ملخص
قال زيلينسكي للمقاتلين على الجبهة الجنوبية "لديكم مهمة صعبة وحاسمة على عاتقكم لصد العدو والانتصار في هذه الحرب".
أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم الأحد، أنه تفقد القوات في بلدة روبوتين الواقعة على خط الجبهة الجنوبية، التي استعادتها كييف من القوات الروسية الصيف الماضي ولكنها تتعرض مجدداً لهجوم عنيف.
واستعادت كييف هذه البلدة الصغيرة في منطقة زابوريجيا في أغسطس (آب) من السنة الماضية، في ما اعتبرته نجاحاً كبيراً في هجومها المضاد ضد القوات الروسية.
ومنذ ذلك الحين، تعرضت روبوتين لهجوم بلا هوادة من قبل القوات الروسية، وهي واحدة من أبرز النقاط الساخنة على الجبهة الجنوبية.
وقال زيلينسكي عبر وسائل التواصل الاجتماعي "منطقة زابوريجيا. روبوتين. موقع اللواء الميكانيكي الـ 65. تحدثت مع المدافعين وشكرتهم وقدمت مكافآت الدولة"، مضيفاً "إنه لشرف لي أن أكون هنا اليوم".
أظهر شريط فيديو نشر على "فيسبوك" الرئيس الأوكراني وهو يرتدي الزي العسكري أثناء لقائه جنوداً في غرفة مظلمة تشبه قبواً تحت الأرض.
وقال زيلينسكي للمقاتلين "يشرفني أن أكون هنا اليوم لمكافأتكم، لأن لديكم مهمة صعبة وحاسمة على عاتقكم لصد العدو والانتصار في هذه الحرب".
وأضاف "أتمنى لكم الانتصار، وأريد أن أكافئكم وأتمنى أن تقوموا بكل شيء لتحقيق هذا النصر عاجلاً".
وقاد اللواء الـ 65 الهجوم على القرية العام الماضي.
في حين اعتبرت استعادة روبوتين على أنها نجاح للهجوم المضاد الذي تشنه كييف، فإن محاولة أوكرانيا لاستعادة الأراضي التي خسرتها أمام موسكو تباطأت منذ ذلك الحين.
قصف أوكراني لمخبز
ارتفعت حصيلة قتلى القصف الأوكراني الذي استهدف مخبزاً في مدينة ليسيتشانسك المحتلة بشرق أوكرانيا إلى 28 شخصاً بينهم طفل، وفق ما أعلنت وزارة حالات الطوارئ الروسية اليوم الأحد.
وقالت الوزارة على "تيليغرام"، "تتواصل عمليات البحث في موقع المخبز المنهار (...) تم تفكيك نحو 65 في المئة من الهيكل المدمر".
وأضافت "للأسف، توفي 28 شخصاً بينهم طفل".
وسقطت ليسيتشانسك الواقعة في منطقة لوغانسك، في أيدي القوات الروسية في صيف عام 2022 بعد معركة عنيفة.
وتقع ليسيتشانسك على بعد 15 كيلومتراً من الأراضي التي تسيطر عليها أوكرانيا، وكان عدد سكانها 111 ألف نسمة قبل بدء الحرب. وسيطرت القوات الروسية عليها صيف 2022، وكذلك على سيفيرودونتسك، بعد واحدة من أعنف المعارك منذ بدء الهجوم في فبراير (شباط) 2022.
وقال مركز لوغانسك للمعلومات الذي تسيطر عليه روسيا على "تيليغرام" إن القصف حدث باستخدام نظام هيمارس الذي توفره الولايات المتحدة بعد ظهر أمس السبت.
ومن خلال مطابقة تصميم المبنى ولونه ولافتة مع صور للمنطقة، تمكنت "رويترز" من تأكيد موقع التقاط مقطع فيديو نشرته وزارة الطوارئ الروسية. فهو يطابق موقعاً على خرائط "غوغل" مذكوراً أنه مطعم أدرياتيك على شارع موسكوفسكا بليسيتشانسك.
لكن "رويترز" لم تتمكن من التحقق بصورة مستقلة من تاريخ اللقطات التي صورت أو من أية تفاصيل أخرى للتقرير الصادر عن منطقة قالت روسيا إنها ضمتها في 2022.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وكانت السلطات الروسية أعلنت في وقت سابق أن قصفاً أوكرانياً استهدف مخبزاً في مدينة ليسيتشانسك الأوكرانية الشرقية التي تسيطر عليها موسكو أدى إلى مقتل 20 شخصاً في الأقل، مبدية خشيتها من ارتفاع عدد الضحايا.
وبالكاد تتحرك الجبهة في شرق أوكرانيا منذ أشهر، لكن القتال ما زال دموياً وقد تصاعدت حدة القصف بين الروس والأوكرانيين هذا الشتاء.
وكتبت وزارة الطوارئ الروسية على "تيليغرام"، "في ليسيتشانسك، عثر موظفو وزارة الطوارئ الروسية على جثث 20 شخصاً تحت الأنقاض".
ونشرت الوزارة مقطع فيديو لمسعفين يعملون في الظلام وينتشلون جثة من تحت الأنقاض قبل أن يعثروا على امرأة مصابة أجليت على نقالة.
وقالت الوزارة في وقت سابق إنها تعتزم مواصلة البحث "طوال الليل" وإن المسعفين "أنقذوا حتى الآن 10 أشخاص" من تحت الأنقاض.
واتهم حاكم لوغانسك الذي عينته روسيا، ليونيد باسيشنيك، القوات الأوكرانية باستهداف مخبز مزدحم قال إنه معروف بتقديم الخبز الطازج في عطل نهاية الأسبوع.
ونشرت وكالة ريا نوفوستي الروسية للأنباء مقطع فيديو لمبنى مدمر يظهر فيه أيضاً رجال إنقاذ يسحبون سيارة محطمة من تحت الأنقاض.
وكان المبنى المكون من طابق واحد يحمل لافتة كبيرة كتب عليها "مطعم أدرياتيك" وبدا مدمراً بالكامل وتحول إلى أنقاض.
وقالت وزارة الخارجية الروسية إن أسلحة غربية استخدمت في القصف وأعربت عن أملها في الحصول على "إدانة سريعة وغير مشروطة" للهجوم من المنظمات الدولية.
مسيرات روسية
على الجانب الأوكراني، أعلنت القوات الجوية أمس السبت أنها أسقطت 9 من أصل 14 مسيرة أطلقتها روسيا في وسط أوكرانيا وجنوبها ليل الجمعة/ السبت.
وقالت القوات الجوية في كييف "دمرت أوكرانيا تسع طائرات بلا طيار معادية في مناطق دنيبرو وأوديسا وميكولاييف وجيتومير".
وقد استهدفت معظم الطائرات الإيرانية الصنع من طراز شاهد "بنى تحتية للطاقة" في منطقة دنيبرو حيث بات آلاف الأشخاص محرومين من الكهرباء، بحسب المصدر نفسه.
وأثرت انقطاعات التيار الكهربائي بصورة أساس على مدينة كريفيي ريغ، مسقط رأس الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وقال حاكم منطقة دنيبرو سيرغي ليساك إن 15 ألفاً من سكان كريفيي ريغ محرومون من الكهرباء بعد هجوم المسيرات.
ومنذ أن بدأت هجومها في أوكرانيا، استهدفت روسيا البنية التحتية للطاقة في البلاد، مما أدى إلى حرمان الآلاف من التدفئة.
اعتقال صحافيين
اعتقلت الشرطة الروسية السبت لفترة وجيزة 20 صحافياً في الأقل خلال تجمع نظمته في الساحة الحمراء زوجات جنود يقاتلون في أوكرانيا للمطالبة بعودة أزواجهن من الجبهة.
وأفاد مصور فيديو لوكالة الصحافة الفرنسية اعتقل خلال هذه التظاهرة بأن ما بين 20 و25 صحافياً، بينهم مراسلون أجانب، كانوا معه في شاحنة للشرطة في طريقهم إلى أحد مراكزها في موسكو.
وبعد نحو 3 ساعات، تم إطلاق سراح جميع الصحافيين بعد تلقيهم تنبيهاً من وزارة الداخلية الروسية، بحسب المصور.
وبين الذين تم توقيفهم موظفون في وسائل إعلام أجنبية بينها وكالة "رويترز" الكندية، وهيئة البث العامة الهولندية "أن أو أس" ومجلة "شبيغل" الألمانية ومراسل فرنسي مستقل.
وقبل الاعتقالات، وضعت ما بين 40 و50 من زوجات الجنود الزهور عند نصب الجندي المجهول قرب الكرملين والساحة الحمراء.
وفق منصة "سوتا فيجين" الإخبارية، تم أيضاً اعتقال عدد من الأشخاص المحتجين على التعبئة العسكرية أمام مقر حملة الرئيس فلاديمير بوتين الانتخابية للاستحقاق الرئاسي المقبل في موسكو.
ملاحقة قضائية
وكان مكتب المدعي العام في موسكو قد حذر صباحاً عبر "تيليغرام" من أن المشاركين في "تظاهرات غير مصرح بها" سيلاحقون قضائياً.
ومنذ أسابيع عدة، تنظم زوجات جنود تمت تعبئتهم للقتال في أوكرانيا تحركات احتجاجية قرب الكرملين.
ويشكل استياء عائلات الاحتياطيين الذين تم استنفارهم بأمر من بوتين في سبتمبر (أيلول) 2022، موضوعاً حساساً بالنسبة إلى السلطات التي أحجمت حتى الآن عن قمع أي تحرك تقوم به تلك العائلات.
وتجاهلت وسائل الإعلام الرسمية الروسية تحرك النساء، في وقت يحرص "الكرملين" على إظهار وحدة الرأي العام حول بوتين قبل إعادة انتخابه المرجحة إلى حد بعيد في الانتخابات الرئاسية المقررة في مارس (آذار) المقبل.
وسبق أن أعلن بوتين أن 244 ألفاً من العناصر الاحتياطيين يقاتلون حالياً في أوكرانيا من أصل 617 ألف جندي.