ملخص
واصلت إسرائيل الهجمات وهددت باجتياح بري جديد في مدينة رفح الصغيرة حيث يتكدس أكثر من نصف سكان غزة الآن
قال المستشار الألماني أولاف شولتز لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مكالمة هاتفية الاثنين إن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لسلام دائم في الشرق الأوسط.
وأوضح المستشار الألماني بحسب بيان صادر عن الناطق باسمه "وحده حل الدولتين عن طريق التفاوض يفتح آفاق التوصل إلى حل دائم للصراع في الشرق الأوسط. يجب أن ينطبق ذلك على غزة والضفة الغربية".
ودعا إلى أن تُمنح "السلطة الفلسطينية بعد خضوغها للاصلاح، دوراً مركزياً"، بحسب البيان.
وترفض الحكومة الإسرائيلية البحث في "حل الدولتين"، ما يثير استياء المجتمع الدولي، وقد جدّد نتنياهو الشهر الماضي التأكيد على معارضته أي "سيادة فلسطينية". وكان قد شدد على "وجوب أن تحتفظ إسرائيل بالسيطرة الأمنية" على غزة والضفة الغربية.
وشدد شولتز خلال الاتصال مع نتنياهو على "الحاجة الملحّة لتحسين وصول المساعدات الإنسانية لسكان قطاع غزة بشكل كبير"، معتبراً أن الوضع "مقلق جداً".
كذلك استعرض وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان في اتصال مع نظيره الأميركي لويد أوستن، العلاقات الاستراتيجية السعودية الأميركية، ومجالات التعاون لوزارتي الدفاع بين البلدين. وقال وزير الدفاع السعودي، "بحثنا المستجدات الإقليمية والدولية والجهود المبذولة تجاهها، والتأكيد على أهمية تهدئة الأوضاع في المنطقة بما يحقق الأمن والاستقرار".
استعرضت في اتصال مع معالي وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن العلاقات الإستراتيجية السعودية الأمريكية ومجالات التعاون لوزارتي الدفاع بين بلدينا، وبحثنا المستجدات الإقليمية والدولية والجهود المبذولة تجاهها، والتأكيد على أهمية تهدئة الأوضاع في المنطقة؛ بما يحقق الأمن والاستقرار.
— Khalid bin Salman خالد بن سلمان (@kbsalsaud) February 5, 2024
زيارة بلينكن
من جهتهم، عبر فلسطينيون يعيشون تحت القصف في قطاع غزة اليوم الإثنين عن أملهم في أن تفضي زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن للمنطقة إلى هدنة في الوقت المناسب، لتجنب هجوم جديد تهدد إسرائيل بشنه على آخر ملاذ لهم على أطراف القطاع.
ووصل وزير الخارجية الأميركي اليوم الإثنين السعودية في أول جولة له بالمنطقة منذ أن توسطت واشنطن في اقتراح - شاركت فيه إسرائيل - بخصوص أول وقف ممتد لإطلاق النار في الحرب.
ولم ترد حركة "حماس" بعد على العرض الذي سلمه إليها وسطاء قطريون ومصريون الأسبوع الماضي، وتقول إنها تريد مزيداً من الضمانات بأنه سينهي الحرب المستمرة منذ أربعة أشهر في قطاع غزة.
مصادر على دراية بالمحادثات: مقترح وقف إطلاق النار يشمل هدنة لمدة 40 يوماً ستطلق خلالها "حماس" سراح رهائن من ضمن من تبقى من 253 رهينة
وتأتي الحملة الدبلوماسية الأميركية في وقت تحاول فيه واشنطن أيضاً منع زيادة التصعيد في أماكن أخرى بالمنطقة، وبعد يومين من الضربات الجوية التي شنتها على جماعات مسلحة موالية لإيران في أرجاء الشرق الأوسط.
اجتياح رفح
وفي غضون ذلك واصلت إسرائيل الهجمات وهددت باجتياح بري جديد في مدينة رفح الصغيرة حيث يتكدس أكثر من نصف سكان غزة الآن على حدود القطاع الجنوبية مع مصر ويعيشون في خيام موقتة.
وقالت مصادر على دراية بالمحادثات إن مقترح وقف إطلاق النار يشمل هدنة لمدة 40 يوماً في الأقل ستطلق خلالها "حماس" سراح رهائن من ضمن من تبقى من 253 رهينة كانت اقتادتهم إلى غزة في الهجوم المباغت الذي شنته على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
ومن شأن الهدنة أن تتيح دخول المساعدات للتخفيف من الأزمة الإنسانية في غزة وتسمح لسكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة بالعودة لمنازلهم التي هجروها خلال الحرب، واستمرت الهدنة السابقة أسبوعاً واحداً.
