Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

رفح... ملاذ النازحين وآخر ساحات حرب القطاع

الولايات المتحدة تحذر من النتائج الكارثية حال اجتياحها وإسرائيل تواصل ملاحقة "حماس" في معاقلها

تعد رفح الملاذ الآمن للنازحين الذين يبلغ عددهم 1.5 مليون نسمة (اندبندنت عربية - مريم أبو دقة)

ملخص

ماذا يعني تنفيذ إسرائيل عملية عسكرية في مدينة رفح؟

أمام عدسات الكاميرات التلفزيونية أمر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو جيش بلاده بالتحضير لشن عملية عسكرية على مدينة رفح، واعتبر أن الانتصار الذي يسعى إليه لن يتحقق إلا بضرب جميع معاقل حركة "حماس"، وسيستغرق ذلك أشهراً معدودة وليس أعواماً.

وتقع رفح أقصى جنوب قطاع غزة، وهي آخر مدينة على الخريطة الجغرافية حيث تحاذي مصر من جهة الجنوب ويحدها من الشرق إسرائيل ومن الغرب البحر الأبيض المتوسط، وفي الشمال خان يونس التي لا يزال الجيش الإسرائيلي يقاتل فيها.

آخر المعاقل

وتعتقد إسرائيل أن مدينة رفح هي آخر معاقل حركة "حماس" في القطاع، وهي بالفعل كذلك، حيث اجتاح الجيش محافظة الشمال وغزة وأجزاء واسعة من دير البلح، ولا يزال يقاتل في خان يونس، فيما لم ينفذ أية عمليات عسكرية في رفح.

وحتى يحقق الجيش الإسرائيلي هدف القضاء على "حماس" فإنه يخطط لتنفيذ عملية عسكرية كبيرة وتوغل بري في محافظة رفح، ويفسر ذلك وزير الدفاع يوآف غالانت قائلاً إن "رفح هي الهدف التالي بعد خان يونس، وسنبدأ عملية فيها للقضاء على عناصر الحركة الذين يختبئون هناك، وتعد هذه المنطقة آخر معاقلها، وسنصل إلى الأماكن التي لم نقاتل فيها بعد لضمان أن غزة لن تشكل أي تهديد".

لكن تنفيذ أية عملية عسكرية إسرائيلية داخل رفح له عواقب وخيمة على كل مناطق قطاع غزة، إضافة إلى أنه يؤجج غضب المؤسسات الدولية وبعض الدول، كما أنه يوتر العلاقات بيت تل أبيب والقاهرة المبنية على اتفاق السلام الموقع بين الطرفين.

رفح وكرم أبو سالم

وعلى سياق غزة فهناك سببان يدفعان إلى القلق في شأن تنفيذ إسرائيل عمليتها في رفح، الأول أنه يوجد في تلك المحافظة معبر رفح الحدودي مع مصر والذي يعد شريان الحياة بالنسبة إلى سكان القطاع في الوقت الحالي، إذ من خلاله تتدفق المساعدات الإنسانية ويسافر السكان والمرضى.

 

 

كما يقع في رفح معبر كرم أبو سالم التجاري الذي بات يسهم في تسهيل تدفق المساعدات الإنسانية ويدخل منه جزء بسيط من البضائع التجارية.

ويقول الباحث في الشؤون الإنسانية رامي وصفي إنه "لا توجد تجارة أو حركة آمنة للشاحنات إذا ما نفذ الجيش هجوماً داخل رفح".

ويضيف وصفي، "من المؤكد أن العملية العسكرية في رفح ستوقف تدفق المساعدات الإنسانية، إذ بحسب ما يعلنه الجيش ستتركز على محور فيلادلفيا الذي يقع فيه معبرا رفح وكرم أبو سالم مما سيزيد جوع السكان".

ملاذ النازحين

أما السبب الثاني فإن رفح تعد الملاذ الآمن للنازحين الذين توجهوا إليها بأمر من الجيش، وعلى رغم صغر مساحتها التي تقدر بحوالى 36 كيلومتراً مربعاً، إلا أنه يعيش فيها 1.5 مليون نسمة بينهم 300 ألف فرد من سكان المنطقة الأصليين، والبقية مشردون من شمال القطاع ووسطه ومن خان يونس.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويعني تنفيذ أية عملية عسكرية في رفح، حتى لو كان استهدافاً من الجو، سقوط عدد ضخم من الضحايا، ولذلك حذرت الأمم المتحدة من تداعيات لا تحصى لأي هجوم على المنطقة، واعتبرت أن ذلك يعد كابوساً إنسانياً.

