Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أسباب مطاردة الموت للاعبي كمال الأجسام مبكرا

على رغم أنها رياضة تعبر عن الصحة واللياقة البدنية لكن الوصول إلى البناء العضلي له عواقب مدمرة

باحثون يعتبرون المنشطات من أهم أسباب إصابة لاعبي كمال الأجسام بتضخم القلب والوفاة (بيكسلز) 

ملخص

في السادس من سبتمبر الجاري توفي البيلاروسي إيليا يفيمشيك، الملقب بأضخم لاعب كمال أجسام في العالم، بنوبة قلبية مفاجئة عن عمر يناهز 36 سنة، وكان إيليا المعروف بـ"الوحش" وصل إلى حد استهلاك 16500 سعرة حرارية، وهذا يعادل خمسة أمثال الكمية التي يحتاج إليها الرجل النشط النموذجي يومياً بوزن 140 كيلوغرام وطول 186 سنتيمتراً.

عندما يقف لاعب كمال أجسام لامع ذو بشرة برونزية على خشبة المسرح، قد يبدو وكأنه يتمتع بلياقة بدنية جيدة، لكن هذا ليس هو الواقع دائماً، فهذا الجسد الذي ينحت عضلة بعضلة ربما يكون مصاباً بالجفاف والإرهاق نتيجة أشهر من الحمية الغذائية والتدريبات الصارمة.

وبالنسبة إلى بعض المنافسين، فإن كمال الأجسام يمنحهم القوة والمكافأة بشكل كبير، ولكن بالنسبة إلى الآخرين قد يكون له تأثير شديد وخطر في الجسم والعقل، فلقد كانت رياضة كمال الأجسام دائماً رياضة قائمة على التطرف، وأدى موت عدد من الرياضيين البارزين بعد وقت قصير من المنافسة إلى الكشف عن أخطار مدرات البول والستيرويدات في تسعينيات القرن الـ20.

فقد تكون المجازفة بالحياة جزءاً من العرض، إذ إن لاعبي كمال الأجسام يموتون بسبب تشجيع المدربين والحكام على اتخاذ إجراءات متطرفة لا مرجع اختصاصياً لها، هنا يبدو أن لهذه الرياضة عواقب مدمرة على رغم أنها تعمل تحت هالة الصحة واللياقة البدنية.

وفاة الوحش

ففي السادس من سبتمبر (أيلول) الجاري توفي البيلاروسي إيليا يفيمشيك الملقب بأضخم لاعب كمال أجسام في العالم بنوبة قلبية مفاجئة عن عمر يناهز 36 سنة، وكان إيليا المعروف بـ"الوحش" وصل إلى حد استهلاك 16500 سعرة حرارية، وهذا يعادل خمسة أمثال الكمية التي يحتاج إليها الرجل النشط النموذجي يومياً، بوزن 140 كيلوغراماً وطول 186 سنتيمتراً.

وعلى مر السنين، وثق الوحش نظامه الغذائي وتدريباته بما في ذلك شرب 20 مشروباً بروتينياً يومياً، كما تحدث بصراحة عن استخدامه للمكملات الغذائية وهرمونات النمو والمنشطات على حسابه على "يوتيوب" و"إنستغرام" الذي جمع أكثر من 300 ألف متابع.

وفي مقابلة له عام 2020 مع مجلة كمال الأجسام  "Muscular Development"، قال إنه أراد أن يكون مثل أرنولد شوارزنيجر وسيلفستر ستالون، فعندما كان مراهقاً شاهد أفلام مثل "The Terminator" و"Rambo"، وأراد أن يكون ضخماً وعضلياً مثلهم، "أردت أن أكون ’The Hulk‘ ضخم جداً حتى يلاحظ الجميع ذلك".

ويتابع الوحش "لم يكن لدي آنذاك كتب أو مجلات لأطلع عليها، وكان الإنترنت وصل إلى منطقتنا في ذلك الوقت، لذا كان الأمر مكلفاً للغاية بالنسبة إلى معظمنا، وكل ما كنت أعرفه هو أنني أريد أن يكون لدي صدر وعضلة ذات رأسين مثل أرنولد".

