Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تقدم في "صفقة الأسرى" الباريسية وخلافات إسرائيلية قد تعرقلها

تحذيرات من تداعيات عملية جنين على سير المفاوضات 

ملخص

أسرع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو إلى الإعلان أن إسرائيل حسمت عدم إنهاء هذه الحرب بأي شيء أقل من تحقيق جميع أهداف الحرب.

بانتظار رد "حماس" على صفقة الأسرى التي وضعت خطوطها العريضة القمة الرباعية في باريس، تشهد إسرائيل جدلاً كبيراً وخلافات معمقة حول البنود العريضة منها، والتوقع أن تتبلور مع وصول وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن نهاية الأسبوع الحالي إلى إسرائيل.

حال التفاؤل المشوب بالحذر هو الوصف الأقرب للوضع الذي شهدته إسرائيل منذ صباح اليوم، وتحديداً بعد عملية جنين التي قام الجيش خلالها بتصفية ثلاثة من قياديي "حماس"، وإعلان القيادي في الحركة إسماعيل هنية أن مسألة وقف إطلاق النار وانسحاب الجيش الإسرائيلي في قمة أولويات الحركة في كل صفقة أسرى، وهذان الجانبان لا يزالان مصدر خلاف بين الطرفين، لكن إسرائيل تطمح في تنفيذ مرحلة أولى من الصفقة تضمن الإفراج عن نساء ومرضى، وهي نقطة الضعف التي تركز عليها جهات عدة في إسرائيل وتضغط باتجاه تنفيذ فوري للصفقة لضمان عودة أكبر عدد منهم أحياء.
 
عدم إنهاء الحرب
 
في المقابل أسرع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو إلى الإعلان أن إسرائيل حسمت عدم إنهاء هذه الحرب بأي شيء أقل من تحقيق جميع أهداف الحرب، مضيفاً أن "هذا يعني القضاء على ’حماس‘ وإعادة جميع مختطفينا، وضمان أن غزة لن تشكل تهديداً لإسرائيل، ولن نخرج الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة ولن نطلق سراح آلاف الإرهابيين، ولن يحدث أي من هذا، ماذا سيحدث؟ انتصار مطلق".
وهكذا رد نتنياهو على ما تداولته مختلف التقارير حول التوصل إلى تفاهمات الصفقة التي أُطلق عليها "إطار عمل للتوصل إلى اتفاق نهائي"، وهو مخطط من أربع مراحل، الأولى تتضمن الإفراج عن 35 إلى 40 أسيراً من غزة من نساء وكبار في السن وحملة الجنسية الأميركية، على أن يفرج مقابل كل أسير إسرائيلي عن 100 أسير أمني فلسطيني في السجون الإسرائيلية، بينهم من يقضون سجناً مؤبداً، فيما وقف النار يستمر لمدة 46 يوماً.
فيما ستشمل المرحلة الثانية الإفراج عن المدنيين والمجندات، وتشمل المرحلة الثالثة جنوداً إسرائيليين، أما المرحلة الرابعة فتشمل جثث الإسرائيليين في غزة، غير أن مسؤولاً إسرائيلياً قال إن المرحلة الثالثة قد تشمل الجثث وتكون الأخيرة في تنفيذ الصفقة.
وسيتم تحديد عدد الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم تحريرهم مقابل كل أسير إسرائيلي في كل مرحلة، فيما لم يتوصل إلى تفاهمات في شأن مدة الهدنة خلال المرحلتين الثانية والثالثة.

 

أحزاب الائتلاف

ويحظى هذا المقترح برفض مطلق من أحزاب الائتلاف، وقد أعلن الوزير إيتمار بن غفير انسحابه من الحكومة في حال نفذت، كون إسرائيل تدفع ثمناً باهظاً بالافراج عن الأسرى الفلسطينيين، مما استدعى زعيم المعارضة يائير لابيد وللمرة الأولى منذ اندلاع الحرب إلى الإعلان أنه سيكون على استعداد للدخول الى الحكومة الإسرائيلية ليشكل شبكة أمان تضمن عودة الأسرى، وهو أمر أشعل نقاشاً عاصفاً وزاد الشرخ الداخلي.

 

بلينكن الى إسرائيل 

وبينما يثير مقترح "قمة باريس" خلافات ونقاشات إسرائيلية، إلا أن وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن اعتبره مقترحاً قوياً، لكن الإسرائيليين يعتبرونه مقترحاً لمصلحة "حماس"، والرافض له يعتبر أن الإفراج عن العدد الكبير من الاسرى الأمنيين الفلسطينيين ثمن باهظ لتل أبيب، بخاصة أنه يشمل أسرى ممن تدرجهم إسرائيل كـ "ملطخة أيديهم بالدماء"، ويقضون مؤبداً، مثل القيادي في حركة "فتح" مروان البرغوثي.
وسيسعى بلينكن خلال زيارته المتوقعة نهاية الأسبوع لإسرائيل إلى التوصل إلى مقترح صفقة الأسرى، لكنه يضع مسألة المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين الفلسطينيين واليوم الذي يلي حرب غزة على رأس أولوياته، إذ باتت الحاجة ضرورية إلى إعلان إسرائيل خطتها لليوم الذي يلي "كونه المفتاح المركزي لأية تطورات في الحرب والتقدم بها"، كما أكد أكثر من مسؤول إسرائيلي.
من جهته قال الخبير العسكري يوآف ليمور إن الحكومة الإسرائيلية مطالبة بأن تحسم مسألة صفقة الأسرى إزاء الضغط الجماهيري المتزايد فيها. وقال، "بعد أن أوضحت المحافل المهنية في الجيش والـ ’شباك‘ بأنها ستعرف كيف تعود للقتال حتى في نهاية هدنة طويلة نسبياً، تقرر الدفع قدما بالصفقة، وفي إسرائيل واعون بأن الصفقة ستعطي ’حماس‘ وقتاً طويلاً للانتعاش وترميم البنى التحتية وأطر القتال التي تضررت".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

