ملخص
قتل العشرات في قصف استهدف مختلف أنحاء قطاع غزة ليل السبت - الأحد، وأكدت "حماس" حاجتها لمزيد من الوقت لدراسة مقترح يهدف لإيقاف حربها مع إسرائيل
قتل العشرات في قصف استهدف مختلف أنحاء قطاع غزة ليل السبت - الأحد، بعد أن أكدت "حماس" أنها ستحتاج إلى مزيد من الوقت لدراسة مقترح يهدف لإيقاف حربها مع إسرائيل.
في الأثناء، بدأ وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه أول جولة له في الشرق الأوسط منذ تولى المنصب، بهدف الضغط لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، بينما يتوقع وصول نظيره الأميركي أنتوني بلينكن إلى المنطقة في وقت وشيك.
وأفادت وزارة الصحة في غزة بأن القصف الإسرائيلي أودى بـ127 شخصا خلال الساعات الـ24 الأخيرة.
تفاقمت المخاوف في الأيام الأخيرة من توغل إسرائيلي محتمل في مدينة رفح الجنوبية التي تؤوي مئات آلاف النازحين الفارين من المعارك.
وتوجه كثر إلى المدينة التي قيل لهم إنها تعد منطقة آمنة قادمين من مناطق شهدت قتالاً أعنف، لكن القصف تواصل على رفح حيث تجمع معزون خارج مستشفى السبت للصلاة على أشخاص قتلوا في سلسلة ضربات أخرى.
وقال أحمد بسام الجمال لوكالة الصحافة الفرنسية "كان أطفالي نائمين وفجأة بدأ القصف. انهارت غرفة النوم عليهم. أخذ الله أحد أطفالي ونجا ثلاثة من الموت".
تستضيف المدينة التي كانت تعد 200 ألف نسمة قبل الحرب أكثر من نصف سكان غزة حالياً، وفق الأمم المتحدة.
وأعرب المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) ينس لايركه عن قلقه العميق من انفجار الوضع في ظل تفاقم "اليأس" في رفح.
وحذر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت الخميس من أن الجيش الذي بدأ عمليته العسكرية في شمال القطاع وتقدم تدريجاً نحو الجنوب سيصل إلى رفح أيضاً.
ويحاول النازحون الذين فروا إلى رفح على الحدود مع مصر تجنب أجزاء من المدينة طالها القتال الدائر في خان يونس القريبة.
وقال النازح محمود أبو الشعر "نتمنى أن تنتهي هذه الحرب لأننا تعبنا، نطالب كل السياسيين بأن يتفقوا على وقف لإطلاق النار كي نرجع إلى بيوتنا".
هدنة مقترحة
يضغط الوسطاء الدوليون على الطرفين للقبول بمقترح هدنة طرح الأسبوع الماضي في باريس.
لكن القيادي في "حماس" أسامة حمدان لفت السبت إلى أن المقترح يفتقر إلى بعض التفاصيل.
وقال من بيروت إن "حماس" تحتاج إلى مزيد من الوقت لدراسة الصفقة حتى "نعلن موقفنا تجاهها مع التركيز على أن موقفنا سيكون مستنداً إلى تقديرنا لمصالح شعبنا وحرصنا على وقف العدوان عليه بأسرع وقت".
اندلعت الحرب في غزة بعد هجوم غير مسبوق شنته "حماس" على إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) وأسفر عن مقتل نحو 1160 شخصاً، معظمهم مدنيون، حسب حصيلة أعدتها وكالة الصحافة الفرنسية تستند إلى أرقام رسمية.
كما احتجز في الهجوم نحو 250 رهينة تقول إسرائيل إن 132 بينهم ما زالوا في غزة، و27 منهم في الأقل يعتقد أنهم لقوا حتفهم.
وتعهدت إسرائيل القضاء على "حماس"، وأطلقت هجوماً عسكرياً واسعاً أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 27238 شخصاً في غزة، معظمهم نساء وأطفال، وفق وزارة الصحة في القطاع.
ومن المقرر أن يقوم وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بخامس زيارة أزمة إلى الشرق الأوسط في الأيام المقبلة لإقناع الأطراف المعنية بمقترح الهدنة، وفق ما أعلنت الخارجية الأميركية، بينما سيمر وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه في المنطقة أيضاً، وفق ناطق باسمه.
وأوضح مصدر في "حماس" أن المقترح ينص على هدنة مبدئية مدتها ستة أسابيع من شأنها أن تشهد إدخال مساعدات إلى غزة وتبادل بعض الرهائن الإسرائيليين مع أسرى فلسطينيين.
من جانبه، قال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية في بيان إنه أجرى مشاورات مع الأمين العام لحركة "الجهاد الإسلامي" زياد النخالة "في شأن المبادرات لإنهاء العدوان على غزة".
وأورد البيان أن "دراسة المقترح الجديد لوقف إطلاق النار ترتكز على أساس أن تفضي أي مفاوضات إلى إنهاء العدوان كلياً وانسحاب جيش الاحتلال إلى خارج القطاع ورفع الحصار والإعمار وإدخال جميع متطلبات الحياة لشعبنا وإنجاز صفقة تبادل متكاملة".
أثار فشل الحكومة الإسرائيلية في ضمان الإفراج عن الرهائن والإخفاقات الأمنية التي سمحت أساساً بوقوع هجوم السابع من أكتوبر انتقادات حادة لحكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وشارك المئات في تظاهرات في تل أبيب ليل السبت للدعوة إلى انتخابات مبكرة والتحرك لإطلاق سراح بقية الرهائن.
كما نظمت تظاهرات في مدينة حيفا وقرب مقر إقامة نتنياهو في القدس.
وفي تل أبيب، قال المتظاهر ميخال هاداس لوكالة الصحافة الفرنسية إن إطالة أمد النزاع لا تصب إلا في مصلحة مسؤولي الحكومة "لأنه ما دامت الحرب متواصلة فلن تجرى انتخابات".
وخلال تجمع لعائلات الرهائن، دعت كارميت بالتي كاتزير، شقيقة الرهينة إيلاد كاتزير، إلى تحرك أسرع.
وقالت "كل ثانية لا يتم فيها التوصل إلى اتفاق، يرتفع الثمن ويرتفع عدد الرهائن الذين لن يعودوا وهم على قيد الحياة، ويرتفع عدد الجنود الذين يخاطرون بحياتهم في غياب أي خطة واضحة".