Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أوكرانيا أمام خيار صعب في شأن القوات في أفدييفكا

يقول فولوديمير زيلينسكي إن إنقاذ الأرواح كان الأولوية لأن التأخير في المساعدات العسكرية من الولايات المتحدة لن يؤدي إلا إلى زيادة الضغوط في ساحة المعركة  

جنود أوكرانيون يطلقون قذائف مضادة للدبابات باتجاه القوات الروسية في أفدييفكا (رويترز)

ملخص

تعليق المساعدات العسكرية الأميركية لأوكرانيا يفاقم الضغوط في المعركة في أفدييفكا والأولوية لحماية الأرواح.

أخبر القادة العسكريون والسياسيون الأوكرانيون صحيفة "اندبندنت" في أواخر العام الماضي أن لديهم خطط طوارئ في حالة سقوط بلدة أفدييفكا المحورية.

فعندما اتخذ قرار الانسحاب من المدينة الشرقية المدمرة، التي اكتسبت أهمية رمزية بالنسبة لكل من أوكرانيا وروسيا إلى جانب أهميتها التكتيكية، فقد كان بلا شك بمثابة انتكاسة، ولكنه لم ينتهِ إلى الكارثة المدمرة التي كان يمكن أن تحصل. تراجعت القوات الأوكرانية إلى الخطوط الدفاعية المحددة سابقاً، لتجنب محاصرتها مع ما يترتب على ذلك من خسائر فادحة وآلاف الجنود الذين قد يقعون في الأسر. ومع ذلك فقد وقع بعض الجنود في الأسر أثناء التراجع، وذلك بسبب ما وصفه القادة الأوكرانيون بـ"القوة الساحقة لقوات العدو".

وأعلن القائد العسكري الجديد في أوكرانيا، الجنرال أولكسندر سيرسكي، الانسحاب قائلاً: "قررت سحب وحداتنا من المدينة وإعادة نشرها في مواقع يسهل الدفاع عنها. نحن نتخذ تدابير لتحقيق الاستقرار في الوضع والاحتفاظ بالمواقع الجديدة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأضاف "على أي حال، سنعود إلى أفدييفكا".

أفدييفكا هي ضاحية من ضواحي دونيتسك، المدينة الجنوبية الشرقية التي استولت عليها القوات الموالية لروسيا في عام 2014 وأصبحت ما كان يأمل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن تكون نقطة انطلاق لغزو مساحات أكبر بكثير من أوكرانيا.

ومع ذلك، تمكنت أوكرانيا من احتواء القوات الروسية في ذلك الوقت في المنطقة المحيطة بدونيتسك ومقاطعة لوغانسك المجاورة، والمعروفة باسم دونباس. احتدم الصراع على المستوى المنخفض، مع مواجهات دامية بين الفينة والأخرى لمدة ثماني سنوات لاحقة على طول حدود دويلة "جمهورية دونيتسك الشعبية" التي تحركها موسكو كالدمية. وعندما بدأت الحرب الشاملة في عام 2022، بذل الروس محاولات أكثر تصميماً للاستيلاء على أفدييفكا.

أصبحت أفدييفكا شوكة عالقة في حلق بوتين: فهي قريبة بشكل مغر، على بعد بضعة أميال فقط من مدينة دونيتسك، ولكن ثبت أنه من المستحيل الاستيلاء عليها، وفي الوقت نفسه عرقلت محاولات موسكو للاستيلاء على مزيد من الأراضي في المنطقة.

عندما صدت أفدييفكا المحاولات المتتالية للاستيلاء عليها، زادت أهمية المدينة في ذهن بوتين المهووس لتغدو بمثابة تذكير مزعج بأن روسيا عانت عديداً من الكوارث في ساحة المعركة ولكن كان لديها القليل من الانتصارات التي تباهت بها منذ هجومها على أوكرانيا عام 2022.

كان آخر انتصار للكرملين، وهو انتصار آخر باهظ الثمن كلف عشرات الآلاف، وربما أكثر من 100 ألف من القتلى الروس، في باخموت العام الماضي. هناك أيضاً، انسحبت القوات الأوكرانية لتجنب محاصرتها في المدينة المدمرة إلى حد كبير وغير صالحة للسكن.

وقد استشاط بوتين غضباً من أن المواعيد النهائية التي حددها مراراً وتكراراً للاستيلاء على أفدييفكا ومنطقة دونيتسك بأكملها قد فاتت في ظل تشبث القوات الأوكرانية بمواقعها.

وقد ضاعفت روسيا في الخريف الماضي جهودها للاستيلاء على أفدييفكا، التي حولتها الآن بالكامل تقريباً إلى أنقاض.

