بعد غياب عامين عن السينما، تعود الممثلة إلهام شاهين عبر فيلمين جديدين، ستباشر بالتحضير لهما خلال الفترة القريبة المقبلة، وتؤكد أن فترة سنتين ليست بالفترة الطويلة، وتضيف "آخر أعمالي كان فيلم "يوم للستات" الذي شارك العام الماضي في افتتاح مهرجان بيروت في سينما المرأة، كما أنه شارك في 20 مهرجاناً وفاز بـ 30 جائزة. ربما أقدم فيلماً كل سنتين أو ثلاث سنوات، لأنني لا أوفّق كل سنة بفيلم أو مسلسل يناسبانني، وهذه المسألة ليست سهلة. بعد تجربتي الطويلة ونجاحي، ولكي أحافظ على القيمة التي وصلت إليها عند الجمهور، يجب أن تكون الاختيارات على مستوى عال، وهذا يعدّ التطور الطبيعي بالنسبة إلى الفنان، لأن كل دور يكون جديداً في مرحلة البدايات، وأنا قدمت معظم الأدوار وفيلم "يوم للستات" هو الرقم 100 في حياتي، وإذا لم أعثر على دور مميز فلن أوجد لمجرد الوجود لأنني تجاوزت هذه المرحلة منذ فترة بعيدة".
حظر تجوّل
وعلى الرغم من سيطرة أفلام الكوميديا والحركة على السينما المصرية، لكن شاهين تقول إنه لا تزال توجد مواضيع ترضي ذوقها الفني وتضيف "في بداية أكتوبر (تشرين الأول) سأباشر بالتحضير لفيلم جديد بعنوان "حظر تجول" من تأليف أمير رمسيس وإخراجه وأنا راضية عنه جداً نظراً لأهمية موضوعه الاجتماعي، وتدور أحداثه في فترة حظر التجول في شوارع مصر، ومن بعده أحضّر لفيلم آخر بعنوان "عزبة جهنم" كتابة سيّد فؤاد وإخراج عمر عبد العزيز".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وعما إذا كانت تجد أن الفنان يكون مجبراً أحياناً على أن ينتج أعماله بنفسه، لكي يتمكن من تقديم ما يرضيه، توضح" كلا، بل المسألة تتعلق بالمزاج. عندما يعجبني موضوع معين، لا يُقبل عليه المنتجون لأن موضوعه فني جداً وليس تجارياً ولا يعود عليهم بالمال الوفير، فإنني أنتجه على حسابي ومن أجل السينما لأنها هي التي صنعت كل شيء في حياتي، وأعتبره نوعاً من ردّ الجميل لها".
مكسب أدبي
إلى ذلك، ترى شاهين أن بعض هذه الأفلام يحقق مردوداً مادياً محدوداً، وبعضها الآخر يمكن ألا يحقق أي مردود مادي، ولكنها مستعدة لتحمل الخسارة، وتضيف "أعتبر أنني كممثلة شاركت فيه من دون أجر، وهذا لا يهمني لأن المكسب الأدبي هو الذي يعنيني في الدرجة الأولى. لكنني لا يمكن أن أنتج على حسابي مواضيع تجارية، والفيلمان الجديدان اللذان سأصورهما لن يكونا من إنتاجي، ووجدت من يتحمس لإنتاج هذه النوعية من الأفلام".
من ناحية أخرى، أشارت شاهين إلى أنها تتوقف كثيراً عند تكريمها، عند الجهة التي تقوم بمثل هذه الخطوة، وتوضح "أحياناً يأتي من شركات ونوادٍ وجمعيات، لكنني لا ألتفت إليها وأعتذر عنها. التكريم هو بمثابة تقدير لي ولمسيرتي ويفرحني كما يفرح أي فنان".
وعن موقفها من الدراما التلفزيونية كمشاهدة وكممثلة، قالت "كممثلة لن أوجد فيها بسهولة، ولكنني أتابعها إلى حدٍّ ما. ثمة تغيير في شكل الدراما التلفزيونية، ولن تكون هناك بعد الآن مسلسلات اجتماعية كـ "ليالي الحلمية" مثلاً، وبعض المواضيع لن تتكرر. الدراما التلفزيونية أصبحت شبيهة بالدراما السينمائية، فيها إثارة ورعب وتشويق، أما الدراما الاجتماعية التي تعكس حياتنا اليومية فلم يعد لها وجود على الشاشة الصغيرة".
أجيال ومواضيع
وعن سبب غياب المواضيع الاجتماعية عن الشاشات، اعتبرت شاهين أن الكتّاب الجدد فكرهم مختلف وهم أكثر ميلاً لكتابة المواضيع التي فيها إثارة وحركة، وعقّبت "كل جيل له مواضيعه، والكتّاب الكبار رحل بعضهم عن هذه الحياة وبعضهم الآخر توقف عن الكتابة لأنه يرفض الدخول في هذا السباق، ويعتبر أن قيمته أكبر".
وعن الفرق بين تجربتها وتجربتيّ يسرا أو عادل إمام اللذين يوجدان بشكل شبه سنوي في الدراما التلفزيونية، أوضحت "الدراما تضم فنانين من كل الأجيال، وأنا لم أقل إن جيلنا أو الجيل الذي سبقنا ابتعد، بل كنت أتحدث عن تجربتي، وعندما أجد الموضوع الذي يستحق أن أوجد فيه فسأفعل. المسلسل يحتاج إلى مجهود كبير ويتطلب تصويره أشهراً عدة، ويجب أن أقتنع تماماً بالدور الذي ألعبه. في السابق كنت أختار بين أحسن الموجود، وكنت أقبل بدور مقتنعة به بنسبة 60 في المئة أو 70 في المئة، بينما اليوم إذا لم أقتنع 100 في المئة فلا يمكن أن أقبل به. كل النجوم الكبار والشباب، قدموا أعمالاً مهمة ومميزة وإلى جانبها أعمالاً أقل أهمية وتميزاً".
فوق مستوى الشبهات
وعن رأيها بالأعمال التي تقدمها يسرا وغادة عبد الرازق وعادل إمام الذين يحرصون على الوجود سنوياً في الدراما التلفزيونية، قالت "أحببت دور يسرا كثيراً في مسلسل "فوق مستوى الشبهات" ولكن المسلسل الذي قدمته بعده ولعبت فيه دور "شغّالة" لم أحبه أبداً. أنا أتابع أعمال يسرا لأنني أحبها، ويمكن أي فنان أن يقدم في سنة ما، عملاً عظيماً جداً، وآخر عادياً في السنة التي تليها وهذا الأمر يمكن أن يحصل مع كل النجوم".
وعما إذا كانت شروطها على مستوى العمل أصعب من شروط غيرها من النجوم، تجيب "هي ليست أصعب ولكنني لست "متكالبة" على العمل، بل أعمل بمزاج".
وأكدت شاهين أن الفن أعطاها كل ما تريده، وقالت "حققت نجاحات كبيرة، وصنعت اسماً ومكانة فنية، وحصدت أكثر من 50 جائزة. يوجد في بيتي أكثر من 100 تكريم وجائزة من مختلف أنحاء العالم. أنا حققت كل ما كنت أحلم به. عندما كنت صغيرة كنت أُسأل دائماً "بماذا تحلمين؟"، وكنت أجيب "أن أقدم 100 فيلم" وكنت أظن أنه أمر بعيد المنال ولكنه تحقق مع فيلمي الأخير "يوم للستات".
شاهين أشارت إلى أنه لم تعد لديها أحلام فنية كبيرة بل أكثر ما يهمها هو الحفاظ على ما وصلت عليه، مشيرة إلى أن الخط البياني لن يعلو أكثر مما هو عليه اليوم. وفي المقابل أكدت أن الفن لم يحرمها من شيء "كل قراراتي أخذتها بكامل إرادتي، والفن لم يفرض عليّ شيئاً. أنا اخترت أسلوب حياتي ونوعية فني، وأنا ضد من يقول إنه ضحى بحياته الزوجية من أجل الفن، لأن هناك الكثير من الفنانين المتزوجين، وهم فنانون كبار، وأيضاً ضد من تقول إنها ضحت بالأمومة من أجل الفن، لأن هناك الكثير من الفنانات الأمهات حققنَ نجاحات كبيرة. الحياة عبارة عن اختيارات وأي مهنة يجب أن نهتم بها وأن نتعب من أجلها لكي نحقق النجاح. الفن لا يأخذ شيئاً من الفنان بل هو حرّ في اختيار ما يناسبه".
ذكاء خارق
ولأن القرارات قد لا تكون صائبة دائماً، أوضحت شاهين "نحن لسنا ملائكة ولا نملك ذكاء خارقاً، لكي تكون كل اختياراتنا صحيحة، بل كلنا معرضون للوقوع في الخطأ. الصح نسبي، وما أجده صحيحاً قد لا يجده الآخرون كذلك".
وعن القرارات الخاطئة التي تعتبر أنها انعكست سلباً على حياتها، أجابت شاهين "أنا لا أندم على أي شيء فعلته في حياتي، لأني استفدت من الصح كما من الخطأ، وكان حصول الخطأ عادياً في ذلك التوقيت. عندما أشاهد بعض أعمالي أقول "لماذا كنت على عجلة من أمري في بداياتي ولماذا شاركت في 10 أفلام سنوياً، لأنه كان بينها أربعة أو خمسة أعمال جيدة جداً والبقية أقل جودة، وكان يجب أن أكتفي بالأعمال المميّزة، ولكن هذا الأمر كان يحتاج إلى النضج الذي أتحدث به اليوم، لكن في ذلك الوقت، كنت سعيدة بها".
وهل هذا يعني أنها نادمة على بعض أفلامها؟ تجيب "أبدأ، ولكن لا شك في أن هناك أفلاماً أهم من غيرها، ولا يمكن أن تكون الـ 100 فيلم كلها عظيمة".
وقالت شاهين إن أهم أفلامها التي حصدت جوائز وشاركت في المهرجانات، آخر أفلامي "يوم للستات" الذي شارك فيه 10 نجوم ونجمات من مصر وحقق نجاحاً غير عادي في المهرجانات، وقبله فيلم "خلطة فوزية"، ودوري فيه هو أكثر دور أحببته في حياتي، لأن أفكار الشخصية تشبه أفكاري، كالبساطة وحب الناس ومساعدتهم والوقوف إلى جانبهم في الفرح والحزن، وقبلهما فيلم "الرغبة" المأخوذة قصته عن الأدب العالمي وهو من توقيع المخرج العظيم علي بدرخان، وهناك أيضاً فيلم "يا دنيا يا غرامي" للمخرج بدري أحمد علي في أولى تجاربه الإخراجية، وتشاركت في بطولته مع هالة صدقي، وكنا ثلاث صديقات على الشاشة وفي الحياة".