف عيون مائية أخرى وتوقفها عن التدفق في حال تم إغلاق الشقوق التي كانت تصل إلى الخزان المائي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


علاقة وطيدة

التفسير العلمي نفسه، أكده الدكتور في علوم الرسوبيات والجيولوجيا بكلية العلوم والتقنيات بمدينة الراشيدية (الجنوب الشرقي) محمد الوالي ، موضحاً العلاقة الوطيدة بين ظهور عيون الماء في المنطقة و"زلزال الحوز"، وأردف أن تحرّر الطاقة المخزنة في أعماق الأرض تجعل الصفائح التكتونية تتحرك، مما يؤدي إلى ظاهرة الزلزال، ويحدث أن تحصل شقوق في الطبقات الرسوبية والصخرية تمكّن من تحرير الماء ودفعه خارجاً لتظهر عين الماء على السطح.
وشرح الوالي أن "حركة الأرض قد تتسبب في جفاف عين الماء كذلك، وفي هذه الحالة يتم حبس الماء وسط الطبقات الرسوبية والصخرية أو يحوَّل مجرى الماء إلى منطقة أخرى ومد مناطق بعيدة بكميات مضاعفة من الماء".
وفي حالات أخرى، يقول الأستاذ الجامعي إن "الزلزال وحركة الطبقات وضغطها تؤدي إلى جعل حجم الكسور أكبر، مما يسفر عن زيادة كمية الماء المتدفقة وقوتها من عين كانت موجودة بالأصل".
وهذا بالضبط ما حدث في وادي "أماغا" (اسم أمازيغي) الذي كان قد قارب على الجفاف، إلا أنه بعد الزلزال صار جارياً بفضل عين جديدة اكتشفها أهالي المنطقة، ليعود الوادي مصدر ريّ للبساتين القريبة التي كانت أشجارها شارفت على الموت عطشاً.
أما أهالي قرية أيت أوغماض، فاستغنوا عن صهريج تقليدي بنوه لجمع المياه، وباتوا يروون حقولهم من مياه الوادي المتدفق بعد نضوب مياه الآبار وشح الأمطار.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات