Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"سيكولوجيا اللون" تعيد تصميم بيئات العمل

الأزرق والأخضر يهيمنان عليها بقوة والألوان الدافئة تساندهما لشحذ الإبداع وتعزيز الإنتاجية

أي جهد يبذل في تصميم بيئة مكتبية جيدة يعد استثماراً يحدث تأثيراً كبيراً في نجاح الشركة (مواقع التواصل)

ملخص

كيف يمكن أن يؤثر اختيار الألوان في الإنتاجية في بيئات العمل وفي صورة المؤسسة وهويتها؟

قال بابلو بيكاسو ذات مرة إن "الألوان مثل الملامح ترافق تغيرات المشاعر"، ومع الوقت اتضحت أكثر فأكثر أهمية اللون ومدى تأثيره في المزاج والسلوك والعاطفة، حتى إن بعض الألوان ارتبط بالتغيرات الفسيولوجية كارتفاع ضغط الدم وزيادة التمثيل الغذائي وإجهاد العين.

واليوم يأخذ المتخصصون في الديكور والتصميم الداخلي على عاتقهم متابعة الدراسات المتعلقة بالألوان وتطبيقها بشكل دقيق في تصاميم بيئات العمل، منطلقين من الرابط الأزلي بين الوظيفة والتصميم وانسجامهما، وآخذين في الاعتبار اختيار ألوان تعزز تحقيق هذا الانسجام.

تحقيق الإنتاجية

تعود الدراسات الأولى حول الرابط بين اللون والمزاج إلى ثمانينيات القرن الماضي، ثم تلتها دراسات وأبحاث علمية عدة أثبتت بالتجربة قوة هذا الارتباط لتخرج بخلاصة أن للألوان دوراً أبعد بكثير من مجرد تغيير حالتنا المزاجية، إذ تصل إلى حد كونها عاملاً مؤثراً بشدة في إنتاجيتنا، ووجدت دراسة بحثية رائدة أجرتها جامعة "تكساس" قدرة الألوان على إثارة ردود فعل في الدماغ يمكن أن تؤثر في إنتاجية الموظفين ومزاجهم، فالألوان مثل البيج والأبيض والرمادي يمكن أن تحفز مشاعر الاكتئاب والحزن، خصوصاً عند النساء، لأنهن أكثر تقبلاً واستقبالاً للألوان الزاهية، بينما الرجال أكثر حساسية لألوان مثل البرتقالي والأرجواني، التي يمكن أن تشعرهم بشكل أو بآخر بالكآبة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

يوضح علم اللون نفسه أن لكل من الألوان الأساسية: الأصفر والأخضر والأزرق والأحمر تأثير مختلف في الدماغ والجسد ككل، ويمكن استخدامها بشكل استراتيجي في إعداد المكتب لتحفيز الموظفين وإلهامهم وصولاً إلى زيادة الإنتاجية في نهاية المطاف، لذا يستخدم هذا العلم اليوم عند تصميم مساحات العمل لإعطاء الموظفين فرصة أفضل للوصول إلى ذروة الأداء، ويقترح المتخصصون استخدام مزيج من الألوان نابض بالحياة لتعزيز الإبداع وخلق بيئات تعكس الشعور بالهدوء وتوفر في الوقت ذاته دفعة من الطاقة للوصول بالموظفين إلى أجواء أكثر تحفيزاً وإبداعاً لتحقيق أقصى قدر من الإنتاجية.

ويدرك المتخصصون في شركات التصميم الداخلي هذا التأثير النفسي الهائل في الإنتاجية، إذ أصبحت الشركات الكبرى توليه أهمية تستهدف من خلالها تحسين إنتاجية موظفيها ورفاهيتهم بصورة عامة، ويعد أي جهد يبذل اليوم في تصميم بيئة مكتبية جيدة، مهما كان بسيطاً، استثماراً يحدث تأثيراً كبيراً في نجاح الشركة العام، وفرقاً واضحاً في ثقافتها وأرباحها أيضاً، مع مراعاة طبيعة العمل ونوع العلامة التجارية.

اللون والسيكولوجيا

من المتعارف عليه بالنسبة إلى العاملين في مجال الديكور، أن اللون الأحمر مثالي لاستهداف الحصول على أداء بدني عال، فالأحمر لون محفز يدفع الموظفين إلى الحركة والنشاط، والظلال الفاتحة الحمراء مثل الوردي تثير مشاعر لطيفة من المرح والإثارة.

ولأن الأحمر يخلق حالاً من اليقظة والتنبه والوعي يمكن استخدامه للفت الانتباه إلى التفاصيل المهمة، مثل العلامات والمذكرات، ويمكن أن يولد استخدمه في تطبيقات معينة تأثيراً إيجابياً في الإنتاجية اعتماداً على كيفية استخدامه.

 

 

مع ذلك، يجب استخدامه بحذر، إذ يمكن أن يكون للون الأحمر تأثير إيجابي وسلبي في الدماغ، فقد أظهرت دراسة أن الطلاب الذين تعرضوا للون الأحمر قبل الاختبار سجلوا درجات منخفضة في الاختبار، وقد يحول استخدامه المفرط المكتب إلى بيئة شديدة التحفيز ومرهقة للفكر والجسد.

أما الأصفر فبسبب حيويتيه وارتباطه بالشمس يضفي طابعاً مشعاً ومنفتحاً وإيجابياً على بيئات العمل، هو لون خاص للحفاظ على التوازن العاطفي وتعزيز الثقة وخلق مزاج رائع للإنتاجية، إذ يعتبر أقوى لون نفسي لإثارة الإبداع وتعزيز الطاقة والتعاون والعصف الذهني، لذا ينصح باستخدامه لكن خصوصاً في المساحة المفتوحة والمفعمة بالحيوية، أما في المكاتب فيستخدم لإبراز مناطق معينة حول المكتب لزيادة الإنتاجية، ولكن ليس كلون عام مهيمن.

اللون الأرجواني الملكي يخلق مفهوماً عميقاً للجودة والقيمة ممزوجاً بمشاعر الثقة والأناقة، كما يمكن أن يزيد الإنتاجية في مكان العمل من خلال تعزيز الاهتمام المعرفي وإعطاء الموظفين مساحة فكرية أكبر، لكن على رغم هذا لا ينصح باستخدامه في أنحاء المكتب، ويمكن أن يقتصر على تفاصيل معينة مثل التغليف وإبراز العلامة التجارية، لقوته في خلق تصور جيد حول الرفاهية والقيمة، وكذلك يعكس ثقافة مؤسسية رائدة.

من جهة أخرى، وجدت الأبحاث أن اللون البرتقالي واحد من الألوان الأكثر فاعلية لتعزيز الإنتاجية في بيئات العمل، نظراً إلى أصوله التي تعود للونين الأصفر والأحمر اللذين يكسبانه تأثيراً مفعماً بالحيوية مع مشاعر عالية من الحماس والنشاط والقدرة على التحمل، والمرتبطة في مجملها بمستويات إنتاجية عالية، لكن على رغم تأثيره المنشط على البيئة، فإنه يمكن أن يثير أحياناً رد فعل سلبياً من قبل الرجال الذين يسجلون انجذاباً أقل نحو الدرجات البرتقالية، لذا من الأفضل استخدامه كلون مساند وليس مهيمناً.

الأزرق والأخضر

بالانتقال إلى اللونين الأزرق والأخضر، فإننا سنراهما الأكثر شيوعاً في تصميم بيئات العمل اليوم، لارتباطهما الوثيق بالطبيعة في أكثر حالاتها هدوءاً وحيوية من جهة، ولتأثيرهما المتوازن في الدماغ من جهة ثانية، فالأزرق بقدراته العالية على التحفيز الفكري الهادئ يترك الذهن في حال صفاء ويزيد من التركيز واليقظة، مع الحث على التواصل الواضح، فضلاً عن تعزيز سلسلة من المشاعر المتعلقة بالجدارة والثقة والاعتمادية.

 

 

ووجد الباحثون أنه إضافة إلى خلق مزاج مريح، فإن اللون الأزرق يحفز العقل ويعزز الإبداع ويبطئ التنفس ويقلل ضغط الدم، وهذا التأثير المهدئ والإبداعي في الوقت ذاته يجعل الموظفين أكثر إنتاجية، ويستخدم الأزرق اليوم على نطاق واسع حول المكاتب، بخاصة في الأماكن المشتركة مثل الكافيتريات وقاعات المؤتمرات.

أما الأخضر فيخلق جواً مريحاً يجلب التوازن والسلاسة ويوحي بالسهولة واليسر مع مشاعر من الهدوء والطمأنينة، ويمكن أن يساعد على خفض التوتر المتعلق بالمهام اليومية والمواعيد النهائية، إضافة إلى تأثيره المخفض لإجهاد العينين والتعب العام، والطريقة الأفضل لتعزيز وجوده في المكتب هي من خلال دمج النباتات الحية بأوراقها الخضراء وألوانها الزاهية لتمنح جواً من الراحة التي تفضي إلى الإبداع.

تظهر الأبحاث أن العين البشرية يمكنها اكتشاف ظلال ودرجات اللون الأخضر بصورة أكبر مقارنة بالألوان الأخرى، لذا من المحتمل أن يكون هذا سبب انتشاره، وغالباً ما يستخدم اللون الأخضر في غرف الاستراحة والردهة الأمامية، ويعد لوناً مثالياً لخلفية المكاتب يمنع إرهاق العين ويحسن التركيز.

وخلصت دراسة أجرتها جامعة "تكساس" إلى أن البيئة التي تستخدم مزيجاً من اللونين الأزرق والأخضر تعمل على تحسين الإنتاجية أكثر بكثير مقارنة مع الدرجات اللونية الأخرى، وفي النهاية يقترح المتخصصون استخدام ألوان ذات درجات طبيعية بصورة عامة، وتعزيزها في بيئات العمل لتحسين التركيز واليقظة وزيادة الإلهام والكفاءة والإنتاجية.

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات