Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الخسائر تطارد الذهب في مصر... تصحيح أم إحكام رقابة؟

تراجع المعدن الأصفر أكثر من 17 في المئة خلال 4 أيام

خيم هدوء حذر على السوق مع توقيف عدد من كبار التجار والمضاربين (أ ف ب)

ملخص

تراجع سعر الغرام عيار 21 الأكثر تداولاً في مصر إلى 112 دولاراً

بعد موجة من الارتفاعات القياسية غير المبررة عاد الذهب إلى الهبوط في السوق المصرية خلال التعاملات الأخيرة، وفي حين كان يربط عدد كبير من التجار بين ما تشهده السوق المصرية من تلاعب وربط التسعير بأسعار صرف الدولار في السوق السوداء، قال متعاملون إن التراجعات الأخيرة مرتبطة بصورة مباشرة بإحكام الرقابة على السوق وضبط عدد كبير من كبار التجار والمتلاعبين.

وفي تصريحات أمس الإثنين كشف رئيس شعبة الذهب بالاتحاد العام للغرف التجارية المصرية وصفي واصف عن تفاصيل تراجع سعر الذهب عيار 21 في الأسواق خلال الأيام الماضية، وقال إن خفض سعر الذهب الأسبوع الجاري كان بسبب إعلان توريد كميات كبيرة من الاستثمارات الأجنبية المباشرة في مشروع رأس الحكمة، وقرار "المركزي المصري" برفع سعر الفائدة وانخفاض أسعار الذهب في البورصات العالمية. وأوضح أن الحروب تؤثر في أسعار الذهب، إضافة إلى الأزمات الاقتصادية مثل نقص الدولار والتضارب في البورصات، مشيراً إلى أن سعر الذهب انخفض 700 جنيه (22.7 دولار) بعد تخطيه أربعة آلاف جنيه (129.6 دولار)، مضيفاً "الاستثمار في الذهب يحتاج إلى النفس الطويل".

موجة خسائر عنيفة تطارد الذهب في مصر

في التعاملات الأخيرة سيطر الهدوء الحذر على السوق مع استمرار عدد كبير من التجار وأصحاب المحال في التوقف عن البيع والشراء وعدم إعطاء أي أسعار بعد نزول الذهب بأكثر من 17 في المئة خلال 4 أيام فقط.

ووصل سعر الغرام من عيار 24 إلى 3970 جنيهاً (128.6 دولار)، بينما وصل سعر غرام الذهب من عيار 21 الأكثر تداولاً في السوق المصرية، إلى مستوى 3475 جنيهاً (112.6 دولار). من ناحية أخرى، وصل سعر غرام الذهب من عيار 18 إلى نحو 2979 جنيهاً (96.5 دولار)، بينما وصل سعر غرام الذهب من عيار 14 إلى 2220 جنيهاً (72 دولاراً)، ووصل سعر الجنيه الذهب إلى 27800 جنيهاً (901 دولار).

وقفزت جميع الأعيرة والجنيه الذهب بنسبة تتجاوز 21 في المئة، خلال أول 20 يوماً فقط من العام الحالي 2024، إذ صعد سعر الغرام عيار 18 من مستوى 2721 جنيهاً (88.2 دولار) في بداية عام 2024 إلى نحو 3300 جنيه (107 دولارات)، وقفز سعر الغرام عيار 21، وهو الأكثر تداولاً في السوق المصرية من مستوى 3170 جنيهاً (102.7 دولار) في نهاية تعاملات 2023 إلى نحو 3855 جنيهاً (125 دولاراً).

وصعد سعر الغرام عيار 24 من مستوى 3629 جنيهاً (117.6 دولار) في نهاية 2023 إلى نحو 4400 جنيه (142.6 دولار)، وأخيراً، سجل الجنيه الذهب ارتفاعاً من مستوى 25400 جنيه (823 دولاراً) إلى نحو 30840 جنيهاً (1000 دولار).

عالمياً، تراجع سعر أونصة الذهب بنسبة 2.3 في المئة منذ بداية عام 2024 وحتى التعاملات الأخيرة.

وكانت شعبة الذهب التابعة لغرفة الصناعات المعدنية باتحاد الصناعات المصرية قالت إن أسعار الذهب الحالية المتداولة بالأسواق غير حقيقية بعد أن شهدت الأسعار ارتفاعات كبيرة خلال الأيام الماضية، وقالت إن الأسعار الحالية للذهب لا تعبر بأي صورة من الصور عن الأسعار التي يجب أن تكون عليها في الحقيقة، والتي جاءت بسبب تدافع المواطنين لشراء الذهب، مطالبة بتوخي الحذر في عمليات شراء الذهب في التوقيت الحالي، والتي تشهد عمليات مضاربة خارجة عن قواعد السوق.

من جانبه، قال عضو شعبة الذهب نادي نجيب إن هناك توقفاً في عملية تسعير الذهب وحركة البيع والشراء في سوق الصاغة، وأن توقف تسعير الذهب يرجع لتذبذب سعر الدولار أمام الجنيه في السوق الموازية ووجود مضاربات بالسوق، وهو ما يضطر الجميع إلى وقف حركة البيع والشراء لعدم معرفة السعر الحقيقي ولحين استقرار سعر الدولار.

كيف تتحرك أسعار المعدن النفيس عالمياً؟

عالمياً، يتوقع بنك "يو بي أس" ارتفاع الذهب والفضة خلال 2024، على خلفية التوقعات ببدء بنك الاحتياط الفيدرالي خفض أسعار الفائدة. ووفق مذكرة بحثية حديثة، رجح استراتيجي العملات النفيسة لدى البنك جوني تيفيز أن يدفع خفض "الفيدرالي" أسعار الفائدة جنباً إلى جنب مع ضعف الدولار، الذهب للارتفاع، متوقعاً أن يصل المعدن الأصفر إلى 2200 دولار للأوقية بنهاية العام الحالي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

المعروف أن العلاقة بين أسعار الذهب ومعدلات الفائدة عكسية، فعندما تتراجع أسعار الفائدة، يصبح المعدن الأصفر أكثر جاذبية مقارنة بالاستثمارات البديلة مثل السندات، والتي ستدر عائدات أقل في ظل بيئة أسعار الفائدة المنخفضة، إضافة إلى ذلك، يجعل تراجع الدولار الذهب أقل كلفة بالنسبة إلى حاملي العملات الأخرى، مما يعزز الطلب عليه.

وارتفعت جاذبية المعدن الأصفر باعتباره أحد أصول الملاذ الآمن منذ اندلاع حرب إسرائيل و"حماس" في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، مما أسهم في تسجيل الذهب أعلى مستوياته على الإطلاق عند مستوى 2100 دولار للأوقية خلال تعاملات الشهر الماضي.

ويرجح تيفيز أن يبدأ المستثمرون في زيادة مخصصات الذهب في بيئة مليئة بعدم اليقين في شأن الاقتصاد الكلي والأخطار الجيوسياسية، وذكر أن التوقعات في شأن الفضة متفائلة هي الأخرى، إذ يتوقع أداءً متفوقاً في ظل سيناريو خفض "الفيدرالي" أسعار الفائدة.

يذكر أن أداء الفضة وثيق الصلة بقوة الاقتصاد بوجه عام جراء استخداماتها واسعة النطاق في الصناعة، إذ تدخل في صناعة السيارات والمجوهرات والإلكترونيات والألواح الشمسية، وسجل الذهب في آخر التعاملات مستوى 2052 دولاراً للأوقية في حين سجلت الفضة 22.69 دولار للأوقية.

وفي سوق العملات ارتفع الدولار لأعلى مستوياته في نحو 3 أشهر أمام العملات الرئيسة الأخرى مع تقليص المتداولين رهاناتهم في شأن الخفض الكبير لأسعار الفائدة الأميركية، وأعاد المتداولون تقييم خفض الفيدرالي أسعار الفائدة عقب قوة بيانات الوظائف الأميركية الصادرة الجمعة الماضي، والتي تجاوزت التوقعات ودفعت عائدات سندات الخزانة للارتفاع وعززت العملة الخضراء.

وارتفع مؤشر الدولار الذي يقيس العملة الخضراء أمام سلة من العملات إلى 104.3، وهو أعلى مستوياته منذ الـ17 من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وصعد في آخر التعاملات بنسبة 0.21 في المئة إلى 104.27، وواصلت عائدات سندات الخزانة ارتفاعها، أمس الإثنين، بعد أن قال رئيس "الفيدرالي" جيروم باول إن البنك المركزي قد يحتاج بعض الوقت قبل خفض أسعار الفائدة. وارتفعت عائدات السندات لأجل عامين بمقدار 6 نقاط أساس، إلى 4.433 في المئة بعد قفزتها 18 نقطة أساس، الجمعة الماضي.

اقرأ المزيد