Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

قادة إيرلندا الشمالية يدخلون التاريخ من خلال التطلع إلى المستقبل

يُظهر تعيين ميشيل أونيل رئيسة للوزراء أن قوة الأمل يمكن أن تنتصر في بعض الأحيان في السياسة

رئيسة الوزراء المعينة حديثاً ميشيل أونيل ونائبتها الأولى إيما ليتل-بينغلي (الجهاز التنفيذي لإيرلندا الشمالية)

ملخص

الاتفاق في إيرلندا الشمالية دليل على أهمية تطلع سياسييها إلى المستقبل

في المحاولة الثامنة، وافق أخيراً الحزب الديمقراطي الوحدوي DUP، وهو المعروف بحزب "لا" و"بتاتاً". انتخبت جمعية إيرلندا الشمالية [الهيئة التشريعية] رئيساً لها، ما يعني أن الحكومة المفوضة عادت إلى العمل. قال الحزب الديمقراطي الوحدوي "لا" سبع مرات منذ تعليق الجمعية قبل عامين. واليوم رشح إدوين بوتس، الذي كان لفترة وجيزة زعيم الحزب خلال اضطرابات ما بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، رئيساً محايداً للجمعية.

وافتتح السير جيفري دونالدسون أحداث اليوم الهامة بإعلانه: "في حين أننا لا ننسى ماضينا، فإننا نتطلع أيضاً إلى مستقبلنا".

ما من سبيلٍ في سياسة إيرلندا الشمالية لأن ينسى أي من المشاركين ماضيه. وقد أشارت جميع الخطب اليوم إلى ذلك الماضي، لكنها أيضاً، في نهاية المطاف، تتطلع إلى المستقبل.

السير جيفري نفسه، الذي انسحب من المحادثات صباح الجمعة العظيمة عام 1998، وهو اليوم الذي جرى فيه التوصل إلى تسوية، ليس سوى آخر زعيم في إيرلندا الشمالية أنجز هذه الرحلة من "لا" إلى "نعم". كان أحد مفاوضي فريق ديفيد تريمبل وممثلاً لحزب ألستر الوحدوي UUP، وانسحب لأنه رأى أن الصفقة التي تفاوض عليها توني بلير قدمت الكثير من التنازلات إلى ما كان يعرف آنذاك باسم حزب "شين فين"/ الجيش الجمهوري الإيرلندي.

بعد ذلك بخمس سنوات انشق عن حزب ألستر الوحدوي إلى الحزب الديمقراطي الوحدوي، وكان هناك عندما قال إيان بيزلي الأب، عراب "لا" والرفض، "نعم" للعمل مع "شين فين" عام 2007.

الآن حان دور السير جيفري. لقد تفاوض أيضاً على صفقة اعتقد الكثيرون أنها مستحيلة، وأن بعض تجلياته الشخصية السابقة قد تعتقد أنه تنازل كثيراً للـ"شين فين"، لكنه نجح في تنفيذها، ومرة أخرى شهدت إيرلندا الشمالية لحظة تاريخية.

في كل مرة، بالطبع، تكون أقل تاريخية، لكن قوة الأمل، للخصوم السابقين الذين يعملون معاً من أجل المستقبل، لا تزال تحتفظ بتأثيرها العاطفي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتطلب الأمر جهداً كبيراً من الحزب الديمقراطي الوحدوي لقبول رئيس(ة) وزراء من "شين فين" – وربما أكثر من ذلك، لأن القواعد التي أدت إلى تولي زعيم أكبر حزب لهذا المنصب ابتكرها الحزب الديمقراطي الوحدوي نفسه، على افتراض أنه سيكون دائماً المستفيد منها.

ومع ذلك، ارتقت ميشيل أونيل إلى مستوى اللحظة. وصفَت اللحظة بأنها: "لحظة مساواة ولحظة تقدم". لم يكن هناك أي تلميح للانتصار في كلماتها، ولم يكن هناك ذكر لهدف شين فين المتمثل في إيرلندا الموحدة. حتى أنه كان هناك ندم على الأشياء الفظيعة التي فعلها الجيش الجمهوري الإيرلندي في حملته العنيفة: "أشعر بالأسف على كل الأرواح التي فقدناها خلال الصراع. بلا استثناء".

تذكرت الماضي القريب. في وقت اتفاق الجمعة العظيمة/ بلفاست، كانت أماً تبلغ من العمر 20 سنة: "أتذكر بوضوح الشعور بالأمل والتفاؤل". أما الآن فكانت تتطلع إلى المستقبل: "يجب أن ننجح في تقاسم السلطة لأننا معاً، مكلفون بالقيادة وتقديم الخدمات لجميع أبناء شعبنا، لكل مجتمع محلي".

هي تُجيد الحديث عن الوحدة.

وجاءت بعدها إيما ليتل-بينغلي من الحزب الديمقراطي الوحدوي، بصفتها نائبة رئيسة الوزراء، بسلطة رسمية متساوية، ولكن بمنزلة ثانوية رمزية. وقالت: "لا يمكن أن تكون هناك هيمنة من حزب إلى آخر، ولكن نهج جديد".

هي أيضاً لم تستطع نسيان الماضي، وتروي كيف أنها، عندما كانت طفلة في الحادية عشرة من عمرها، خرجت من منزلها في ماركيتيل في أغسطس (آب) لترى الدمار الذي خلفته قنبلة للجيش الجمهوري الإيرلندي. لكنها استخدمت الماضي للتطلع إلى المستقبل أيضاً: "أعطتني تجربة طفولتي دافعاً ورغبة في صنع مستقبل مختلف، ليس فقط لنفسي ولكن لبذل كل ما في وسعي لضمان مستقبل أفضل لنا جميعاً".

كانت ليتل بينغلي عضواً في مجلس العموم بين عامي 2017 و2019. وهي الأخرى ارتقت إلى مستوى الحدث: "لقد ولدنا جميعاً متساوين؛ الناس الذين يتطلعون إلى هذه المدينة اليوم يطالبوننا بالعمل معاً".

لم يكن تقدم إيرلندا الشمالية نحو المساواة والمستقبل الأفضل طريقاً سهلاً وسريعاً، وفي كل مرة كان يُستعاد فيها التقدم بعد خطوة إلى الوراء فإنه يتطلب قيادة استثنائية من جميع المعنيين – وها قد رأينا ذلك اليوم مرة أخرى.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من آراء