يتأهب المنتخب السعودي لكرة القدم لخوض مباراة قمة أمام نظيره الكوري الجنوبي، اليوم الثلاثاء، في إطار منافسات دور الـ16 ببطولة كأس آسيا 2023 التي تستضيفها قطر بين الـ12 من يناير (كانون الثاني) الجاري والـ10 من فبراير (شباط) المقبل، حيث يسعى كلا الطرفين إلى اقتناص سادس بطاقات التأهل إلى الدور ربع النهائي، بعد أن حسمت أستراليا وطاجكستان والأردن وقطر أول أربع بطاقات، وتتبقى بطاقتان لمباراتي اليوم بين أوزبكستان وتايلاند، والسعودية مع كوريا الجنوبية، ثم تختتم مباريات المرحلة، غداً الأربعاء، بتنافس البحرين مع اليابان، وإيران مع سوريا على آخر بطاقتين لدور الثمانية.
تأهل المنتخب السعودي إلى دور الـ16 بعد تصدر المجموعة السادسة برصيد سبع نقاط إثر الفوز على عمان وقيرغيزستان والتعادل مع تايلاند، بينما وصل المنتخب الكوري الجنوبي إلى نفس المرحلة باحتلال المركز الثاني في المجموعة الخامسة برصيد خمس نقاط، خلف المتصدرة البحرين، ومتفوقاً على المنتخب الأردني الذي تأهل ضمن أفضل أربعة منتخبات اقتنصت المركز الثالث.
افتتح المنتخب الكوري الجنوبي دور المجموعات بالفوز على البحرين بنتيجة (3 - 1) ثم تعادل مع الأردن (2-2)، وماليزيا (3-3)، في مباراة أثارت تساؤلات بين النقاد والمراقبين والجماهير عن مدى جدية كوريا الجنوبية في تحقيق الفوز الذي كان سيقودها لمواجهة صعبة أمام اليابان.
وتشير أرقام المنتخبين السعودي والكوري الجنوبي في دور المجموعات إلى مدى صعوبة المواجهة بينهما حيث اعتلت كوريا الجنوبية قائمة الأكثر تسجيلاً في الدور الأول برصيد ثمانية أهداف بالتساوي مع العراق واليابان، بينما سجل المنتخب السعودي أربعة أهداف.
وتصدر المنتخب السعودي قائمة الأكثر تسديداً على مرمى المنافسين بـ57 تسديدة، متفوقاً على العملاق الكوري الجنوبي الذي سدد 55 تسديدة.
وعلى صعيد الاستحواذ على الكرة والتمرير احتل المنتخب الكوري الجنوبي الصدارة بـ2103 تمريرات، وجاء المنتخب السعودي في المركز الثالث برصيد 1949 تمريرة.
وربما تمثل هذه القمة المرتقبة بين السعودية وكوريا الجنوبية مثالاً للتنافس الشديد بين شقي القارة الآسيوية، حيث يعد "الأخضر" السعودي أكبر قوة كروية في غرب آسيا برصيد ثلاث كؤوس قارية، بينما تمثل كوريا الجنوبية ثاني أفضل قوة كروية شرق آسيوية –سبق لها تحقيق أول لقبين في تاريخ المنافسة عامي 1956 و1960– بعد اليابان صاحبة الكؤوس الأربع.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتزامناً مع تنافس لاعبي المنتخبين فوق عشب المستطيل الأخضر سيتكون هناك مباراة بين عقلين يمثلان مدرستين كرويتين راسختين على المستوى العالمي، إذ يقود الإيطالي روبرتو مانشيني المنتخب السعودي، وينافسه الألماني يورغن كلينسمان مدرب كوريا الجنوبية.
وسيواجه كلينسمان نظيره مانشيني للمرة الثانية منذ سبتمبر (أيلول) الماضي عندما التقى المنتخبان في مباراة ودية في إنجلترا فاز بها الكوريون بنتيجة (1 – 0).
وقال كلينسمان عن مانشيني، الذي تم تعيينه في أغسطس (آب) الماضي "يمكنكم الآن رؤية بصمته على الفريق بعد 10 مباريات، وهو فريق جيد للغاية، لكننا مستعدون... لدينا نقاط قوتنا ولدينا روحنا التي نحتاج إلى الاعتقاد بأننا قادرون على المضي قدماً".