تحقيق بأسباب الوفاة

يخاطر لاعبو كمال الأجسام في جميع أنحاء العالم بحياتهم، ويموتون أحياناً من أجل الرياضة التي يحبونها، بسبب الإجراءات المتطرفة التي يشجعها المدربون، ويكافئها الحكام، ويتجاهلها قادة الصناعة، وفقاً لكلام عشرات من لاعبي كمال الأجسام والمدربين والقضاة والمروجين والعاملين الطبيين وأقارب الرياضيين المتوفين.

لذلك قامت صحيفة "واشنطن بوست" بالتحقيق في وفاة أكثر من 20 لاعب كمال أجسام، مع تركيزها في شكل أساس على أولئك الذين ماتوا قبل أو بعد المسابقات، وتبين من المراجعة أن مئات الوثائق بما في ذلك السجلات الطبية وسجلات التشريح وتقارير الشرطة ومكالمات الطوارئ، وكذلك رسائل البريد الإلكتروني والرسائل النصية، إلى جانب المقابلات مع أكثر من 70 شخصاً، تكشف عن العواقب المدمرة لرياضة عملت لسنوات تحت هالة الصحة واللياقة البدنية.

 

 

ووجدت الصحيفة أن عدداً من كبار المدربين في هذه الصناعة، الذين لا يملكون تدريباً رسمياً أو تراخيص طبية، زودوا عملاءهم بالمنشطات غير القانونية أو غيرها من المواد غير المشروعة، وأعطوهم تعليمات في شأن الجرعات اللازمة لاستخدام العقاقير المحسنة للأداء أو نصحوا الرياضيين بعدم طلب الرعاية الطبية قبل المسابقات.

وعلى عكس الرياضات الاحترافية الأخرى، لا تقوم رابطة المحترفين التابعة للاتحاد الدولي لكمال الأجسام، وهي أكبر اتحاد لكمال الأجسام في الولايات المتحدة، بإجراء اختبارات روتينية على الرياضيين للكشف عن المنشطات أو غيرها من العقاقير المعززة للأداء.

ولا يوجد تأمين صحي أو اتحاد لحماية الرياضيين، وتعتبر جميع المنشطات تقريباً غير قانونية في الولايات المتحدة من دون وصفة طبية، لكن لاعبي كمال الأجسام يقولون إنه يمكن الحصول عليها بسهولة واستخدامها على نطاق واسع من المنافسين.

آلية صناعة العضلات

لا يخفي بعض لاعبي كمال الأجسام تعاطيهم للمخدرات، ويتحدث المتنافسون الحاليون والسابقون على المستويات كافة بصراحة عن الأمر في البرامج الصوتية والمقابلات على موقع "يوتيوب" وعلى وسائل التواصل الاجتماعي.

ويدعو بعضهم إلى الحذر والاعتدال، وينصح آخرون بتجربة أي شيء تقريباً لزيادة حجم العضلات، كما يشكو المدربون من أن الشباب في الصالات الرياضية، سواء كانوا يخططون للمشاركة في المسابقات أم لا، كثيراً ما يسألون عما ينبغي لهم أن يتناولونه قبل أن يتعلموا ما تستطيع أجسادهم أن تتحمله من دون عقاقير.

وقال ستيوارت فيليبس، وهو عالم وظائف العضلات بجامعة ماكماستر في هاميلتون بولاية أونتاريو، إن "الكميات والجرعات والأنظمة التي يتبعونها مجنونة مقارنة بما كان الناس قادرين على وضع أيديهم عليه قبل 10 أو 20 أو 30 عاماً ناهيك عن 40 عاماً".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويقضي لاعبو كمال الأجسام عادة أشهراً في الاستعداد للمنافسات باتباع أنظمة غذائية صارمة وساعات من التدريبات التي غالباً ما تكون مدعومة بالمنشطات، ويضيف كثيرون إلى ذلك مزيجاً من العقاقير المعززة للأداء لبناء العضلات وحرق الدهون للحصول على جسم رشيق.

وتعرف الأيام المرهقة التي تسبق المسابقات باسم "أسبوع الذروة"، عندما يكون لاعبو كمال الأجسام في حال من النحافة والجفاف بعد تناول مدرات البول لإزالة الماء حتى تصبح العضلات "جافة" ومحددة.

ويعملون قبلها على زيادة الوزن واكتساب العضلات، وقد يقضون أشهراً في تناول كميات هائلة من الأطعمة الغنية بالبروتينات وشرب البروتين، مما يصل إلى 12 ألف سعر حراري في اليوم بالنسبة إلى بعض الرجال، ويتناول بعضهم هرمونات الببتيد التي تعزز الشهية حتى يتمكنوا من حرق كل هذا.

وفي وقت تناول الطعام قد يحقنون أنفسهم بالأنسولين، وهو هرمون يفرزه البنكرياس، للمساعدة في بناء العضلات وتخفيف آثار هرمون النمو التي ترفع نسبة السكر في الدم، ويقول بعض الأطباء إن قدرات الأنسولين على بناء العضلات "غير مثبتة ومقبولة إلى حد ضئيل" في أفضل الأحوال، وأن الأنسولين ينطوي على أخطار، فالانخفاض الكبير في نسبة السكر في الدم قد يسبب ارتباكاً ونوبات صرع وفي حالات نادرة الموت.

الآثار في القلب والدماغ

وعلى رغم أن عدداً من الأدوية المستخدمة عادة في كمال الأجسام يمكن أن تؤثر في القلب، إلا أن الباحثين يعتبرون المنشطات المشتبه به الرئيس في تضخم القلب الخطر الذي يصاب به بعض لاعبي كمال الأجسام، وفقاً لبيان شامل صدر عام 2014 من جمعية الغدد الصماء.

فعندما تصبح حجرة ضخ الدم البطين الأيسر كبيرة للغاية وتزداد جدرانها سماكة، فإن القلب لا يستطيع ضخ الدم بشكل جيد، كما قال طبيب القلب بجامعة إنديانا المتخصص في قصور القلب أونييديكا إيلونزي، الذي عالج مدمنين على المنشطات بهذه الحالة.

 

 

إذ يصبح القلب أضعف، مما قد يؤدي إلى قصور القلب الاحتقاني، كما تؤدي الجرعات العالية من الستيرويدات إلى ارتفاع ضغط الدم وزيادة الكوليسترول، ويبدو أنها تزيد من خطر عدم انتظام ضربات القلب وجلطات الدم والنوبات القلبية والسكتات الدماغية.

وهنا قد يحاول لاعبو كمال الأجسام التخفيف من مشكلات القلب، عن طريق تناول أدوية ارتفاع ضغط الدم عندما يرتفع ضغط الدم بشكل كبير، أو عن طريق التبرع بالدم عندما تتسبب المنشطات في الإفراط في إنتاج خلايا الدم الحمراء، في حين أن الضرر الذي يلحق بالقلب بسبب الستيرويدات يتراكم عادة على مر السنين، فإن مدرات البول يمكن أن توقف القلب بسرعة كبيرة.

وتعد مدرات البول أو حبوب الماء، من بين أكثر العقاقير شيوعاً وخطورة التي يستخدمها لاعبو كمال الأجسام، فقد يستخدمها المتنافسون للتخلص من الماء قبل فترة وجيزة من العرض، وذلك لأنهم لا يريدون أن يتسبب السائل الزائد تحت الجلد في إخفاء شكل عضلاتهم، لكن التجفيف بالطريقة الخاطئة يمكن أن تكون له عواقب تتراوح بين عدم الراحة والموت، وتعمل مدرات البول على تحفيز الكلى على إفراز الصوديوم والبوتاسيوم مع الماء، ويحتاج الجسم إلى توازن بين هذه العناصر الأساسية لتنظيم الوظيفة الكهربائية للقلب.

وأصيب المتنافسون الذين أخلوا بهذا التوازن بتشنجات في الجسم بالكامل، وفقدوا الوعي أحياناً على خشبة المسرح، وتوفي بعضهم بعد استخدام مدرات البول، بما في ذلك لاعبة كمال الأجسام التشيكية "ألينا كوسينوفا"، التي أصيبت بتشنجات خلف الكواليس قبل مسابقة في إسبانيا العام الماضي، وكانت قادرة على الإجابة عن أسئلة حول مدرات البول التي تناولتها قبل أن تصاب بتشنجات وتفقد الوعي.

أما بالنسبة إلى الدماغ، فلا يبدو أن "غضب المنشطات" قادر على تجسيد التأثيرات المعقدة التي يبدو أن المنشطات تخلفها على أدمغة بعض مستخدميها، وربط الباحثون تعاطي المنشطات بالعدوان والعنف، واضطرابات المزاج الشديدة والأرق والاكتئاب، وفي حالات نادرة الذهان والانتحار.

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات