أعيد انتخاب إلهام علييف رئيساً لأذربيجان للمرة الخامسة على التوالي، أمس الأربعاء، بحسب ما أظهرت نتائج أولية لفرز الأصوات، في نتيجة متوقعة لانتخابات جاءت بعد أشهر من انتصار باكو في هجوم خاطف على الانفصاليين الأرمن بإقليم ناغورني قره باغ.
وأظهرت النتائج الأولية فوز علييف بالانتخابات بنسبة 92.1 في المئة من الأصوات بعد أن أعلنت 54.5 في المئة من الدوائر الانتخابية نتائج الاقتراع الذي أجري وسط حملة قمع لوسائل الإعلام المستقلة وفي غياب أي معارضة فعلية.
ويحكم علييف الدولة الغنية بالنفط بقبضة حديدية منذ عام 2003 عندما خلف والده حيدر، حتى إنه من المستبعد حدوث أي مفاجآت.
وتنافس علييف في هذه الانتخابات مع ستة مرشحين آخرين جميعهم مغمورون ولا يعتبر أي منهم بديلاً حقيقياً، و"جميعهم أيدوا الرئيس في الماضي القريب"، وفق ما جاء في تقرير لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، حتى إن أحدهم قد أشاد خلال الحملة الانتخابية، بالزعيم البالغ 62 سنة، الذي "أوفى بكل وعوده".
وقاطعت أحزاب المعارضة الرئيسة، التي تم سحقها لسنوات، هذه الانتخابات "المهزلة"، على غرار ما فعلت خلال الانتخابات الرئاسية الأخيرة في 2018.
وفي عام 2018، حصل علييف على 86 في المئة من الأصوات في الانتخابات الرئاسية، ونحو 89 في المئة عام 2008، في نتيجة غير مسبوقة.
إشارة رمزية
في إشارة رمزية للغاية، أدلى علييف وعائلته بأصواتهم في مركز اقتراع بخانكندي (ستيباناكرت بالأرمنية)، كبرى مدن إقليم ناغورني قره باغ، وفق ما أعلنت الرئاسة الأذربيجانية في بيان.
وهذه الانتخابات هي الأولى التي تنظمها أذربيجان منذ انهيار الاتحاد السوفياتي في إقليم ناغورني قره باغ حيث فتح 26 مركز اقتراع أبوابه، الأربعاء، لإجراء تصويت "تاريخي"، بحسب رئيس اللجنة الانتخابية المركزية مظاهر باناخوف.
وفي مركز اقتراع في العاصمة باكو، قالت شاتاليا عباسوفا، وهي متقاعدة تبلغ 68 عاماً، إنها صوتت لصالحه لأنه "حقق ما كان يبدو مستحيلاً، جعل حلمنا حقيقة، وحرر الأراضي المحتلة".
يتباهى علييف بانتصاره العسكري على الانفصاليين الأرمن في سبتمبر (أيلول) 2023 وبأنه "أعاد توحيد" بلده كما وعد، بعد أكثر من 30 عاماً من الحروب والاشتباكات.
مشكلات أساسية
وقال عصمت باغيروف، وهو من سكان باكو، "أعلم أن كثيرين سيصوتون لعلييف اليوم، لأنه حرر قره باغ. وأنا ممتن له على ذلك، لكن هناك مشكلات أساسية في البلاد لم يتم حلها بعد".
وأشار هذا الخبير التقني البالغ 32 سنة إلى أنه قرر عدم التصويت "لعدم وجود مرشحين بدلاء" لعلييف.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي يناير (كانون الثاني)، أوضح إلهام علييف أنه دعا إلى هذه الانتخابات المبكرة التي كان من المقرر إجراؤها في 2025، للاحتفال ببداية "حقبة جديدة".
أغلقت مكاتب الاقتراع في الساعة 15.00 ت غ ومن المتوقع الإعلان عن النتائج الأولية نحو الساعة 17.00 ت غ.
وقالت اللجنة الانتخابية، إن نسبة المشاركة بعد تسع ساعات من بدء عملية الاقتراع ناهزت 70 في المئة.
ورأى المحلل السياسي غيا نوديا أنه لا داعي للانتظار أكثر من ذلك لأن "علييف سيفوز". وقال إنه "لا يوجد أي تشويق في هذه الانتخابات في ظل غياب أدنى أثر للمنافسة".
ولطالما احتلت أذربيجان، وهي جمهورية سوفياتية سابقة يبلغ عدد سكانها نحو 10 ملايين نسمة، المراكز الأخيرة في تصنيف منظمات حقوق الإنسان.
ضمن "الأسوأ"
وصنفت منظمة "فريدوم هاوس" الأميركية لتعزيز الديمقراطية البلاد ضمن "الأسوأ" من حيث الحريات المدنية.
وتدين المنظمات غير الحكومية قمع المعارضة والتعذيب في السجون والاعتقالات التعسفية، وهي اتهامات ترفضها السلطات.
في الأشهر الأخيرة، أوقفت السلطات نحو 10 صحافيين مستقلين بتهم مختلفة يعتبر المدافعون عنهم أنها ليست سوى ذرائع.
ويتهم منتقدو علييف الرئيس باستغلال عائدات النفط والغاز من أجل إثراء أقاربه، وقد عين زوجته مهريبان علييفا نائبة له ومن الممكن أن يخلفه ابنه يوماً.
وقد لمح الرئيس بالفعل إلى ما يعتزم القيام به خلال ولايته الخامسة.
وأكد في يناير أن البلاد يجب أن تظل "يقظة للغاية" في مواجهة التهديدات، وإن أسدل الستار على الشق الانفصالي في ناغورني قره باغ، موضحاً أنه لا يريد حرباً جديدة مع أرمينيا.