تهجير وترحيل

ويبدو الأمر أنه أكبر من سقوط ضحايا، إذ إن وجود أكثر من 1.5 مليون فرد في رفح من دون نقلهم إلى أي مكان في غزة يعني أن العملية العسكرية ستدفع إلى تهجير النازحين خارج حدود القطاع، وهذا ما تخشاه مصر بأن يحدث تدفقاً لأعداد كبيرة من الناس إلى سيناء، ولذلك تعمل الولايات المتحدة وإسرائيل ومصر ومبعوث الأمم المتحدة للشرق الأوسط على وضع خطة لنقل السكان قبل تنفيذ أي هجوم إسرائيلي.

وبحسب صحيفة "إسرائيل هيوم" العبرية فإن تل أبيب تنظر في إعادة ترحيل النازحين من رفح إلى شمال غزة قبيل هجوم مرتقب عليها.

مغادرة مرفوضة

وهذا الهجوم الذي قد يدفع إلى التهجير يرفضه السكان ويخشونه، ويقول شريف حجاج، وهو أحد النازحين، "أقترح أن يضعونا في قبورنا، يكفي عذاب النزوح، لقد جربته سبع مرات وغير مستعد لتكراره من جديد خارج حدود بلدي".

ويقول مواطن آخر يدعى باسم، "أعيش على بعد عشرات الأمتار من الحدود المصرية لكني غير مستعد للهجرة من هنا، إما أن أموت في الحرب أو أعود لبيتي في الشمال، فهذه الخيارات المتاحة أمامي ولن أوافق على الهجرة من غزة إلى سيناء، فنحن في بلادنا وتعرضنا لكل أصناف الاستغلال والدمار والموت".

من جهتها تعبر رغدة وهي نازحة غزاوية عن الوضع قائلة "نحن ننتظر الأمر من إسرائيل لتخبرنا إلى أين نذهب، فمحطتنا الأخيرة هي رفح ولن نذهب إلى أي مكان آخر خارج قطاع غزة، إما أن نعود لمنازلنا أو نموت هنا".

سقوط "حماس"

وللهجوم على رفح بعد سياسي يقرأه الخبير الأمني والإستراتيجي الإسرائيلي آفي ميلاميد قائلاً إن "العملية العسكرية البرية الإسرائيلية المرتقبة في رفح حساسة وتحتاج إلى التصرف بحكمة، فإسرائيل تحترم المصالح القومية المصرية ولا تهدف إلى تأزيم العلاقات مع مصر، لكنها لن تسمح بوجود مناطق أمنة لـ ’حماس‘ فقط لكونها قريبة من الحدود المصرية، ولذلك يجب حل هذه المعضلة".

 

 

وحول ماذا يعني القضاء على رفح يضيف ميلاميد، "ستتأزم الأمور في غزة لوقت قصير لكن ذلك سيضمن انهيار ’حماس‘ واليوم تعيش الحركة على المساعدات الإنسانية التي تدخل القطاع وتبيعها في الأسواق وتجني أرباحاً، كما أنها لا تزال تجبي الضرائب، ووجود الجيش يعني سقوطها بعد وقت قصير لأن منبع المال والسلاح أغلق".

أميركا لا تؤيد العملية

وعلى خلفية الاستعدادات لتوسيع الحرب حتى تشمل رفح أعلنت الولايات المتحدة أنها لن تدعم إسرائيل في عملياتها العسكرية هناك، ويقول المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية صامويل وربيرغ إنه "من الضروري أن تتخذ إسرائيل الاحتياطات الممكنة كافة لتجنب الإضرار بالمدنيين خلال عملياتها".

ويضيف، "البيت الأبيض لن يدعم أي خطط إسرائيلية للقيام بعمليات عسكرية كبيرة في رفح، لأن أية عملية عسكرية هناك من دون إجلاء النازحين تعني أمراً كارثياً ولن نؤيدها".

ويؤكد وربيرغ أن "تل أبيب لن تضع تخطيطاً جاداً لمثل هذه العملية"، من دون أن يوضح إذا كان هذا التخطيط في شأن نقل النازحين أو يعني أن إسرائيل لن تنفذ العملية وتطلق التهديدات لأجل تحسين مسار التفاوض.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات