أعادت حادثة سير سائقة الراليات السعودية مها الحملي التي أخرجتها من الدائرة التنافسية في "رالي داكار 2024"، قصص حوادث سباق الراليات إلى الأضواء، خصوصاً بعد أن اختتمت البطولة فعالياتها في 19 يناير (كانون الثاني) الماضي.
وقالت سائقة الراليات مها الحملي في حديثها لـ"اندبندنت عربية"، إن عدم التزام فريقها بتعليمات خريطة الطريق خلال انطلاقهما وسط نقطة الماراثون أخرجهما من السباق قبل 100 كيلومتر من خط النهاية.
وأضافت، "بوصولنا نقطة الربع الخالي أرشدني الملاح لمنعطف خارج تفاصيل الخريطة، بسبب ذلك وقع الفأس في الرأس، ووجدت نفسي خارج دائرة السباق".
انقلاب غير متوقع
لم يكن الخروج من دائرة السباق أمراً بسيطاً، إذ تحولت حادثة مها الحملي إلى "ترند" في الوسط الرياضي السعودي في ثامن أيام الرحلة للسباق السعودي الخامس وسط الكثبان الرملية الذهبية في الربع الخالي أكبر صحراء رملية متصلة في العالم.
تابعت حديثها "يطلق داكار على نقطة الربع الخالي بالماراثون وهي المرحلة الأكثر صعوبة والأشد في الرحلة، وكان قد تبقى عشرات الكيلومترات على نهاية السباق، وسألت الملاح المرافق لي ونحن على مفترق طريقين عن الوجهة المفترضة، فأدرت مقودي للاتجاه الأيسر بناءً على تعليماته على اعتبار أن الأرض مستوية، وبكل تلك السرعة قفزت السيارة، من نوع (كانون أس بي دي)، على حافة الفنجان لأجد نفسي على الهاوية وسط أكبر تجمع رملي في السعودية".
حكمة القدر
كان القدر رحيماً بمها ورفيقها إذ تقول هنا، "كنت ممتلئة بالحزن والتشتت، صرخت في وسع لا يكاد يسمع فيه صوتي، واستغثت بالله حين لم أجد منقذاً سواه".
ومضت في حديثها، "تدخل القدر بحكمة إلهية جرت أن يكون زميلنا هاني النومسي خلفنا في اللحظة الحرجة بعد تعطل جهاز الإنذار في السيارة، وعلى بعد 10 دقائق من وقوع الحادث صعدنا المروحية متوجهين ناحية أقرب إسعاف".
وقالت، "عزت علي نفسي، حين خرجت من دائرة السباق بعد قطع مشوار طويل في الرحلة التي كشفت لنفسي بتجاربها وتحدياتها درجة قدرتي على تحمل الصعاب والشدائد من خلال اختبار كفاءة لا يضاهيه في التحمل سوى خوض الحروب".
بين الهيبة والمنام
وبعيداً من الحادثة، وصفت مها منطقة الربع الخالي بـ"الفاتنة" مقارنة بمناطق الرالي الأخرى، إذ تقول "كان طريقاً مليئاً بالروحانية والسمو اتسعت فيه روحي بهيبة خلق الله وجمال عجائبه وأنا أشاهد نثر الكثبان الرملية بعضها فوق بعض ذات الملمس الناعم، والتي تعكس جمال الطبيعة الصحراوية".
لكن من المفارقات التي كشفت عنها مها الحملي أنه قبل الوصول إلى نقطة الربع الخالي بدت مشاعرها "مختلطة"، مضيفة "قبل خوض مرحلة الماراثون أرسلت صديقة رسالة شاركتني فيها رؤيا منامها التي شاهدتني فيها، قالت إنها رأتني محاطة بالصديقات في لحظة التهنئة بالفوز وكن يصرخن".
وتابعت "لكن اللافت في الأمر أن الحادث اضطرني إلى التوقف في مدينة الرياض، نظراً إلى أنها النقطة الأقرب إلى الطوارئ، وهناك التقيت الصديقات اللواتي جمعتنا الرؤيا ولربما أن الفوز الذي شاهدتني فيه تلك الصديقة هو خروجي من الحادث بسلام ولله الحمد. أختي أيضاً شاهدتني في رؤيا حدثت في نفس توقيت حدوث الحادث بالضبط، وكنت في الرؤيا إلى جانب خالتي المتوفاة، لكن لطف الله أمد عمري، وأنقذني من حادثة كادت تطوي حياتي".
وختمت الحملي حديثها عن خططها المقبلة بالقول "استعد للمشاركة في رالي حائل الدولي في فبراير (شباط) الجاري" بعد أن خاضت 10 راليات منها أربعة سباقات دولية وحصلت على المركز الأول أربع مرات.