سعى معرض القاهرة للكتاب في دورته الخامسة والخمسين إلى ترسيخ هوية عالمية، وهو الهدف الذي يعمل له منذ دوراته السابقة. وقد حضرت في هذه الدورة أسماء عالمية، على نحو غير مسبوق، لجهة زَخَم هذا الحضور وتنوعه، وما ارتبط به من نقاشات تطرَّقت إلى الكثير من القضايا المرتبطة براهن النشر ومستقبله، والترجمة باعتبارها جسراً للتواصل الإنساني، وحال الثقافة العربية وإمكانات حضورها عالمياً، والتحديات التي تواجهها الآداب والفنون في ظل التطور المتسارع لتقنيات الذكاء الاصطناعي. وحضرت القضية الفلسطينية، في ندوات عدة، فضلًا عن تخصيص اتحاد الناشرين العرب جناحاً رسمياً لدولة فلسطين. وكان حضور مملكة النرويج (ضيف الشرف)، ثرياًّ، بحرص كتاب وأكاديميين بارزين على المشاركة في ندوات عقدت في جناح خاص، في سياق برنامج حافل بفعاليات متنوعة استقطبت جمهوراً نوعياً. وعلى الرغم من عدم حضور يون فوسه الفائز بجائزة نوبل العام الماضي بشخصه (تمَّ بثُ رسالة فيديو منه لجمهور المعرض)، فإن عدداً من دور النشر شارك في هذه الدورة بأعمال له مترجمة سواء من النرويجية مباشرة أو عبر لغة وسيطة، إلى اللغة العربية، علماً أن إصداراته في الشعر والمسرح والرواية تحاوزت 70 كتاباً. كما لاقى حضور إسبانيا وإيطاليا والصين والهند والمكسيك وسيريلانكا وبنغلاديش وهولندا وألماني والتشيك، ضمن فعاليات البرنامج الثقافي، اهتماماً ملحوظاً من جانب شريحة واسعة من جمهور المعرض.
وكان الحضور العربي أيضاً لافتاً، في سياق البرنامج نفسه، فضلاً عن تمثيله بعدد كبير من دور النشر، التي توزَّعت على أربع صالات ضخمة، إضافة إلى صالة خامسة، جرى تخصيصها لمعرض الطفل. وشهدت هذه الدورة كذلك احتفاءً ملحوظاً بذكرى طه حسين، لمناسبة مرور خمسين عاماً على رحيله. وفي هذا السياق أطلقت الهيئة المصرية العامة للكتاب، وهي الجهة المنظمة للمعرض، مشروع "استعادة طه حسين"، والذي يستهدف إعادة نشر كتبه، وكتبٍ شارك آخرين في تأليفها، إضافة إلى الكتب التي تناولت مشروعه الفكري وأعماله الأدبية. وأصدرت الهيئة في سياق هذا المشروع 17 كتاباً؛ "أضاءت على وجوه طه حسين التي لا يعرفها الكثيرون، ومنها أنه كان معرِباً، وليس مترجماً، وأنه شارك أخرين في تأليف الكتب مثل مصطفى مشرَّفة، ومحمد كرد علي"، بحسب تصريح رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب أحمد بهي الدين. كما تضَّمن البرنامج الثقافي لهذه الدورة "مؤتمر استعادة طه حسين"، بإشراف رئيس قسم اللغة العربية في كلية الآداب – جامعة القاهرة، سامي سليمان، والذي استهدف تسليط الضوء على منجز عميد الأدب العربي. وخلال هذا المؤتمر جرى الإعلان عن أن جامعة القاهرة أنشأت جائزة باسم طه حسين، وأنها خصصت العام الدراسي الحالي للاحتفاء به، عبر مبادرات عدة، منها مشروع "اقرأ" المخصّص لدراسة كتب طه حسين؛ "ليتعرف الشباب على طبيعة الشخصية الفذَّة التي ألَّفتها، وعلى مناهجها"، بحسب تصريح نائب رئيس الجامعة عبد الله التطاوي.
جسر تواصل
وقال رئيس مركز أبوظبي للغة العربية علي بن تميم، خلال مشاركته في إحدى ندوات البرنامج الثقافي للمعرض، إنه متفائل بمستقبل الثقافة العربية، معرباً عن فخره بالانتماء إلى تلك الثقافة وما تنطوي عليه من قيم نبيلة واستعداد للانفتاح على الآخر والتحاور معه بندية. ورأى أنّ من دون الاهتمام بالثقافة العربية؛ "لا نستطيع – نحن العرب - الذهاب إلى المستقبل". ودعا في هذا الصدد إلى إطلاق مشاريع ومبادرات تحفز على القراءة". ومن جانبه أكد المدير العام لمعهد العالم العربي في باريس الشاعر العراقي شوقي عبد الأمير، أنه بعد سفره للإقامة في باريس اكتشف أن اللغة العربية تتمتع بجماليات تفوق نظيرتيها الفرنسية والإنجليزية، ومن ذلك كثرة الأفعال، كما أن الاستعارة في العربية أسهل وكأنها مثل المياه. وقال إنه حاول بالدراسة الاستفادة من هذه الجماليات في شعره.
وخلال إحدى جلسات الدورة الثالثة لمؤتمر "الترجمة من العربية وإليها جسر الحضارات"، ضِمْن البرنامج المهني للمعرض، قال المترجم عن الصينية أحمد السعيد، إن "مجموعة بيت الحكمة" التي يتولى إدارتها، نشرت ألف كتاب مترجماً من الصينية إلى العربية في مجالات متنوعة، وترجمت 50 كتاباً فقط من العربية إلى الصينية. وأوضح أن قلة هذا العدد؛ "ترجع إلى أننا مؤسسة تقوم على الجهد الذاتي". وأعرب الشاعر الصيني ذاو ليهونج عن عدم إيمانه بفعالية ترجمة الشعر بسبب صعوبة نقل الحالة الشعرية من لغتها الأم. لكنه لاحظ إقبالاً على ما صدر من أعماله مترجماً إلى العربية، مشيراً إلى أنه قرأ شعراً عربياً قديماً في الصين، وأنه سعيد بأن واتته الفرصة ليتعرف على قامات شعرية كبيرة في معرض القاهرة. وتمنى أن تترجم أعمالهم إلى الصينية ليتمكن من التعرف بشكل أفضل على الثقافة العربية وحركتها الشعرية. وتحدثت العُمانية جوخة الحارثي عن ترجمتها لأشعار عربية قديمة إلى الإنجليزية، مشيرة إلى صعوبة هذه المهمة، خاصة عند التعامل مع شعر يحمل معاني عميقة.
وذكر المترجم الألماني كريستين يونغه أن نسبة الترجمة من العربية إلى الألمانية تبلغ 3 في المئة فقط، في حين يصل معدل الترجمة من اللغة الإنجليزية إلى 70 في المئة من إجمالي الترجمات من لغات مختلفة. وأوضح أن هذا النسبة المنخفضة لا تعكس الدور المهم الذي يلعبه العرب في عالم الترجمة. وفي سياق متصل، كشف يونغه أن من أعمال نجيب محفوظ هي من الأكثر ترجمة إلى الألمانية، خصوصاً عقب فوزه بجائزة نوبل، تليها "ألف ليلة وليلة". وقال المترجم المصري مارك مجدي إن حركة الترجمة في مصر ليست لها استراتيجية واضحة. وأضاف أن "المشروع القومي للترجمة"، الذي أطلقه جابر عصفور، حدّد ميزانية للترجمة وأسّس مؤسسة للعمل في هذا المجال، ولكنها لم تنتج حتى الآن سوى أقل من 4000 كتاب. واشتكى مجدي من أن المترجم المصري يحصل على أجور أقل بكثير، مقارنة بزملائه في الشرق الأوسط. وطالب بإنشاء اتحاد أو نقابة أو رابطة للمترجمين، لرعاية حقوقهم، وأن تحدد وزارة الثقافة أهدافاً واضحة للمركز القومي للترجمة.
الذكاء الاصطناعي
وذهب خبير المعلوماتية وزير التعليم المصري السابق يسري الجمل إلى أن موضوع المعرفة والذكاء الاصطناعي، اكتسب أهمية ملحوظة بعد صدور تطبيق "شات جي بي" الذي وصل عدد مستخدميه إلى 100 مليون في شهرين. وتابع خلال إحدى جلسات مؤتمر "آفاق الذكاء الاصطناعي وصناعة المعرفة"، أن هناك حاليا حوالي 10 منصات تقدم تطبيقات الذكاء الاصطناعي بعدة لغات في مجالات مختلفة، من سلبياتها هدم الخصوصية وعدم دقة البيانات أحياناً. ومن هنا طرح رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب السؤال التالي: هل يمكن أن يحل الذكاء الاصطناعي محل المبدع والمؤلف وهل يمكن أن تتخلى صناعة النشر عن الإنسان؟ وقال خبير النشر أحمد بدير إن استخدام الذكاء الاصطناعي في الشركة التي يعمل فيها "أصبح جزءً من صميم أعمالها"، مؤكدا أنه ليس سيئًا أن يستعين الكاتب بالذكاء الاصطناعي في البحث والحصول على معلومات تخدم عمله الإبداعي. وخلال جلسة تحت عنوان "تأثير الذكاء الاصطناعي على الوظائف في صناعة النشر"، لاحظ خبير الفنون الرقمية أشرف مهدي اتجاهاً متزايداً نحو الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في تصميم أغلفة الكتب، ومن ثم قد ينتهي الأمر إلى الاستغناء عن فناني هذا المجال. وأوضح، أن هناك أشياء مبهرة ومميزة في الذكاء الاصطناعي، لكن التجارة والصناعة ستتخلى عن العديد من الوظائف، وقال إنه تمت كتابة كل محتويات العرض الذي قدمه في بداية مداخلته بواسطة الذكاء الاصطناعي، "ولذلك كل المعلومات مليئة بالإيجابيات، وأنا كفنان وأكاديمي أعلن خوفي الشديد على هذا الفن المهم، وأرجو من الناشرين عدم الانسياق وراء هذه الصيحة أو الموضة، فالتميز لن يكون موجودا بالمرة، الجميع متشابهون، ولا بد من الحذر الشديد في التعامل مع الذكاء الاصطناعي، وترويضه بشكل يبقي على تفرد الفنان وتميزه واختلافه وحتى خطأه".
حضور دولي
وخلال ندوة "الإبداع الأدبي العربي في عيون فرنسية"، شدد ريشار جاكمون، على أن "الترجمة إبداع مواز للنص الأصلي، ومهما حدث من تقدم في تقنيات الذكاء الاصطناعي، في هذا المجال، فإن الترجمة الأدبية ستظل أمراً مختلفاً تماماً عن أي ترجمة روتينية". وفي ندوة أخرى، أعرب الكاتب الهولندي غاب روبن عن سعادته بترجمة روايته "نصف آخر... نصف ديناصور"، إلى العربية (دار العربي للنشر)، بعدما ترجمت من قبل إلى أكثر من 15 لغة. وفي سياق مختلف، تحدث رئيس "جمعية أصدقاء دانتي"، ريكاردو سترنوتي، عن "الكوميديا الإلهية" وعلاقتها بالثقافة العربية والإسلامية، واعتبرها جسراً ثقافياً بين مصر وإيطاليا وإسبانيا. وتحدثت الكاتبة كارمن رويث عن "إسبانيا والثقافة العربية"، وعبَّرت عن تعاطفها مع القضية الفلسطينية، وقالت إنها سعيدة لوجودها في القاهرة على مسافة قليلة من فلسطين. وأضافت: "في اليوم نفسه الذي ركبت فيه الطائرة من مدريد، كانت هناك تظاهرة كبيرة مؤيدة لفلسطين". وحاضرت نينا ماري إيفينسن حول أعمال هنريك إبسن، وفي صدارتها مسرحية "بيت الدمية"، التي كُتبت حولها 35 ألف دراسة نقدية ومقالة بـ 48 لغة مختلفة.
