أعلنت الولايات المتحدة اليوم الخميس فرض عقوبات على عدد من المستوطنين الإسرائيليين المتهمين بارتكاب أعمال عنف ضد فلسطينيين في الضفة الغربية، بات مستواها "لا يحتمل" على ما أكد الرئيس جو بايدن.
وقال الرئيس الأميركي في مرسوم فرض فيه هذه العقوبات إن "الوضع في الضفة الغربية، ولا سيما مستويات العنف المرتفعة للمستوطنين المتطرفين وتدمير الممتلكات، بلغ مستويات لا تحتمل ويشكل تهديداً لسلام وأمن واستقرار الضفة الغربية وغزة وإسرائيل ومنطقة الشرق الأوسط".
وأوضح مسؤولون أميركيون أن المرسوم يهدف إلى معاقبة الأشخاص المتهمين بارتكاب هجمات أو "أعمال إرهابية" أو "يقوضون السلام والاستقرار والأمن" في الضفة الغربية، حيث كثف المستوطنون هجماتهم في خضم الحرب الدائرة في قطاع غزة.
وستفرض الولايات المتحدة عقوبات على أربعة أشخاص أولاً، وستجمد كل الأصول التي قد يكونون يملكونها في الولايات المتحدة، فيما سيمنع الأميركيون من القيام بأية تعاملات مالية معهم.
محادثات "صريحة للغاية"
قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر الخميس إن مسؤولين أمريكيين أجروا محادثات "صريحة للغاية" مع نظراء إسرائيليين بشأن عنف المستوطنين المتطرفين في الضفة الغربية، وذلك بعد أن فرضت واشنطن عقوبات على أربعة أشخاص قالت إنهم متورطون في العنف.
وأضاف ميلر في مؤتمر صحفي دوري إن الجانب الأميركي أثار حالات محددة وطلب من إسرائيل اتخاذ إجراءات ضد الأفراد.
المرة الأولى
وهذه هي المرة الأولى التي تُفرض فيها عقوبات مالية على مستوطنين، لكن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن سبق أن أعلنت أنها سترفض منح تأشيرات دخول إلى المتطرفين منهم والضالعين في أعمال العنف.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وجاءت الخطوة فيما ينتقل بايدن اليوم الخميس إلى ولاية ميشيغان المحورية في الانتخابات الرئاسية المقبلة في الرابع من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، ويقطنها عدد كبير من الأميركيين من أصول عربية.
وقد تصاعد الغضب في صفوف هذه الجالية بسبب دعم بايدن لإسرائيل.
وقال مسؤول أميركي رفيع المستوى في معرض توضيحه لهذه العقوبات إن بايدن لطالما أعرب لدى إسرائيل عن قلقه من العنف الذي يرتكبه مستوطنون.
تهديد خطر
وأضاف المسؤول طالباً عدم الكشف عن اسمه، "هذه التحركات تشكل تهديداً خطراً لسلام وأمن واستقرار الضفة الغربية وإسرائيل ومنطقة الشرق الأوسط".
وأضاف، "كما أنها تعطل إقامة دولة فلسطينية على المدى الطويل جنباً إلى جنب مع دولة إسرائيل، وكذلك السلام الدائم والاستقرار للفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء".
وخلال عام 2023 قتل مستوطنون إسرائيليون ما لا يقل عن 10 فلسطينيين وأحرقوا عشرات المنازل في الضفة الغربية، مما جعله "أكثر الأعوام عنفاً" على صعيد هجمات المستوطنين، بحسب منظمة "ييش دين" للدفاع عن حقوق الإنسان.
ويبلغ عدد المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية نحو 490 ألفاً يقيمون في مستوطنات تعتبر غير قانونية بموجب القانون الدولي، بينما يصل عدد الفلسطينيين إلى 3 ملايين.