Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الفضاء العربي "أجواء قاتلة" لطائرات التدريب

سجل الأردن والجزائر آخر حوادثها ومقتل من عليها

عادة ما يحدث سقوط الطائرات خلال مهام تدريبية لها (أرشيفية - أ ف ب)

شهدت الأجواء العربية في الأيام الماضية حوادث مميتة لطيران عسكري في وقت تشتعل فيه الأوضاع بالمنطقة، ولعل آخر هذه الحوادث عرفتها أجواء الأردن والجزائر.

وتحطمت طائرتان خلال مهام تدريبية في كلا البلدين العربيين، مما أسفر عن مقتل 3 أفراد في الجزائر وطيارين اثنين بالأردن الذي تتكرر فيه حوادث تحطم الطائرات.

ويعد سقوط الطائرة التابعة لسلاح الجو الملكي الأردني الأحدث في البلاد منذ سقوط طائرة سابقة في الـ19 من يونيو (حزيران) الماضي عندما تحطمت مروحية من طراز "كوبرا" أثناء مهمة تدريبية.

مهنة محفوفة بالأخطار

وسقوط الطائرات سواء العسكرية أو المدنية ليست بالمعضلة العربية فحسب، إذ شهدت الأجواء الدولية مراراً حوادث مميتة راح ضحيتها المئات، لكن تكررها في الفضاء العربي بات يثير أسئلة مشروعة.

وقال المحلل العسكري السوري محمد عباس إن "مهنة الطيران هي مهنة محفوفة بالأخطار بصورة دائمة على رغم أن الصناعات الجوية تتميز في كونها تحصل على أحدث التقنيات المتطورة بالعالم، لكنها تتعرض للحوادث على رغم كل هذا التطور (...)، ويمكننا أن نصنف الأسباب إلى ثلاثة".

وأردف عباس في حديثه إلى "اندبندنت عربية" أن "السبب الأول يتعلق بالجاهزية الفنية والتقنية للطائرة، خصوصاً ما يرتبط بالموديل ومدى حداثتها وتطور بنيتها التقنية، واستجابتها لأهداف التدريب والمهام التدريبية القتالية المطلوبة، والغاية من إعداد الطيارين، ونوعيته ومستواه التدريبي المنشود". وأضاف أنه "كما يجب الأخذ بعين الاعتبار دور وأهمية عناصر وفريق العمل اللازم لتحضير الطائرة للإقلاع، والتأكد من حسن وسلامة كافة الأجزاء والعناصر والمكونات، ومسؤوليته في المصادقة على السماح بإقلاع الطائرة، كما يمكن اعتبار قطع التبديل وتوفرها، وعمرها الزمني والاستثماري مسألة جوهرية في سلامة الطائرة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وعادة ما يتم التكتم عن الأسباب الحقيقية لسقوط الطائرات خصوصاً العسكرية في الدول العربية، ويقتصر إعلان السلطات عن الكشف عن تحقيقات لمعرفة تلك الأسباب.

ويرى عباس أن "السبب الثاني يتمثل في الشروط الجوية والملاحية التي تحلق فيها الطائرة، إذ تعد دراستها في منطقة التحليق مسألة مهمة قبل الإقلاع مما يخفف من احتمال التعرض للحوادث الجوية، لكن قد تحدث متغيرات مفاجئة ربما لا يكون الطيار المتدرب في مستوى التعامل معها، وقد يكون الخلل في طريقة التعامل مع متغيرات الطقس والشروط الملاحية المفاجئة". ومضى في حديثه بقوله إن "السبب الثالث يكمن في التهديد الجوي المعادي، إذ يجري التدريب عادة في مناطق آمنة بعيداً من التهديد بوجود العدو الجوي، واحتمال الاصطدام معه، أما فيما يرتبط بتحضير دول المنطقة لأعمال عسكرية مرتقبة ترتبط بالحرب في غزة فإنني أرى أن التدريب هو عمل يومي روتيني لا يتوقف ولا يتعلق بوجود تهديد أو احتمال خوض الحرب لأن الاستعداد القتالي والتدريب هو عمل تراكمي لإنتاج الخبرة والجاهزية القتالية للقوات".

"ستزيد مستقبلاً"

ونادراً ما تشهد الأجواء العربية سقوطاً لطائرات مدنية، لكن مع تزايد التدريبات في ظل الأوضاع المعقدة في الإقليم تصاعدت حوادث سقوط الطائرات العسكرية.

وأشار الباحث في الشؤون الاستراتيجية علاء أصفري إلى أن "التدريبات العسكرية عادة ما ينجم عنها سقوط لطائرات، لكن كثرة هذه الحوادث في منطقتنا العربية تثير تساؤلات كبيرة".

 

 

وتابع أصفري، "أعتقد أولاً أن هناك اهتراءً كبيراً للأساطيل الجوية، خصوصاً في ظل اعتماد أكبر على المنظومات الصاروخية أكثر من تطوير وتحديث أسلحة الجو، كما أن هناك محاولات على ما يبدو للابتعاد عن أجواء القصف في منطقتنا العربية، قد يكون هناك صعوبات للطيارين لذلك الاحتمالات أكبر خصوصاً مع اشتعال الإقليم لذلك مهمة الطيران العسكري محفوفة بالأخطار".

واستنتج أصفري أن "هذه الحوادث مثيرة للريبة والقلق، وأعتقد أنها في ظل الأوضاع الراهنة ستزيد خلال المرحلة المقبلة".

قلة كفاءة

ومع تصاعد هذه الحوادث تطرح مسائل كانت غائبة عن اهتمام السلطات في الدول العربية، وهي تحديث الأساطيل الجوية عموماً بخاصة العسكرية في ظل نقلة نوعية يشهدها العالم نحو أنواع جديدة من الطائرات والأسلحة.

وتتزايد المخاوف من تلك الحوادث في ظل ما تحتاج إليه الجيوش العربية بصورة خاصة من تكثيف تدريباتها وسط أوضاع معقدة بالإقليم، سواء في شمال أفريقيا، حيث تشتعل جبهة الساحل المجاور أو في الشرق الأوسط في ظل الحرب التي تدور رحاها منذ أشهر بقطاع غزة.

ومن أكثر الحوادث التي شهدتها الأجواء العربية ألماً تلك التي عرفتها الجزائر في أبريل (نيسان) 2018 عندما تحطمت طائرة عسكرية، مما أدى إلى مقتل العشرات في الطريق الرابطة بين بوفاريم والبليدة.

وقال المحلل الأمني والعسكري الجزائري أكرم خريف إن تلك "الحوادث عادية لسببين، أولهما أن هذه الطائرات للتدريب، وعادة ما يكون استخدامها مكثفاً، من ثم اهتراؤها يكون سريعاً، مما يجعل احتمال سقوطها كبيراً". وختم حديثه بالإشارة إلى "السبب الثاني الذي يتعلق بكفاءة الطيارين الذين يقودون هذا النوع من الطائرات، إذ يمكنه ارتكاب أخطاء تنتهي بمثل هذه الحوادث".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات