لطالما بجلت الأغلبية الهندوسية في الهند الأبقار باعتبارها حيوانات مقدّسة ولكن حكومة إحدى الولايات تضع حالياً خطة كي تواكب هذه العبادة العصر.
وتقول حكومة ولاية ماديا براديش إنها في صدد إطلاق تطبيقٍ إلكتروني وموقع سيصبحان محطة أساسية يتجه إليها الناس إذا أرادوا "تبني بقرة"، أو الاطّلاع على آخر أخبار "الغوشالا" المحلي (ملجأ الأبقار) أو حتى شراء الأغراض المصنوعة من روث الأبقار وبولها.
وليس تبني الأبقارة، أي التبرع بالمال للملجأ لقاء رعايتها، بالزهيد. إذ تكلّف إعالة دابة واحدة طوال حياتها مبلغ 300 ألف روبي، أي 3.400 جنيه استرليني.
ويعتبر تقديم الهبات المالية لملاجئ الأبقار من الممارسات الشائعة في الهند ولو كانت غير رسمية. ويقال إن هذا النوع من الصّدقات يجلب الحظ السعيد في أوساط الهندوس، وغالباً ما تنشر الصحف إعلانات من هذه الملاجئ طلباً للتبرعات.
ولكن بعد نجاح الخطط التي وضعتها ملاجئ الأبقار الحكومية في الولاية وسمحت بموجبها للشركات والمواطنين الهنود غير المقيمين بتبني أبقار، تطلق حكومة ولاية ماديا براديش هذه الخطة كي تسمح للجميع بالمساهمة في الموضوع وتأمل أن يسرّع الموقع الإلكتروني الجديد هذه العملية.
ومع ازدياد حركات حماية الأبقار بالإضافة إلى وجود قوانين حكومية تحرّم ذبح المواشي، أصبحت الهند تعاني من أزمة أبقار شاردة.
ففي ولاية ماديا براديش وحدها، تقول الحكومة إن 700 ألف بقرة حلوب توقّفت عن إنتاج الحليب، وتخلّى عنها أصحابها.
وفي بداية هذا العام، تعهّدت حكومة ماديا براديش بتمويل 1000 ملجأ جديد للأبقار وهو وعد فاجأ البعض لأنّ الولاية انتقلت حديثاً من حكم حزب ناريندرا مودي الهندوسي القومي، "بي جي بي"، وهو معني أكثر بحماية الأبقار، إلى حكم حزب "الكونغرس" التقدمي العلماني.
وحينها، قال حزب "الكونغرس" إنه أيضاً حزب يهتمّ بالأبقار وزعم أنّ حزب "بي جي بي" لم يبنِ حتى ملجأ جديداً واحداً خلال 15 عاماً تولى فيها حكم الولاية.
وأشار وزير الولاية لشؤون تربية الحيوانات لاخان سينغ ياداف إن الموقع والتطبيق الجديدين سيردمان "هوة التمويل" اللازمة لإنشاء ملاجئ جديدة.
وصرّح لصحيفة "هندوستان تايمز" "في هذه الولاية كثير من الناس يعبدون الأبقار ويريدون (تعزيز) رفاهية الأبقار وسنعمل على توفير منصة لهؤلاء الناس عبر حلول التقنيات المتطورة".
وأشار المسؤولون إلى سعيهم لإطلاق الموقع الإلكتروني والتطبيق قبل نهاية الشهر الحالي. وسيتسنّى لمستخدمي هاتين المنصّتين تبني بقرة لمدة تتراوح بين 15 يوماً ومدى حياتها. وفي حال كانت ميزانيتهم محدودة فبإمكانهم شراء أغراض معينة تحتاجها الدابّة من علف أخضر طازج وأدوية إلى مراوح تقيها حرّ النهار.
ومع أنّ هذا الموقع هو أول موقع حكومي متخصص بتبنّي الأبقار، ليست ولاية ماديا براديش الأولى في التوصل إلى حلول إبداعية للمشكلة نفسها.
فالشهر الماضي، أعلنت حكومة حزب "بي جي بي" في ولاية أوتار براديش عن وضعها 100 ألف بقرة للتبني الفعلي، وأشارت إلى أنّ أي مواطن محسنٍ يتبنّى بقرة سيحصل على دعم مادي بقيمة 900 روبي (10 جنيه استرليني) شهرياً كمساهمة في تكلفة رعايتها.
وفي ولاية راجستان اقترحت حكومة حزب "الكونغرس" في شهر يناير (كانون الثاني) خطة من أجل تكريم من يتبنون الأبقار (مادياً) في احتفالات تقام خلال عيد الاستقلال وعيد تأسيس الجمهورية. لكنها استغنت عن السياسة هذه حين تبيّن أنّ إدارة حزب "بي جي بي" السابقة هي أول من قدّم هذا المقترح.
© The Independent