ملخص
يُشخص عشرات آلاف الأشخاص بالإصابة بمرض السرطان أثناء خضوعهم لفحوصات مرتبطة بمسائل أخرى
يُشخص عشرات آلاف الأشخاص بالإصابة بمرض السرطان أثناء خضوعهم لفحوصات مرتبطة بمسائل أخرى تماماً كما حصل مع الملك تشارلز.
وأظهرت الأرقام الأخيرة أن أكثر من 27 ألف شخص خضعوا لعلاج السرطان على حساب هيئة الخدمات الصحية الوطنية بعد أن علموا عن إصابتهم بالمرض في إطار ما يُطلق عليه اسم "التشخيص العرضي" incidental diagnosis وهي الحالات التي يُكشف فيها عن السرطان خلال الخضوع للفحص أو العلاج لمسألة أخرى.
ويوم الاثنين، أعلن قصر باكنغهام عن تشخيص إصابة الملك تشارلز بأحد أنواع السرطان وبأنه سيؤجل مهامه وواجباته العامة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وكان تشارلز، 75 سنة، قد أمضى ثلاث ليال في مستشفى خاص في لندن الشهر الماضي بعد خضوعه لعملية تصحيحية لتضخم البروستات.
وليس تشخيصه هذا مرتبطاً بالجراحة التي خضع لها أخيراً، كما أعلن المسؤولون بأنه لا يخضع لعلاج مرتبط بسرطان البروستات.
وفي سياقٍ متصل، يظهر السرطان العرضي بشكلٍ أكثر شيوعاً لدى المرضى المتقدمين في السن والذين يخضعون لفحوصاتٍ روتينية تتعلق بمسائل صحية أخرى. وأظهرت التحليلات بأن هؤلاء الأشخاص قد ينتظرون حتى 43 أسبوعاً للحصول على تشخيص وقرار في هذا الشأن.
وفي هذا الإطار، قال الدكتور توم روكس نائب رئيس قسم علم الأورام السريري في الكلية الملكية لأطباء الأشعة: "تتمثل أبرز عوامل تحسين معدلات الشفاء من السرطان في الكشف المبكر عن الإصابة. وبالتالي تشكل برامج الكشف والفحوصات الوطنية الطريقة الأمثل لتحقيق هذا الهدف ولكن في بعض الأحيان قد تُشخص الإصابة بالسرطان عرضياً عندما لا يظهر الشخص أي عوارض ولكنه يخضع لفحوصاتٍ مرتبطة بحالة صحية أخرى".
وأضاف بأن أقل من 5 في المئة من السرطانات تُشخص بهذه الطريقة، وتابع قائلاً: "تجدر الإشارة إلى أن الاختلالات العرضية تكون أكثر شيوعاً في المسح الشعاعي مع كشف حوالى 30 في المئة عن نتائج غير متوقعة على رغم أن العديد من تلك الإصابات لا تتطلب أي علاج".
ووفق الأخصائي الدكتور روب فيندلاي، فإنه اعتباراً من نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الماضي، كان 27434 شخصاً يخضعون لعلاج السرطان في إطار هيئة الخدمات الصحية الوطنية بعد تشخيصهم عرضياً بالإصابة بالسرطان. ويعني هذا بأنه شُخصوا من خلال إحالة طبيب عام أو موعد في عيادة خارجية أو أثناء خضوعهم لعلاجٍ ما في المستشفى.
كما يمكن للمرضى الكشف عن إصابتهم بالسرطان عرضياً لدى دخولهم إلى الطوارئ، مع أن البحث أشار إلى أن السرطان يُكشف في مراحله المتقدمة بهذه الطريقة بالإجمال. وفي هذا الصدد، أظهر التقرير الأخير المتعلق بخدمات السرطان والصادر عن مركز المعلومات الرقمية في هيئة الخدمات الصحية الوطنية بأن 91 شخصاً من أصل 100 ألف عام 2022 – 2023 شُخصوا بالإصابة بالسرطان عن طريق الرعاية الصحية الطارئة.
وتمنت أماندا بريتشارد رئيسة هيئة الخدمات الصحية الوطنية دوام الصحة للملك وحثت المواطنين على الخضوع للكشف عن إصابتهم بالسرطان في حال رصدوا أي إشارات وعوارض.
ومن جهته، قال البروفيسور بات برايس مؤسس حملة Catch Up With Cancer (الكشف المبكر عن السرطان): "في هذه الأوقات العصيبة، نعبر عن تعاطفنا مع الملك وعائلته. إن تدفق التمنيات بالشفاء من ملايين الأشخاص تعكس القلق المشترك الذي نشاطره جميعاً. يشكل انفتاح الملك بشأن معركته مع السرطان تذكيراً قوياً باحتمال أن يواجه شخص من أصل اثنين من بيننا مرض السرطان في مرحلةٍ ما من حياته".
© The Independent