ملخص
رمضان هوجا هو مرشد طوعي للسياح المحليين والأجانب
رمضان هوجا، هو مرشد طوعي للسياح المحليين والأجانب، يقدم مواعظه بين مسجد ديار بكر الكبير وخان حسن باشا، يشرح الإسلام في صورته النقية والفقيرة على حد علمه واعتقاده، فكان ضحية اغتيال مجهول في إسطنبول قبل أيام.
في البداية، يجب أن أوضح أنني لست من أنصار رجب طيب أردوغان، ولكني سأقول الحقيقة، لقد أعطى أردوغان جميع الحقوق للأكراد، لكن هناك من ذهب وتعاون مع "حزب الشعوب الجمهوري" الذي "قتل الأكراد".
هناك فيديو للصحافي الأرمني التركي هرانت دينك يروي فيه قصة يقول فيها "كانت هناك امرأة عجوز أتت إلى هنا، وبقيت نحو 10 أيام وتوفيت، وعندما لم يعثر على أقارب لها دفناها في مقبرتنا حسب عادات المسلمين، بعد ذلك، تبين أن هذه المرأة كانت تعيش في باريس، وهي والدة صديق لنا (أرمني)، بعد ذلك، ذهبنا إلى القرية، وقلنا لصاحبنا هذا هو قبر والدتك، يمكنك أن تحمل الجثمان وتغادر، الأمر متروك لك، لكن في رأينا يجب أن تبقى في مقبرة المسلمين، حياة هذه المرأة بدأت هنا وانتهت هنا (الماء وجد صدعه) فلا تلمسه، فقال (لم يصل أي تسامح أو إنسانية في العالم إلى هذه الذروة بعد... هذه هي الحكمة والبصيرة الأناضولية)".
الأعمى الذي كسر العصا
في انتخابات السابع من يونيو (حزيران) 2015 كنت عائداً إلى ديار بكر بعد الانتهاء من برنامجي في "تي آر تي كوردية"، كان يجلس أمامي في صالة كبار الشخصيات صلاح الدين دميرتاش، زعيم حزب "الشعوب الديمقراطي"، وكان حينها "بطلاً كردياً" في تلك الانتخابات، إذ حصل حزبه على ثالث أكبر عدد أصوات في إسطنبول، حينها شعرت بالملل وجئت للتحدث معه، لقد كان يعرفني، قلت له "لقد أعطاك التاريخ فرصة، يمكنك أن تكون صلاح الدين الثاني كما يوحي اسمك، قف في وجه حزب العمال الكردستاني، وخلفك عشرات النواب من حزبك بالبرلمان، في هذه الحالة لن تكون هناك عنصرية أو صراع في هذا البلد، إسطنبول هي المكان الذي يعيش فيه الأكراد أكثر من غيرهم، دعنا ندعم تركيا وأردوغان"، جرى ذلك في محادثة قصيرة، لكنه أعطاني رداً إيجابياً، ولسوء الحظ كان أول تصريح لدميرتاش عندما هبط في ديار بكر في اليوم نفسه، وفقاً لأمر من حزب "العمال الكردستاني" وأميركا "لن نجعلكم تبنون رئيساً"، الحقيقة أنه "عندما فتح الأعمى عينه، تصرف في البداية وكأنه كسر العصا".
دروس "لا تعلم"
لم يقتصر الأمر على عدم تعلم الدروس من أحداث السادس إلى الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) (شهدت تركيا، في هذه الأيام عام 2014 أحداث عنف وشغب من قبل أنصار حزب العمال الكردستاني، بعد هجوم تنظيم "داعش" على مدينة عين العرب السورية، ذات الغالبية الكردية، وأسفرت الأحداث حينها عن مقتل 37 مواطناً تركياً بعد أن امتدت إلى 35 ولاية بتحريض من حزب الشعوب الديمقراطي)، لم يقتصر الأمر على عدم تعلم الدروس من تلك الأحداث، بل أصبحت سوريا اليوم أسوأ، والأكراد في سوريا مع بعض القبائل العربية أصبحوا "منكورين" بالنسبة إلى الولايات المتحدة، وقد يواجهون جميعاً مصير العراق وغزة نفسه في أي وقت، والحقيقة لم يتم تعلم أي دروس من كل الأحداث التي حصلت على مدى 107 سنوات مضت.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
تمتلك الولايات المتحدة في شمال شرقي سوريا ما لا يقل عن 18 قاعدة عسكرية، وإذا لم يقاتل الناس هنا، فيمكن للقوات الأميركية أن تطلق النار عليهم جميعاً، لكن الاستراتيجية المتبعة هي "ضعهم في مواجهة بعضهم بعضاً واجعل من نفسك الحكم"، وهذا تكتيك عمره 2500 عام انتقل إلى الغرب من الإسكندر الأكبر.
وحزب "الدم" الديمقراطي هو الحزب الـ16 الذي أسسه حزب "العمال الكردستاني" منذ عام 1991، قبل حزب "الشعوب الديمقراطي"، فلم يعد هناك مزيد من الحروف في الأبجدية لأسماء جديدة لحزب، ومع ذلك، فمن المثير للاهتمام، أنه على رغم أن هذا الحزب الذي أسس عام 2007 كان مختلفاً عن حزب "العمال الكردستاني" الذي أسس عام 1984، فإن "حروفه" لم تتغير.
"الشعوب الديمقراطي" هو نفسه "العمال الكردستاني"
سبق أن تم تداول مزاعم حول استجواب عمدة بلدية ديار بكر السابق عثمان بايدمير من قبل "إرهابي أعرج" كان يعمل في طاقم التنظيف التابع لحزب "العمال الكردستاني" الذي كان يسيطر على البلدية نيابة عن الإدارة الموازية، ومنذ الثالث من سبتمبر (أيلول) 2019، يطلب عدد من أمهات ديار بكر أطفالهن عبر باب حزب "الشعوب الديمقراطي"، لأن الأطفال الذين جندوا أرسلوا إلى جبال قنديل.
باختصار، أريد القول إنه إذا قلت حزب "الشعوب الديمقراطي"، فيجب أن نفهمه على أنه حزب "العمال الكردستاني"، وإذا قلت "العمال الكردستاني" هذا يعني "أميركا وأوروبا وإسرائيل"، وهؤلاء في الحقيقة ينظرون إلى الأكراد بالطريقة نفسها التي ينظرون بها إلى فلسطين.
قفازات ناعمة
لقد استمر الإرهاب في هذه الجغرافيا لمدة 40 عاماً، وبلغت الأضرار 1.5 تريليون دولار، وقتل أو أصيب مئات الآلاف من الأشخاص بشكل مباشر، ونزح الملايين من الناس من قراهم، وبدلاً من تدفق النفط تدفقت الدماء من جبل "جبار". وإذا لم نتمكن من حل مشكلاتنا، فإن الاتحاد الأوروبي سيستخدمنا مثل أوكرانيا، وسوف يقتلون أطفالنا على شاشات التلفزيون مباشرة مثل إسرائيل، هدفهم الأساس هو استخدام الأكراد ضد العرب والأتراك، تماماً كما استخدموا الأرمن قبل 107 سنوات، إنهم يستخدمون السياسة فقط مثل القفازات الناعمة هنا.
أولئك الذين وعدوا الشريف الحسين بن علي بإمبراطورية غرسوا العلم الإسرائيلي فوق الأراضي العربية.
إن إعلان الحزب الديمقراطي عن مرشحه لانتخابات بلدية إسطنبول يعد أمراً إيجابياً للقيام بما عجز عنه صلاح الدين دميرتاش، ووفقاً لمسح شمل 1002 شخص أجرته مؤسسة "راويست"، فإن ما يقارب 70 في المئة من الناخبين الأكراد الذين يعيشون في إسطنبول يريدون من الحزب الديمقراطي أن يقدم مرشحاً، وحده، من دون تحالف مع باقي الأحزاب، وقد يكون هذا التكرار التاريخي الثاني، كما كان قبل سبع سنوات، من أجل استغلال فرصة تاريخية لم يستطع دميرتاش استغلالها، لإظهار أن الأكراد يسيرون من السياسة، وليس من أجل العنف.
ملاحظة: الآراء الواردة في هذا المقال تخص المؤلف، ولا تعكس بالضرورة السياسة التحريرية لصحيفة "اندبندنت تركية"
ملاحظة: تشهد تركيا انتخابات محلية مهمة تتنافس فيها الأحزاب السياسية، ومنها الأحزاب الكردية في محاولات للفوز خصوصاً في أهم ثلاث ولايات تركية (إسطنبول - أنقرة - إزمير).
نقلا عن "اندبندنت تركية"