وقال يامن حمد (35 سنة) وهو أب لأربعة أطفال بمدرسة تابعة للأمم المتحدة في دير البلح بوسط غزة، تم التواصل معه عبر تطبيق مراسلة، "نريد أن تنتهي الحرب، ونعود لبيوتنا، هذا كل ما نريده في هذه المرحلة". وتعد تلك المنطقة واحدة من الأماكن القليلة التي لم تتقدم فيها الدبابات الإسرائيلية بعد، وهي مكتظة الآن بعشرات آلاف العائلات النازحة. وأضاف "كل ما نفعله طوال اليوم هو متابعة الأخبار في الراديوهات الصغيرة وعلى الإنترنت، بحثاً عن أمل، ونأمل أن يضغط بلينكن على نتنياهو ويقول له أن ما جرى يكفي. ونتأمل من فصائلنا أن يكون قرارها في مصلحة شعبنا الفلسطيني".
معارك خان يونس ومدينة غزة
وفي واحدة من أكبر المعارك في الحرب تقدمت الدبابات الإسرائيلية في الأسبوعين الماضيين في خان يونس، المدينة الرئيسة في الجنوب التي يأوي إليها بالفعل مئات آلاف الأشخاص الذين فروا من مناطق أخرى. وتجدد القتال في مدينة غزة، شمال القطاع، في مناطق كانت إسرائيل أعلنت أنها أخضعتها في الشهرين الأولين من الحرب.
وقال الجيش الإسرائيلي اليوم الإثنين إن قواته قتلت عشرات المسلحين الفلسطينيين في مناطق بشمال ووسط وجنوب قطاع غزة خلال الساعات الـ24 الماضية.
وذكر الفلسطينيون أن قتالاً عنيفاً اندلع في مدينة غزة، وخصوصاً في المناطق الغربية القريبة من ساحل البحر المتوسط التي تعرضت لقصف السفن الحربية الإسرائيلية.
وقال مسؤولو صحة فلسطينيون إنهم انتشلوا جثث 14 شخصاً قتلوا في غارة جوية على خان يونس خلال الليل، وأكدوا مراراً في الأيام الماضية أن رجال الإنقاذ غير قادرين على الوصول إلى كثير من القتلى والجرحى في المدينة.
وتقول سلطات غزة أن أكثر من 27 ألف فلسطيني تأكد مقتلهم في الهجوم الإسرائيلي، فيما تقبع جثث آلاف آخرين تحت الأنقاض. وتقول إسرائيل إنها قتلت 10 آلاف مسلح وفقدت 226 جندياً في القتال في غزة منذ هجمات "حماس" في السابع من أكتوبر.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
عواقب كارثية
وبعد أن أعلنت إسرائيل الأسبوع الماضي أنها تستعد لهجوم بري محتمل على رفح، قالت وكالات الإغاثة الدولية والأمم المتحدة إنها تخشى أن تكون العواقب الإنسانية كارثية بعدما لم يتبق مكان للسكان يفرون إليه.
ويخشى سكان غزة من أن يؤدي التوغل في رفح إلى إخراجهم من القطاع نهائياً إلى مصر التي ترفض أية محاولة لإجبارهم على العبور.
وقال مسؤول إسرائيلي لوكالة "رويترز" إن الجيش سينسق مع مصر ويبحث سبل إجلاء معظم النازحين شمالاً قبل أية عملية تمشيط برية في رفح.
ومن الممكن أن يحول اتفاق وقف إطلاق النار دون وقوع هذا الهجوم، ولكنه يعني تعليق العمليات العسكرية الإسرائيلية موقتاً من دون تحقيق هدفها المعلن بالقضاء على "حماس"، وقال بعض وزراء اليمين المتطرف في حكومة بنيامين نتنياهو إن الاستقالة أفضل من دعم هذا الاتفاق.
ويقول نتنياهو إنه ملتزم بتحقيق "النصر الكامل" وإن أي وقف للقتال لن يكون إلا بصورة موقتة ما دام مقاتلو "حماس" طلقاء. وتقول "حماس" إنها لن توافق على هدنة أو إطلاق سراح الرهائن إن لم تحصل على ضمانات بأن إسرائيل ستنسحب من غزة وتنهي الحرب.
وذكر رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية الأسبوع الماضي أنه سيسافر إلى القاهرة لتقديم رده على مقترح وقف إطلاق النار، لكن "حماس" لم تحدد موعداً لرحلته.
وقال مسؤول فلسطيني مطلع على المفاوضات لـ"رويترز" إن رد "حماس" قد يأتي "قريباً"، لكن الأمر متروك لبلينكن لحث نتنياهو على تقديم تنازلات من شأنها إتمام الاتفاق، وأضاف المسؤول في مقابلة عبر تطبيق للمراسلة "نتنياهو لا يريد وقف الحرب وهو فقط يبحث عن صفقة تبادل للإفراج عن الرهائن، هذا أقل مما يمكن لشعبنا أن يقبل به".
وتابع "’حماس‘ و’الجهاد الإسلامي‘ والفصائل الأخرى تطلب ضمانات بأن الاحتلال سيلتزم بإنهاء الحرب على قطاع غزة وبإخراج قواته من هناك، هذه هي مطالب رئيسة. باستطاعة الأميركيين أن يفرضوا قيوداً على نتنياهو إن أرادوا إنجاح الوساطة".
لجنة أممية لتقييم "حيادية" الأونروا
من جهة اخرى، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الاثنين إنشاء لجنة مستقلة مكلفة تقييم "حيادية" وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) والرد على الاتهامات التي استهدفت عدداً من موظفيها.
وأوضح بيان أن مجموعة التقييم هذه ستكون برئاسة وزيرة الخارجية الفرنسية السابقة كاترين كولونا بالتعاون مع ثلاثة مراكز أبحاث هي معهد "راوول والنبرغ" في السويد، ومعهد "ميكلسن" في النرويج، والمعهد الدنماركي لحقوق الإنسان.
وتتهم إسرائيل الأونروا بأنها "مخترقة بالكامل من قبل حماس" وبأن 12 من موظفيها البالغ عددهم 13 ألفاً في غزة ضالعون في الهجوم الذي شنته حركة حماس في السابع من أكتوبر.
وسيكون الهدف من لجنة التقييم التي أنشأها غوتيريش الاثنين "تحديد ما إذا كانت الوكالة تقوم بكل ما في وسعها لضمان حيادها والرد على الاتهامات بارتكاب انتهاكات خطرة حيثما كان ذلك مناسباً".
ومن المقرر أن ترفع اللجنة إلى غوتيريش بحلول نهاية مارس (آذار) المقبل، تقريراً أولياً ثم تقريراً نهائياً بحلول نهاية أبريل (نيسان)، يتوقع أن يقدم إذا لزم الأمر، توصيات "لتحسين وتعزيز" الآليات القائمة.
وأشار غوتيريش إلى أن الاتهامات الإسرائيلية "تأتي في وقت تعمل الأونروا وهي أهم منظمة للأمم المتحدة في المنطقة، في ظروف صعبة جداً لمساعدة سكان قطاع غزة وعددهم مليونان والذين يعتمدون عليها للاستمرار في ظل واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم وأكثرها تعقيداً".
وكتب وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس على منصة "إكس"، "تهانينا للأمم المتحدة على تشكيل لجنة التحقيق هذه"، معتبراً أنه "من الضروري كشف الحقيقة". وأضاف "سنقدّم كل الأدلّة التي تُظهر صلات الأونروا بالإرهاب وآثارها الضارة على الاستقرار الإقليمي. من الضروري أن تكشف هذه اللجنة الحقيقة".
غير أن اللجنة المستقلة ليست مكلفة التحقيق تحديداً بالاتهامات الإسرائيلية الموجهة إلى الموظفين الـ12، إذ إنها مهمة يتولاها مكتب خدمات الرقابة الداخلية في الأمم المتحدة.
من جهته، قال ستيفان دوجاريك الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، "نأمل أن تكون الجهات المانحة قد لاحظت الإجراءات السريعة التي اتخذها الأمين العام للاستجابة بشكل مباشر للمشاكل التي قد تنشأ"، مشيراً إلى عدم ورود معلومات حتى الآن عن جهات مانحة قد تكون تراجعت عن تعليق مساهماتها. وحثّ الدول الأخرى الأعضاء في الأمم المتحدة وغير المساهمة في ميزانية الأونروا على "أن تكون سخية وتبدي تضامناً".