 

وأضاف ليمور، "ستطرح الهدنة الطويلة معضلات أخرى أهمها مسألة إعادة سكان الجنوب إلى بيوتهم، وفي ظل غياب القتال والتهديد على الجبهة الداخلية فمن غير المعقول الإبقاء على عشرات آلاف الإسرائيليين في حال اللجوء لفترة زمنية طويلة بهذا القدر، وهذا سيلزم الحكومة بأن تتصرف بشجاعة وأن تقول للسكان بأنه يحتمل إطلاق صواريخ من غزة وأيضاً في المستقبل، وإن كان بوتيرة أقل مما في الماضي". 
وحول الخلاف السياسي في إسرائيل حول صفقة الأسرى يوضح ليمور "من جهة أن هناك نهجاً يقول لمحاربة ’حماس‘ وهناك مزيد من الوقت للحرب حتى لأعوام عدة، فيما زمن المخطوفين محدود وينفد باستمرار، ويجب العمل على تحريرهم فوراً، تخوفاً من أنه إذا كانت ’حماس‘ الآن فلن يتبقى مخطوفون إحياء بعد ذلك".
ويتابع، "بحسب النهج الثاني فمن الواجب مواصلة ضرب ’حماس‘ الآن حتى تقويضها قبل قضية المخطوفين، والتخوف هو أن تكسب ’حماس‘ وقتاً وتجمع قوة، وإسرائيل تفقد طاقة وشرعية تبقى من دون كل المخطوفين ومن دون تقويض ’حماس‘ أيضاً، ويحتمل أن تكون مطالبة بأن تدفع في المستقبل أكثر من ثمن باهظ". 

 

تداعيات القتال في غزة وجنين

وفي وقت عبر أكثر من مسؤول إسرائيلي عن تفاؤله من التوصل إلى صفقة أسرى، حذر أمنيون من التهديدات المتزايدة لقيادة الجيش وعسكريين في استمرار القتال وتصعيده في غزة، وتداعياته على مفاوضات صفقة الأسرى بعرقلة تقدمها.
أما في جنين وفي أعقاب عملية اقتحام الجنود الاسرائيليين مستشفى ابن سيناء واغتيال ثلاثة فيه بذريعة أنهم من قادة "حماس"، وأن الـ "شاباك" تلقى معلومات استخبارية مؤكدة أنهم يخططون لتنفيذ عملية شبيهة بأحداث السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. 
وتخشى جهات سياسية وأمنية إلى جانب منتدى عائلات الأسرى من تداعيات هذه العملية على التقدم في صفقة الأسرى، بخاصة بعد تهديد الجيش بمواصلة استهداف عناصر "حماس" في جنين والضفة.
وكان عناصر من الجيش الإسرائيلي دخلوا متقمصين بملابس مدنية وأطباء وممرضين ونساء، كما أن أحدهم جلس على كرسي متحرك في المستشفى وصعدوا إلى الطابق الثالث، وادعوا أن الثلاثة حضروا هناك، فيما رفض الفلسطينيون هذا الادعاء وأعلنوا أن اثنين من الثلاثة شقيقان أحدهما مريض ويعاني شللاً.
وفي ظل هذه التطورات حذرت جهات أمنية من خطر اندلاع انتفاضة ثالثة في الضفة، لن تعرقل مفاوضات الأسرى وحسب بل تؤدي إلى توسع القتال إلى أكثر من جبهة، وهي أخطر السيناريوهات التي يخشى منها أمنيون إسرائيليون.
 

 

محور فيلادلفيا

وفي محاولة للتوصل إلى أكثر من تفاهمات متعلقة بسير العمليات في غزة وتهدئة حدة التوتر في العلاقة بين واشنطن والقاهرة، التقى رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي (شاباك) رونين بار خلال القمة الرباعية في باريس نظيره المصري عباس كامل، على خلفية المساعي الإسرائيلية إلى تنفيذ عملية عسكرية في منطقة محور فيلادلفيا والسيطرة الأمنية الإسرائيلية عليه، وهو ما رفضته مصر واعتبرته انتهاكاً للأمن القومي المصري.
وكان بار وصل إلى باريس ضمن الوفد الإسرائيلي المشارك في مفاوضات صفقة الأسرى لمناقشة قضايا تتعلق بالأوضاع في قطاع غزة والعلاقات المصرية -الإسرائيلية التي شهدت توتراً في أعقاب إصرار إسرائيل على تنفيذ عملية عسكرية في محور فيلادلفيا والسيطرة عليه، بذريعة أن حركة "حماس" تستخدمه لنقل الأسلحة وتعزيز قدراتها العسكرية، وحاول بار وكامل التوصل إلى نوع من التعاون لمنع تهريب الأسلحة إلى غزة. 
وبحسب مصادر إسرائيلية مطلعة على اللقاء فقد عبرت مصر عن مخاوفها من أن تؤدي إلى تدفق أعداد كبيرة من اللاجئين الفلسطينيين إلى شبه جزيرة سيناء، ونُقل عن هذه المصادر "أن القاهرة أوضحت لتل أبيب في رسائل علنية ومحادثات مغلقة أن هذا السيناريو يشكل انتهاكاً للأمن القومي المصري، وسيؤدي إلى صدع خطر في العلاقات الثنائية، كما ناقش الجانبان الخطط المحتملة والأفكار المصرية حول اليوم الذي يلي حرب غزة".
اقرأ المزيد

المزيد من متابعات