وعبَّر الشاعر المكسيكي خوان أرماندو روخاس (عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة أوهايو في أميركا)، عن سعادته بتداول أعمال لكتاب من أميركا اللاتينية في مصر والدول العربية. وأوضح أن انتشار الثقافة العربية في أوروبا والعالم، يحتاج إلى مجهود أكبر من دور النشر العربية. وقال شوقي عبد الأمير أشار إلى أنه لم ينظر إلى فرنسا كدولة مستعمرة، حيث وجد أن الناس في باريس، خاصة المثقفين، كانوا يعارضون سياسات بلادهم الاستعمارية. وأكد أن الأدب هو عالم مستقل لا يخضع للسياسة، مشددًا على فصله بين العبقرية الإبداعية والأفكار السياسية. واحتفل الكاتب والدبلوماسي الألباني بسنيك مصطافح بترجمة ثلاث روايات له إلى العربية، وتحدث عن تأثر بلاده من دخلها الأتراك في العام 1400م بالهوية الإسلامية وما أحدثته من تحول ديني كبير. وقال إنه على الرغم من إجادته للغة الفرنسية إلا أنه ظلَّ حريصاً على ألا يكتب سوى بالألبانية.
واستضاف الصالون الثقافي، ضمن محور مشروعات السرد العربي، ندوة حول الكاتب الفلسطيني الراحل إميل حبيبي (1929 – 1996) ولاحظ الكاتب المصري محمد إبراهيم طه أن حبيبي؛ بعد تفكيك الاتحاد السوفيتي في مطلع التسعينيات، أعاد حبيبي النظر في بعض المسلمات النظرية، واستقال من المؤسسات الحزبية. وأوضح الكاتب الفلسطيني رجب أبو سرية، أن حبيبي كان وسط رموز أدب المقاومة، ومنهم محمود درويش وسميح القاسم، متفرداً، بما أنه كان قاصاً وروائياً ومسرحياً؛ وليس شاعراً فقط. وأوضح أن حبيبي كان منشغلاً بالفلسطيني الذي بقي في البلاد بعد الاحتلال: هل يتعايش أم يهاجر؟ ورأت الناقدة فاطمة الصعيدي أن اميل حبيبي اهتم بالوظيفة التفسيرية للغة، وبالهوامش التي تضيف بعداً معرفياً لأدبه، كما كان يترجم لبعض الشخصيات التي يضمنها رواياته مثل أسامة بن منقذ، وابن جبير ورحلته، وكأنه يريد تمام المعرفة لقارئ أعماله.
واشتمل البرنامج الثقافي كذلك على أنشطة عدة في سياق الحضور الفلسطيني، منها ندوات "دور مصر في القضية الفلسطينية"، بالتعاون مع المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، وندوة "مستقبليات الوضع الفلسطيني الراهن"، بالتعاون مع تنسيقية شباب الأحزاب، وندوة "القضية الفلسطينية وعلاقتها بالأمن القومي المصري من وعد بلفور إلى طوفان الأقصى". واشتملت تلك الفعاليات عرضاً لكورال أطفال فلسطين، ومعرضاً تحت عنوان "فلسطين في عيون أطفال مصر"، و"ورش تلوين المسجد الأقصى"، ورسماً على الوجوه "علم فلسطين"، وورشة للخط العربي عنوانها "في حب فلسطين"، وورشة حكي بعنوان "فلسطين العربية"، ولقاءً حول كتاب "القدس" للكاتبة صفية إسماعيل.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ونافس الحضور الإيطالي نظيره النرويجي، لجهة المشاركة الكثيفة في فعاليات البرنامج الثقافي للمعرض. وفي إحدى هذه الفعاليات سئلت الشاعرة والمترجمة الإيطالية لوتشيلا ترابازوا عما إذا كانت هي وغيرها من الشعراء الأوروبيين مهتمين بتبعات العدوان المستمر على قطاع غزة، فقالت: "لا يمكنني التحدث نيابةً عن جميع شعراء أوروبا، ولكن نتيجة للقاءاتي مع العديد من الشعراء الأجانب، وجدت أنه يمكنني الكتابة عن الحرب على غزة". وأضافت: "أجمع بين الترجمة واحتراف الشعر مع موهبة الرسم، وسبق أن أنجزت لوحة فنية حول ما يحدث في سوريا، وأعتقد أن الاستعمار هو المسؤول الأول عما يحدث في العالم. كوني أوروبية، أحمل هذا العبء الذي يدفعني للتساؤل: لماذا يحدث كل هذا؟ لماذا سُرِقَت أحلام العالم من قبل الأوروبيين؟ والسؤال الذي يشغلني الآن هو: هل يمكن للشعر تغيير العالم؟ في ظني، لا".
