ملخص
قال الكرملين إن رد فعل الغرب على وفاة المعارض أليكسي نافالني غير مقبول لكن التصريحات البغيضة الصادرة عن الولايات المتحدة وأوروبا لن تضر بالرئيس بوتين.
اتهمت أرملة المعارض الروسي الراحل أليكسي نافالني، يوليا نافالنايا، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ"قتل" زوجها، وذلك في شريط فيديو نشر اليوم الإثنين.
وقالت يوليا في هذا المقطع المصور الذي نشر على مواقع التواصل الاجتماعي "قبل ثلاثة أيام، قتل فلاديمير بوتين زوجي أليكسي نافالني. قتل بوتين والد أطفالي"، مضيفة "بذلك، أراد (بوتين) قتل أملنا وحريتنا ومستقبلنا".
ووقفت نافالنايا إلى جانب زوجها أثناء حشده للاحتجاجات في روسيا، ونقلته خارج البلاد بينما كان يرقد في غيبوبة بعد تسميمه، قبل أن تعود معه إلى موسكو.
معاينة الجثمان
ومنع أقارب المعارض الروسي الراحل من معاينة جثمانه لليوم الثالث على التوالي، بحسب ما أفاد فريقه اليوم الإثنين، موضحاً أن والدته "لم يسمح لها" بالدخول إلى المشرحة التي يعتقد أنه فيها.
وقالت المتحدثة باسم فريق نافالني كيرا إيارميش على شبكات التواصل الاجتماعي "وصلت والدة أليكسي ومحاموه إلى المشرحة في وقت مبكر من هذا الصباح. لم يسمح لهم بالدخول. دفع أحد المحامين إلى الخارج. وعندما سئل الموظفون عما إذا كانت جثة أليكسي هناك، امتنعوا عن الإجابة".
تصعيد ألماني
من جانبها، استدعت الخارجية الألمانية سفير روسيا لدى برلين إثر وفاة نافالني في سجن روسي، وفق ما أعلنت اليوم الإثنين الناطقة باسم الحكومة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقالت الناطقة خلال مؤتمر صحافي "ندعو صراحة إلى الإفراج عن كل السجناء السياسيين في روسيا ولا سيما منذ حرب العدوان الروسية على أوكرانيا".
تصريحات "بغيضة"
في المقابل، قال الكرملين إن رد فعل الغرب على وفاة المعارض أليكسي نافالني غير مقبول، لكن التصريحات البغيضة الصادرة عن الولايات المتحدة وأوروبا لن تضر بالرئيس فلاديمير بوتين.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين "نعتبر الإدلاء بمثل هذه التصريحات البغيضة، بصراحة، غير مقبول على الإطلاق".
وأضاف "هذه التصريحات، بالطبع، لا يمكن أن تسبب أي ضرر لرئيس دولتنا"، مشيراً إلى أن التحقيق في وفاة نافالني مستمر ويجري وفقاً للقانون الروسي.
ورداً على سؤال حول رد فعل بوتين على أنباء الوفاة، قال بيسكوف "ليس لديَّ ما أضيفه".
وكان بوتين الذي اشتهر بعدم الإشارة إلى نافالني بالاسم مطلقاً في زيارة إلى جبال الأورال الجمعة، ولم يشر إلى الوفاة، لكن المتحدث باسم الكرملين سبق ووصف ردود فعل القادة الغربيين على وفاة نافالني بأنها "غير مقبولة على الإطلاق" و"هستيرية".
حبس واعتقالات
كانت محاكم روسية قضت بسجن عشرات الأشخاص الذين اعتقلوا خلال مشاركتهم في تأبين المعارض الراحل، إذ حكم على 154 شخصاً منهم في سانت بطرسبورغ وحدها.
وأظهرت الأحكام التي نشرتها دائرة القضاء في المدينة، السبت والأحد، أنه تم الحكم على 154 شخصاً بالسجن لمدة تصل إلى 14 يوماً لانتهاكهم قوانين روسيا الصارمة التي تحظر التظاهر.
وأفادت جماعات حقوقية ووسائل إعلام مستقلة عن عدد من الأحكام المماثلة في حق أشخاص في مدن أخرى.
وتوفي نافالني عن 47 سنة، الجمعة، في سجن بالقطب الشمالي، إذ كان يقضي حكماً بالسجن لمدة 19 عاماً، ما أثار غضب وإدانة زعماء غربيين.
واعتقلت الشرطة الروسية خلال عطلة نهاية الأسبوع مئات من الذين قصدوا أضرحة رمزية أقيمت لنافالني لوضع باقات الورد عليها وإضاءة الشموع تكريماً له.
وتعد التظاهرات المناهضة للكرملين أو العروض العامة لمعارضة النظام غير قانونية في روسيا بموجب قوانين الرقابة العسكرية الصارمة والقوانين ضد المسيرات غير المرخصة.
وسيرت الشرطة ورجال بملابس مدنية دوريات في عشرات المدن الروسية، حيث تجمع الناس لتكريم نافالني خلال عطلة نهاية الأسبوع. ووردت تقارير عدة عن قيامهم بإزالة الضرائح الرمزية التي أقيمت ليلاً، وأظهرت لقطات فيديو رجالاً مقنعين يجمعون باقات الورد في أكياس قمامة على جسر بجوار الكرملين، حيث قتل بوريس نيمتسوف، وهو معارض بارز آخر لبوتين، في عام 2015.
بوريل يعتزم لقاء أرملة نافالني
أعلن مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أمس الأحد أنه سيلتقي اليوم الإثنين في بروكسل يوليا نافالنايا أرملة زعيم المعارضة الروسية الراحل أليكسي نافالني.
وكتب بوريل في وقت متأخر على منصة "إكس"، "الإثنين سأستقبل يوليا نافالنايا في مجلس الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي". وأضاف أن "وزراء الاتحاد الأوروبي سيبعثون برسالة دعم قوية للمقاتلين من أجل الحرية في روسيا"، و"يكرمون" ذكرى نافالني.
وحملت نافالنايا التي لم ترَ زوجها منذ عامين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المسؤولية شخصياً عن وفاة زوجها، ودعت المجتمع الدولي إلى "توحيد صفوفه وهزيمة هذا النظام الشرير والمرعب".
وقال وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني إن "كلمات نافالنايا ستساعدنا جميعاً نحن الأوروبيين لنفهم بصورة أفضل نوع هذا النظام العنيف الذي يتعين علينا مواجهته واحتواؤه".
وأضاف تاياني في بيان "سيجعلنا هذا نشعر بالتهديد الذي يثقل كاهل المواطنين الروس وكل منطقة في أوروبا، القارة التي عاد إليها العنف والوحشية والحرب بصورة مخجلة وغير مسؤولة".