"علينا أن نؤمن بأننا قادرون على الفوز على السعودية، لكن الأمر سيتطلب الكثير من العمل الشاق، وستكون المباراة صعبة وقد تصل إلى ركلات الترجيح، أي شيء يمكن أن يحدث في كرة القدم، لا يمكنك التنبؤ بما سيحدث بعد ذلك".
"كل ما نعرفه هو أننا تدربنا بقوة خلال الأسابيع القليلة الماضية ولدينا هدف في الاعتبار، نحن نركز ونعلم أننا ارتكبنا بعض الأخطاء لكننا صححناها ونأمل أن تشاهدوا مباراة مثيرة حقاً".
وتابع "بكل صدق لا أخشى أحداً، لا خوف، ولكن كثير من الاحترام، الكثير من الاحترام لكل منافس نواجهه، قبل ذلك، إذا كان الأمر يتعلق بالأردن أو البحرين أو ماليزيا، فنحن نحترمهم جميعاً، فهذا مهم".
"روبرتو يقوم بعمل رائع، إنها عملية خطوة بخطوة يجب عليه أن يمر بها مع فريقه، إنها مغامرة جديدة بالنسبة له، إنها مغامرة جديدة بالنسبة إلي لوجودي في كوريا وتدريب هذا الفريق الرائع".
وبينما تلقى المنتخب السعودي هدفين فقط خلال مباريات دور المجموعات، فإن كوريا الجنوبية تلقت ستة أهداف بمعدل هدفين في كل مباراة، مما جعلها صاحبة أضعف منظومة دفاعية بين المنتخبات المتأهلة إلى دور الـ16.
وقال مدرب السعودية مانشيني في مؤتمره الصحافي "كوريا الجنوبية فريق جيد للغاية، حتى لو تلقت شباكهم ستة أهداف في دور المجموعات، فهذا لا يغير قوتهم لأنهم يمتلكون لاعبين جيدين للغاية".
"إنهم يسجلون كثيراً من الأهداف، إذا استقبلت شباكهم فربما يمكننا أن نعرف أنه إذا هاجمنا فلدينا فرصة للتسجيل".
"استعدادنا هو نفسه كما هي الحال في المباريات الأخرى، لا يوجد أي تغيير، نلعب ضد أحد أفضل الفرق في البطولة، ليس فقط المهاجمين، الفريق بأكمله جيد، لديهم السرعة والجودة مع اللاعبين في أوروبا".
وأضاف "لديهم نوعية جيدة، لديهم خبرة كبيرة، بالنسبة إلينا سيكون من المهم جداً اللعب كفريق، أعتقد أننا تحسنا كثيراً في الأشهر الأخيرة ونحن إيجابيون".
وطالب مدافع المنتخب السعودي علي لاجامي جماهير "الصقور" السعودية بالاستمرار في الدعم الهائل للمنتخب الوطني وقال "نشكر الجمهور السعودي الذي يدعمنا في كل وقت وفي كل مكان داخل الملعب وخارجه، فالجمهور هو الداعم الأول بالنسبة إلينا وأتمنى حضوره بكثافة في المباراة".
وأعلن الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، أمس الإثنين، أن النسخة الحالية من كأس آسيا سجلت رقماً قياسياً جديداً في إجمالي الحضور الجماهيري للمباريات، من خلال حضور 1.06 مليون متفرج حتى مباراة قطر وفلسطين.
وتفوقت النسخة الحالية التي تحمل الرقم 18 على الرقم القياسي السابق الذي تم تسجيله قبل عقدين، عندما حضر 1.04 مليون متفرج مباريات كأس آسيا 2004 في الصين.
وقال الرئيس التنفيذي للجنة المحلية المنظمة لكأس آسيا 2023 جاسم الجاسم "نحن سعداء بتسجيل الأرقام القياسية في هذا الوقت المبكر من البطولة، حيث ما زالت هنالك 11 مباراة متبقية، وما زال الأفضل بانتظارنا، حيث تواصل عديد من المنتخبات تقديم عروض استثنائية".
وهذا هو الرقم القياسي الثاني الذي يتم تسجيله في هذه النسخة من كأس آسيا، بعدما تحطم الرقم القياسي في الحضور الجماهيري خلال المباراة الافتتاحية بين قطر ولبنان، التي شهدت حضور 82.490 متفرجاً.