ولع بالشرق
وخلال فعالية أخرى، تحدث الروائي الإيطالي كارلو فيتش عن انعكاس ولع ليوناردو دافنشي بالشرق، على كثير من لوحاته، مشيراً إلى رسالة بخط يده (محفوظة في تركيا) كان قد أرسلها للسلطان العثماني في ذلك الوقت، يطلب فيها أن يسمح له بالعمل في خدمته. وتناولت الفعالية رواية كارلو فيتش "ابتسامة كاترين"، والتي تتكئ على وثيقة عُثِر عليها في بيت أحد النبلاء، تخص تحرير عبدة قوقازية تدعى "كاترين"، ستصبح لاحقاً أم ليوناردو دافنشي. وتتابع الرواية رحلة كاترين التي بدأت من البحر الأسود، ومرت بالقسطنطينية، ثم البندقية وفلورنس، في سياق يمزج بين التأريخ والتخييل، ليؤكد أن صاحب "الموناليزا"، تجري في عروقه دماء شرقية!
وفي ندوة أخرى قال الشاعر الألماني تويباس بوركهارت: "الشعر عندي مثل ما ذهب إليه الشاعر العربي أبو تمام: نظرة وهفوة، أقصد هنا الاختزال والتكثيف"، وأضاف بوركهارت: "تكويني النفسي والذاتي هو ألماني خام، وتأثرت بفلسفة أميركا اللاتينية نتيجة العيش هناك، حيث الأفكار التي يتم تسريبها في قصيدتي". وعما يدفعه إلى كتابة الشعر، قال بوركهارت: "أحيانا أكون مدفوعاً بالاختلاف والخبرات المختلفة، وقد تأتي القصيدة عبر قراءة العالم وتأملاتي اليومية فيما يدور حولنا، ليس هناك شيء واحد يدفعني لكتابة القصيدة، فهناك الكثير من الأشياء التي تعمل على ذلك، فالإلهام يأتي عفوياً وتلقائياً". وتابع: "أكتب باللغتين الإسبانية والألمانية، والثقافة البابلية تتحرك بين تلك اللغتين، فالثقافة الإنسانية مترابطة، والثقافة البابلية غنية بمفاهيمها عن الإنسانية".
وأخيراً، فإن جمهور هذه الدورة فاق أربعة ملايين زائر، في الفترة من 25 يناير إلى 4 فبراير، وشهدت قاعات الندوات والأمسيات الشعرية إقبالاً ملحوظاً، توازى مع إقبال على شراء الكتب، خصوصاً تلك التي تباع بأسعار في متناول غالبية ذلك الجمهور، ومنها إصدارات الهيئة العامة لقصور الثقافة والهيئة العامة للكتاب، اللتين تنافستا هذه الدورة على عرض الكثير من كتب طه حسين، والتي كانت بين الأكثر مبيعاً في نطاق الأجنحة التابعة لوزارة الثقافة المصرية ومنها كذلك جناح المركز القومي للترجمة.