Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

حملة ضد مشاهير "إنستغرام" في إيران بحجة الترويج للمظاهر الغربية

تقارير تتحدث عن إغلاق صفحات يتابعها حوالى 27 مليوناً من مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي في البلاد

إيرانيات في أحد شوارع طهران (رويترز)

تزامناً مع أوامر رئيس السلطة القضائية للمدعين العامين في إيران بالتعامل بحزم مع "العوامل المخلة" للقيم المجتمعية، أعلن جهاز الاستخبارات التابع لشرطة طهران في بيان له عن اعتقال أكثر من 72 ناشطاً على مواقع التواصل الاجتماعي بتهمة تشكيل "شبكة لنشر الفساد والدعارة". 

وجاء في بيان جهاز استخبارات شرطة طهران حول هذه الاعتقالات أن "شرطة العاصمة طهران، تمكنت من توجيه ضربة قوية لشبكة نشر الفساد والدعارة. هذه الشبكة كانت تنشر محتوى مبتذلاً على تطبيق إنستغرام".

وبناء على ما أعلنته شرطة طهران، فإن هؤلاء الأشخاص متهمون بـ"الترويج الممنهج للحياة والسلوك الغربي، والدعاية ضد الحجاب والحياء. ويعملون في إطار شركة إعلانات لإنتاج ونشر المحتوى ويتواصلون مع 300 شخصية من المشاهير على إنستغرام".  

وبحسب التقرير الذي نشره جهاز استخبارات الشرطة (فراجا)، فقد تم إغلاق عدد من الصفحات المختلفة على التطبيق يتابعها حوالى 27 مليون متابع. 

وقالت شرطة العاصمة طهران، إن جزءاً من جرائم هذه الشركة "إقامة الحفلات والمسابح المختلطة". ووصفت هذا العمل بـ"نشر الدعارة والفساد". 

وبالتزامن مع هذا البيان نشر موقع "رجا نيوز" الإخباري وهو موقع إعلامي أصولي مقرب من حكومة إبراهيم رئيسي، تقريراً انتقد فيه تعليق مشروع قانون الحجاب واعتبر أنه دليل على الكسل وغياب السيادة. وزعم الموقع أن التعري الممنهج بشكل يومي وبأشكال فاحشة هو نتيجة للوضع الحالي.  

في العام الماضي، ارتفعت وتيرة التعامل مع الأشخاص والصفحات الأكثر مشاهدة في مواقع التواصل الاجتماعي. وزعمت بعض الشخصيات الشهيرة على "إنستغرام" التي تعمل في مجال التدوين والتجارة أو إنتاج المحتوى الفكاهي، أن السلطات الأمنية والشرطة استدعتهم وطلبت منهم حذف جميع الصور التي لا تراعي الحجاب.  

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي احتجاجات عام 2022، قامت الأجهزة الأمنية أيضاً باعتقال وإغلاق عديد من الصفحات الأكثر مشاهدة على "إنستغرام". وزعمت هذه الجهات أن هؤلاء الأشخاص يدعمون المتظاهرين على مواقع التواصل الاجتماعي.

وفي السياق نفسه، كان قد نُشر خبر اعتقال 23 ناشطاً على مواقع التواصل الاجتماعي وأصحاب صفحات "إنستغرام" في مدينة أصفهان في ديسمبر (كانون الأول) 2022. 

وادعى جيش "صاحب الزمان" في مدينة أصفهان باعتباره الجهة التي قامت باعتقال النشطاء، بأن هؤلاء الأشخاص "يرتزقون من خلال الترويج للابتذال ودعوة المواطنين إلى الإضراب على مستوى البلاد". 

وفي نوفمبر(تشرين الثاني) 2023، اعتقل أكثر من 10 أشخاص من مشاهير التطبيق في العاصمة طهران، والجهة التي اعتقلتهم اتهمتهم بـ"الدعاية للمراهنة".  

وتعد قضية التعامل مع المشاهير على مواقع التواصل الاجتماعي من القضايا التي تثار بشكل دائم في بعض وسائل الإعلام المقربة من الحكومة ورجال الدين في السنوات الأخيرة. لكن بعد الاحتجاجات الأخيرة التي عمت البلاد وحجب مواقع التواصل الاجتماعي، وبخاصة "إنستغرام"، حظيت بمزيد من الاهتمام من قبل السلطات. 

استهداف نمط الحياة الإسلامي وخداع الشباب وحياة الترف والترويج لنمط الحياة الغربي والتواصل مع التيارات المعادية للنظام في الخارج كانت من الاتهامات التي وجهت لنشطاء مواقع التواصل الاجتماعي في السنوات الأخيرة.

وبالنظر لاقتراب فصل الصيف، واحتمال تكرار الاحتجاجات في الشوارع ضد الأوضاع الاجتماعية والسياسية والاقتصادية في إيران، يبدو أن السلطات كثفت من تهديداتها وتعاملها مع نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي.   

طالب رئيس السلطة القضائية محسني إيجئي، الأربعاء الماضي، بأن "تتعامل السلطات بحزم وقوة مع الذين يعملون بصورة ممنهجة ولهم علاقة مع الخارج، على ضرب قيم الناس وأمنهم النفسي والجسدي". واعتبر إيجئي أن ضرورة هذا الإجراء من أجل التخلص من الانحرافات الاجتماعية، وحذر من أنه لا يمكن حل جميع القضايا عن طريق الوعظ. 

وتعاملت السلطات خلال العام الماضي، بحجة أن عديداً من المدونين ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعي ينشرون مواضيع تظهر سلوكهم وأنماط حياتهم اليومية في إطار شركات الإعلان، قضائياً. 

واعتبر بعض المستخدمين لمواقع التواصل الاجتماعي أن التعامل القضائي من قبل السلطات مع أصحاب الصفحات الشعبية هو نتيجة للفشل الحكومي في تحسين جودة البرامج التلفزيونية المحلية. ويعتقدون أيضاً أن السبب الآخر لموجة الاعتقالات الأخيرة، يعود للتعامل الحكومي مع قضية الحجاب، وهو وسيلة للضغط على مشاهير التطبيق لتغير محتواهم إلى البرامج المحلية التي ترغب بها السلطات.

وفي أحدث استطلاعات الرأي تبين أنه بعد مرور أكثر من عام على حجب "إنستغرام" في إيران وإنفاق ميزانيات ضخمة على عدد من التطبيقات المحلية المماثلة للتطبيق، إلا أنه ما يقارب من نصف الإيرانيين ما زالوا يستخدمونه وغير مهتمين بالتطبيقات المحلية. 

نقلاً عن "اندبندنت فارسية"

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير