Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

انسحاب أوكراني من جبهة أفدييفكا بعد معارك ضارية

واشنطن تتهم موسكو بتطوير سلاح مضاد للأقمار الاصطناعية والأخيرة تنفي

ملخص

تشن القوات الروسية هجوما منذ أكتوبر الماضي على المدينة الواقعة في حوض دونباس.

أعلن الجيش الأوكراني اليوم الجمعة انسحابه من موقع كان يسيطر عليه في جنوب مدينة أفدييفكا الواقعة شرق أوكرانيا حيث تدهور الوضع خلال الأيام الأخيرة على الجبهة في مواجهة زيادة الهجمات الروسية.

وقال الجنرال الأوكراني أولكسندر تارنافسكي الذي يدير القوات المتمركزة في هذه المدينة إنه "بعد أشهر عدة من المواجهات قررت القيادة الانسحاب من موقع زنيت في الضواحي الجنوبية الشرقية لأفدييفكا، واتخذنا هذا القرار لتخفيف انتشار القوات وتحسين الوضع العملياتي".

كانت أوكرانيا أكدت اليوم الجمعة أن قواتها تخوض "معارك ضارية" مع القوات الروسية داخل مدينة أفديفكا بشرق البلاد وتقيم مواقع جديدة حول هذا المركز الصناعي.

وجاء هذا الإعلان بعد يوم على تأكيد الرئيس فولوديمير زيلينسكي أن كييف ستبذل "كل ما بوسعها" لإنقاذ أرواح جنودها الذين يواجهون صعوبات على الجبهة الشرقية ولا سيما في مدينة أفديفكا المحاصرة من ثلاث جهات والتي اعتبر الوضع فيها "حرجاً".

وتشن القوات الروسية هجوما منذ أكتوبر (تشرين الأول) الماضي على المدينة الواقعة في حوض دونباس، حيث يواجه الجيش الأوكراني صعوبات متزايدة. وسيشكل سقوط أفديفكا انتصاراً رمزياً مهماً لروسيا.

أنظمة ستارلينك

من جهة أخرى، قال رئيس الاستخبارات العسكرية الأوكرانية اللفتنانت جنرال كيريلو بودانوف، إن القوات الروسية في أوكرانيا تستخدم الآلاف من أنظمة "ستارلينك" للإنترنت عبر الأقمار الاصطناعية التي تنتجها شركة "سبيس إكس" التابعة لإيلون ماسك.

وأضاف بودانوف، لصحيفة "وول ستريت جورنال" في مقابلة نشرت أمس الخميس، أن القوات الروسية تتواصل عبر نظام "ستارلينك" لفترة طويلة وحصلت على المحطات من شركات روسية خاصة اشترتها من وسطاء.

وذكر أن الوسطاء يسلمون المعدات إلى روسيا عبر دول مجاورة منها جمهوريات سوفياتية سابقة.

وكانت الاستخبارات العسكرية الأوكرانية أخبرت "رويترز"، الإثنين الماضي، بأن القوات الروسية تتواصل عبر "ستارلينك" على الخطوط الأمامية، لكنها لم تكشف عن مدى استخدام المحطات.

وتعتمد أوكرانيا بصورة كبيرة على "ستارلينك"، وقالت العام الماضي إن نحو 42 ألف محطة يستخدمها الجيش والمستشفيات والشركات ومنظمات الإغاثة، وتساعد وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) في تمويل تلك الأنظمة لصالح القوات الأوكرانية.

ولم تستجب السفارة الروسية ولا "سبيس إكس" بعد لطلبات للتعليق.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ونفت "ستارلينك" القيام بأي أعمال تجارية في روسيا أو معها. ولم ترد الشركة على رسالة بالبريد الإلكتروني في وقت سابق من هذا الأسبوع تسألها عما إذا كان يمكنها أن تستبعد بشكل قاطع استخدام القوات الروسية في أوكرانيا أنظمتها.

وقال بن باري البريجادير المتقاعد الذي كان يخدم في الجيش البريطاني لـ"رويترز"، إذا استخدمت القوات الروسية "ستارلينك" فإن اتصالاتها ستكون أكثر أمناً ويصعب على أوكرانيا وحلفائها اختراقها.

تفكيك شبكة قرصنة إلكترونية للاستخبارات الروسية

من جانبها، قالت وزارة العدل الأميركية الخميس، إنها فككت شبكة قرصنة إلكترونية للاستخبارات الروسية.

وقالت وكيلة وزير العدل الأميركي ليزا موناكو، في بيان "للمرة الثانية خلال شهرين، منعنا قراصنة رقميين ترعاهم دولة من تنفيذ هجمات إلكترونية تحت غطاء أجهزة اتصال بالإنترنت (راوتر) أميركية هشة".

وقالت وزارة العدل إن عملية أجازها القضاء في يناير (كانون الثاني) 2024 أوقفت نشاط شبكة تشمل المئات من أجهزة الراوتر بالمكاتب الصغيرة والمنازل تسيطر عليها الاستخبارات الروسية وتستخدم "لإخفاء مجموعة متنوعة من الجرائم وتنفيذها أحياناً".

وقال وزير العدل الأميركي ميريك جارلاند "في هذه الحالة، لجأت أجهزة الاستخبارات الروسية إلى جماعات إجرامية لمساعدتها على استهداف أجهزة الراوتر في المنازل والمكاتب، لكن وزارة العدل أحبطت مخططها".

وأضاف جارلاند أن وزارة العدل تعمل على تسريع الجهود الرامية إلى تعطيل الحملات الإلكترونية للحكومة الروسية ضد الولايات المتحدة وشركائها، لا سيما أوكرانيا.

سلاح مضاد للأقمار الاصطناعية

في السياق، أكد البيت الأبيض الخميس أن روسيا تعمل على تطوير سلاح مضاد للأقمار الاصطناعية، وهو أمر يثير قلق الولايات المتحدة، لكنه لا يشكل وفقاً لها تهديداً مباشراً على الأرض. وفق وكالة الصحافة الفرنسية.

وأوضحت الإدارة الأميركية أنها ستتواصل مع موسكو في شأن هذا السلاح، وذلك غداة تحذير أعضاء في الكونغرس من تهديد لم يكشفوا تفاصيله، لكنهم قالوا إنه يشكل خطراً على الأمن القومي الأميركي.

موسكو تنفي

من جهتها، نفت موسكو في وقت سابق الخميس هذه الاتهامات "الخبيثة" و"التي لا أساس لها من الصحة"، ووصفتها بأنها حيلة من البيت الأبيض لمحاولة تمرير حزمة مساعدات لأوكرانيا بمليارات الدولارات تشهد تعطيلاً في الكونغرس بسبب تباين بين الإدارة الديمقراطية والجمهوريين.

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي للصحافيين "أستطيع أن أؤكد أن الأمر يتعلق بقدرة مضادة للأقمار الاصطناعية طورتها روسيا"، لكنه أضاف أنه "لا يوجد تهديد فوري لسلامة أي شخص".

 

وتابع "هذه ليست قدرة نشطة تم نشرها. وعلى رغم أن سعي روسيا للحصول على هذه القدرة بالذات أمر مثير للقلق، إلا أنه لا يوجد تهديد مباشر لسلامة أي شخص".

وأكد كيربي أن السلاح الروسي "متمركز في الفضاء"، لكنه لم يعلق على تقارير في وسائل الإعلام الأميركية تفيد بأنه إما أنه قادر على حمل أسلحة نووية أو يعمل بالطاقة النووية.

غير أنه قال إنه ينتهك معاهدة الفضاء الخارجي لعام 1967 التي صادقت عليها روسيا والولايات المتحدة وتحظر نشر الأسلحة النووية في الفضاء.

وأضاف أن السلاح يمكن أن يشكل خطراً مميتاً على رواد الفضاء في مدار منخفض، إلى جانب احتمال تعطيل الأقمار الاصطناعية العسكرية والمدنية الحيوية.

وأوضح "نحن لا نتحدث عن سلاح يمكن استخدامه لمهاجمة البشر أو التسبب في دمار مادي هنا على الأرض".

ومع ذلك فإن واشنطن "تراقب من كثب هذا النشاط الروسي وسنواصل التعامل معه على محمل الجد"، بحسب كيربي.

تواصل دبلوماسي

وأعلن المتحدث أن الرئيس الأميركي جو بايدن أمر المسؤولين ببدء "تواصل دبلوماسي مباشر" مع روسيا في شأن هذا السلاح، موضحاً أنها لم تستجب بعد.

من جهته، عقد مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جيك ساليفان اجتماعاً مغلقاً مع مسؤولين في الكونغرس، الخميس، بهذا الخصوص.

ويخيم الغموض والقلق على واشنطن منذ أن أصدر رئيس لجنة الاستخبارات بمجلس النواب مايك تورنر بياناً، أول من أمس الأربعاء، أشار فيه إلى "تهديد خطير للأمن القومي"، داعياً بايدن إلى "رفع السرية عن جميع المعلومات المتعلقة بهذا التهديد".

أثار الإعلان المفاجئ غضب ساليفان الذي أشار إلى إحباطه من بيان تيرنر قبل الإحاطة المقررة الخميس.

وقال ساليفان إنه سيجتمع مع أعضاء مجلس النواب الأربعة في مجموعة "الثمانية" التي تضم زعماء الحزبين وكبار أعضاء لجنتي الاستخبارات في مجلسي الكونغرس.

ورفض تأكيد ما اذا كان سيناقش التهديد الأمني، لكنه أشار إلى أهمية الاجتماع بقوله إنه "من غير المعتاد للغاية في الواقع" أن يتواصل مستشار الأمن القومي "شخصياً" مع أعضاء مجلس النواب.

مساعدات أميركية لأوكرانيا

يدور خلاف بين بايدن الديمقراطي ومجلس النواب الذي يقوده الجمهوريون في شأن طلب البيت الأبيض إقرار مساعدات عسكرية بقيمة 60 مليار دولار لدعم أوكرانيا في صد الغزو الروسي الذي يدخل عامه الثالث أواخر هذا الشهر.

ويرفض رئيس مجلس النواب الجمهوري مايك جونسون طرح مشروع القانون الذي أقره مجلس الشيوخ للتصويت، وكان قد حذر مراراً من أنه لن يدعم إقرار حزمة المساعدات حتى يتم اتخاذ إجراءات أكثر صرامة في ملف الهجرة.

في هذا الصدد، قال كيربي إن مدينة أفدييفكا الأوكرانية المحاصرة "تواجه خطر السقوط تحت السيطرة الروسية"، ويرجع ذلك جزئياً إلى نقص الذخيرة.

لكن موسكو اعتبرت تصريحاته محاولة أميركية لتشويه سمعة روسيا وتمرير حزمة المساعدات لأوكرانيا.

المزيد من تقارير