ركزت موسكو عدداً كبيراً من الدبابات والآليات المدرعة الأخرى والمدفعية ونشرت عشرات الآلاف من القوات، التي تضمنت أعداداً كبيرة من المدانين الذين استبدلوا محكوميتهم في السجن بالخدمة العسكرية، والمجندين الجدد المدربين تدريباً سيئاً الذين أغرتهم وعود الأجور المرتفعة أو الذين أتت بهم التهديدات، وبعض وحدات النخبة.

وقد ألقي بهم جميعاً على التحصينات الأوكرانية الهائلة وراح أفراد القوات الروسية يتساقطون بالمئات، ولكن باستخدام نفس التكتيكات الانتحارية والموجة البشرية والهجوم الأمامي التي كلفتهم ثمناً باهظاً في باخموت، أرسلت موسكو قواتها مراراً وتكراراً إلى حتفهم بالآلاف على جثث رفاقهم الذين سقطوا.

بحلول نهاية العام الماضي، قالت مصادر في الجيش الأوكراني لصحيفة "اندبندنت" إنهم حسبوا أن أفدييفكا قد تسقط بسبب الثقل الهائل لهجمات موسكو، التي أهدرت حياة الروس ولكنها حققت مكاسب تدريجية.

يبلغ عدد سكان روسيا أربعة أضعاف عدد سكان أوكرانيا، ما يعني بلغة الأرقام أن أوكرانيا لا يمكنها الفوز في معركة استنزافية بحتة. وفي كل الأحوال، في حين أن بوتين ونظامه الديكتاتوري لا يعانيان أي رد فعل سلبي من المواطنين المكبوتين المجبرين على الصمت في شأن الأرواح التي يزهقانها، فإن المجتمع الأوكراني لن يتسامح مع مثل هذا التفريط غير المبرر بالأرواح، ولطالما كان قادة كييف أكثر حذراً في هذا الصدد.

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه أمر قادته بصون حياة جنود البلاد كأولوية قصوى.

وعلى رغم أن القوات الأوكرانية تمكنت من الحفاظ على أفدييفكا في وجه الصعاب التي بدت ساحقة لفترة طويلة، فإن العامل الذي قلب الموازين ضدها كان المأزق السياسي المرير في الكونغرس الأميركي الذي علق جميع الإمدادات العسكرية الأميركية المهمة.

وقد أدى ذلك إلى خفض كبير في ذخيرة المدفعية التي يوفرها الغرب، وهو أمر بالغ الأهمية لإبقاء القوات الروسية الأكبر حجماً بعيدة على امتداد خطوط الجبهة التي يبلغ طولها 600 ميل. وقال ضباط في بعض مواقع بطاريات المدفعية الأوكرانية لصحيفة "اندبندنت" في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي إنهم كانوا يطلقون في السابق نحو 5 إلى 6 آلاف قذيفة يومياً مقارنة بـ10 آلاف قذيفة روسية.

لكن الخفض في الإمدادات الأميركية تسبب بنفاد قذائف بعض الوحدات المدفعية التي لم يتبق لدى بعضها سوى قذيفتين، وكان هذا هو الوضع حول أفدييفكا، الذي حال دون قدرة المدفعية الأوكرانية على إطلاق النار لدعم رفاقها في الخنادق ممن يقاتلون في أماكن قريبة، مما أدى إلى تدهور قدرتها على صد الهجمات الروسية الجماعية.

وقال قائد القوات الأوكرانية التي تدافع عن أفدييفكا، الجنرال أولكسندر تارنافسكي: "في وضع يتقدم فيه العدو على جثث جنوده، مع نسبة تفوق في عدد القذائف تبلغ 10 إلى 1، وتحت القصف المستمر، هذا هو الحل الصحيح الوحيد".

وتجدر الإشارة إلى أن الدول الأوروبية زادت المساعدات العسكرية لأوكرانيا ولكنها ببساطة لا تملك في الوقت الحاضر القدرة على سد الفجوة العملاقة التي خلفها تعليق المساعدات الأميركية.

في الأسبوع الماضي، حذر المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، جون كيربي، أعضاء الكونغرس الجمهوريين الممتنعين، الذين يحولون دون المساعدات لأوكرانيا بناء على طلب الرئيس السابق والمعجب ببوتين، دونالد ترمب، من أن: "أفدييفكا معرضة لخطر السقوط في القبضة الروسية"، بسبب نقص الذخيرة.

لقد فات الأوان بالنسبة لأفدييفكا، ولكن ما لم يحل مأزق الكونغرس الأميركي بسرعة، ستعاني أوكرانيا من خسائر أكبر في عديد وقد تضطر إلى التراجع عن مناطق المواجهة الأخرى حيث شنت روسيا أيضاً نفس النوع من الهجمات الشرسة على غرار ما جرى في أفدييفكا.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات