كلاب غزة تقاوم إسرائيل والجيش يتهم "حماس"

في مناطق تجمع قوات الجيش الإسرائيلي المتوغلين داخل حدود قطاع غزة، اقتربت مجموعة كلاب ضالة من الجنود، وأخذت تزمجر وتكشف عن أسنانها، وحاولت افتراس بعضهم، إلا أن العناصر المدججين بالأسلحة أطلقوا على الحيوانات الرصاص وقتلوها.

وبحسب هيئة البث الإسرائيلية الرسمية "كان"، فإن مئات الكلاب الضالة في غزة اقتربت من المقاتلين ومسؤولين عسكريين كانوا في زيارة لغزة، وتكررت هذه الحادثة مع أكثر من مجموعة عسكرية، وجميع الإفادات التي وصلت من الجنود تؤكد أن هذه الحيوانات حاولت عضهم.

هاربة وجائعة

لكن "كان" أفادت بأنه لم تسجل حتى الآن أية حادثة افتراس بين الجنود، إذ صدتهم القوات قبل اقتراب الحيوانات منهم عن طريق إطلاق النار عليهم، ولاحقاً أصدرت سلطة الطبيعة والحدائق الإسرائيلية تعميماً باستخدام الرصاص لتخويف الكلاب.

وكانت تنتشر الكلاب الضالة في غزة قبل الحرب، وكانت تعمل بلدية غزة على توفير مأوى للحيوانات الضالة وعزلها عن الناس في مناطق مجهزة، لكن بسبب القتال والضربات الجوية والمدفعية خرجت الكلاب من أماكنها وانتشرت في الشوارع.

وتعاني الكلاب وجميع الحيوانات البرية لعدم توفر الطعام في غزة، خصوصاً في الجزء الشمالي من القطاع، إذ تشهد هذه المنطقة ندرة في الغذاء للبشر وكذلك للحيوانات، وهذا ما جعلها أكثر شراسة وتحاول افتراس الناس بمن فيهم الجنود الإسرائيليون الذين يجتاحون غزة.

مسؤول أكد أنها تشكل خطراً على إسرائيل (أ ف ب)

بحسب المتحدث باسم بلدية غزة حسني مهنا، فإن الكلاب الضالة التي هربت من الإيواء المخصص لها باتت تشكل خطراً على سكان غزة، لكن بفعل القصف هربت إلى مناطق تعتقد أنها آمنة.

1000 كلب تسلل

بالفعل أكدت سلطة الطبيعة والحدائق الإسرائيلية أن كلاب غزة الضالة تمكنت من الدخول إلى المدن العبرية القريبة من الحدود مع القطاع، وباتت تنتشر في غلاف غزة بشكل واضح، ورصد السكان الإسرائيليين أنها عدوانية بشكل مفرط.

وصلت الكلاب الضالة من القطاع إلى إسرائيل بعد أحداث السابع من أكتوبر (تشرين الأول) العام الماضي، ودخلت إلى مدن الغلاف وما زالت حركة هربها إلى المناطق الإسرائيلية مستمرة، وذلك وفقاً لما أكده مفتش سلطة الطبيعة والحدائق كوبي سوفير.

يقول سوفير "تسلل إلى إسرائيل نحو 1000 كلب ضال من غزة، واختبأت في أنقاض البلدات الحدودية في غزة، ثم انتشرت في المدن والمناطق الزراعية وحظائر الأبقار والعجول، ورصدنا أنها مفترسة وسلوكها عدواني".

ويضيف "تعرض طفل لعضة من كلب واستمرت حتى موت الصغير، هجوم كلاب غزة أمر فظيع، لقد افترست الحيوانات البرية، وهجم قطيع منها على عجول في حظائر كيبوتسات غلاف غزة، كما أنها تهاجم الآن جنوداً".

ويوضح سوفير أنها "تشكل خطراً على إسرائيل، لذلك حذرنا منها، وطلبنا من الناس الاهتمام بصدها"، لافتاً إلى أنه لا يوجد مفر إلا قتل الكلاب بالرصاص فور رصدهم والتأكد من أنها وافدة من غزة.

خطرة ومريضة

وصول كلاب غزة إلى جنود الجيش ومدن غلاف غزة أثار مخاوف إسرائيل، ودفع وزارة الزراعة فيها إلى نشر تقرير عن أخطارها، جاء فيه "هذه الحيوانات يمكن أن تكون حاملة للأمراض، وهناك احتمال انتشار الأمراض بسببها، ثمة خطر من كلاب غزة يتمثل في الإضرار بالبشر والحيوانات".

بسبب تدمير البنية التحتية في شمال غزة ودخول مياه الصرف الصحي على المياه النقية، إضافة إلى خروج المياه العادمة من شبكات الصرف وطوفانها في الشوارع، ظهرت أمراض كثيرة، يعتقد متحدث بلدية غزة حسني منها أنها انتقلت إلى الكلاب الضالة والحيوانات البرية.

ويؤكد أن الاقتراب أو التعامل مع الكلاب في شمال غزة أمر خطر، وقد يؤدي إلى انتشار الأمراض الفتاكة والأوبئة، وهذا الحديث تدركه إسرائيل التي أصيب عدد من جنودها بأمراض فطرية في القطاع نتيجة ملامستهم التربة والحيوانات.

تمويل إضافي

وبحسب الجيش الإسرائيلي فإنه أكد أن "حماس" لديها وحدة كلاب مدربة تستخدمها في الحرب لتضليل الجنود، وأن القوات تتعامل معها بما هو مناسب، ودفع هذا الأمر إلى مخالطة الجنود أو ملامسة كلاب في غزة، وهذا عزز خوف وزارة الزراعة في تل أبيب من تفشي الأمراض.

خصصت مكافآت للقبض على مئات الكلاب وحجرها صحياً (أ ف ب)

وخصصت وزارة الزراعة الإسرائيلية مبلغ مليون دولار أميركي كتمويل إضافي لمعالجة الوضع الخطر نتيجة انتشار الكلاب الضالة التي تسللت من غزة، وخصصت مكافآت للقبض على مئات الكلاب وحجرها صحياً، والتطعيم بجرعتين ضد داء الكلب، وكذلك زراعة رقائق دقيقة في أجساد الحيوانات، وإجراء عمليات تعقيم وخصي.

هلع إسرائيل وجنود الجيش من كلاب غزة تداوله نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، وكتب جزء منهم تدوينات تحذر سكان غزة من التعرض لهذه الكلاب لما تحمله من خطر، وجزء آخر اعتبر تسلل هذه الحيوانات إلى إسرائيل يشبه الطوفان.