Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بالبحرين

أي سحر يجذب من يزور هذه الجزر الساحرة

عشق الشاعر والمفكر والسفير والوزير والروائي والكاتب غازي القصيبي البحرين وقال فيها أشعاراً كثيرة (وكالة انباء البحرين)

لمملكة البحرين جاذبية تتكرر معي دوماً، لا يكاد يمر شهران أو ما يقاربهما إلا وأزور البحرين، خصوصاً في هذا الوقت من السنة حيث الطقس يكون "ولا غلطة"، كما يقول المراهقون في الخليج.

أصدقاء وزملاء دراسة وشركاء أفكار ورفاق ذكريات الشباب يجتمعون في كل زيارة، لكني أصبحت أزور البحرين من أجل البحرين، أكرر زيارة الأماكن القديمة نفسها بباب البحرين وحواري المحرق العتيقة وعين عذاري الشهيرة بالقول، "تسقي البعيد وتخلي القريب".

نستأذن إخوتنا بمصر، سنبدل القول الشائع عندهم بالخليج، "اللي يشرب من مية عين عذاري، لازم يرجع لها ثاني"، لها طيب هواء يتنفسه أهلها طيبة وتواضعاً وترحاباً بضيوف بلادهم، لا أعتبر نفسي ضيفاً في الدول الخليجية حتى أمر عبر الحدود البرية.

عشق الشاعر والمفكر والسفير والوزير والروائي والكاتب غازي القصيبي، رحمه الله، البحرين وقال فيها أشعاراً كثيرة، لعل من بين أشهرها:

بحرين هذا أوان الوصل فانسكبي    عليَّ بحرين من دُرٍّ ومن رُطَبِ

تنفسي في شجوني وادخلي حُرَقي    واسترسلي في دمائي واسكني تعبي

طمأنينة تسكن الروح بالوصول إلى البحرين، شعور بالأمن والأمان ينتابك مع أول عبارة ترحيب من موظف الجوازات، "حيّاك الله يا الشيخ". والشيخ هنا باللهجة البحرينية والخليجية عموماً تعني الشيخ مقاماً وليس كبير السن ولا رجل الدين.

 

 

عند مدخل بوابة البحرين، تقف أمام "بسطة" بائع متجول، نشر ساعاته المقلدة وأنواعاً من البخور والطيب والمسابيح، لكنه غير موجود، فغالبية المحال تقفل وقت الظهيرة للغداء والقيلولة، ترك بسطته وراح يتغدى وينام قليلاً، واثق ومطمئن بأن لا أحد سيمد يده على بسطته. لعل المنامة من مدن قليلة في هذا العالم الموحش التي يصل فيها الأمان إلى هذه الدرجة من الطمأنينة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

عند المدخل والأزقة القديمة تصادفك "قهوة حاجي"، عمرها يصل إلى  75 سنة، من أشهر المقاهي والمطاعم بالأكلات الشعبية والتقليدية، لعلها تضاهي بشهرتها قهوة بوناشي بالكويت، وإن كانت لقهوة بوناشي رمزية سياسية وهي أطول عمراً من قهوة حاجي.

الشوارع الفسيحة والمباني والعمارات الشاهقة والأسواق والمولات الحديثة والمطاعم العالمية، كلها أماكن لا تستهويني مثلما عبق القديم البحريني، و"فرجان" المحرق وحواري المنامة القديمة.

 

 

تواجه مملكة البحرين مشكلات متعددة مثل غيرها، لكنها بلاد آمنة مستقرة وفيها هامش مقبول من الحرية والديمقراطية بمقاييس المنطقة.

الحديث مع المعارضة البحرينية، وبعضهم أصدقاء قدامى، يصطدم بالمناداة بضرورة الابتعاد من المعارضة الولائية لإيران والتي هي واضحة للعيان ولا تحتاج إلى التنظير وكثرة التفسير وتتلقى أوامرها من طهران وترى فيها المنقذ المخلص.

بعض مطالب المعارضة الوطنية محقة، والحكومة في البحرين لا تنكر أحقية تلك المطالب، لكنها تصر على ضرورة تحقيقها من خلال الطرق السلمية والحوار والبرلمان الذي تتسع صلاحياته وتضيق بحسب الظروف المحلية والإقليمية.

السفر بالسيارة إلى البحرين ممتع في هذه الأيام، ويستغرق ثلاث ساعات من الحدود الكويتية- السعودية وحتى جسر الملك فهد المؤدي إلى البحرين.

وبما أننا نذكر الحدود، فقد قرأت البيان الختامي الكويتي- السعودي إثر الزيارة التاريخية الأولى لأمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح خارج الكويت منذ توليه مقاليد الحكم في البلاد بديسمبر (كانون الأول) الماضي.

أكد البيان تسهيل العراقيل كافة لتعزيز العلاقات بين البلدين الشقيقين على كل المستويات، بما فيها البند، "النقل الجوي والبري والسككي والموانئ والخدمات اللوجستية والطيران المدني".

 ونتمنى من المسؤولين التنفيذيين قراءة هذا البند وترجمته على أرض الواقع، فالرحلة التي تستغرق ثلاث ساعات من الخفجي إلى جسر الملك فهد، تسبقها ساعات انتظار وتأخير على الحدود الكويتية-السعودية، وهذا أمر لم يعُد مقبولاً بتوافر تكنولوجيا المراقبة الرقمية والكاميرات الذكية والبصمات البيومترية وتبادل قواعد المعلومات الأمنية بين دول مجلس التعاون الخليجي.

ومع هذا فإن زيارة البحرين تستحق كل عناء، فقد قال فيها الشاعر الشعبي الشهير مساعد الرشيدي:

لكنها البحرين والبحرين غوّاية عشيق  والله مالي دونها صَدّه ولا منها عذر

والليله نجوم السعد تملا سما الدار وتْويق  والشعر بعيون (المنامه) ما يبلّله السهر

اقرأ المزيد

المزيد من آراء