على وقع عمليات اغتيال متتالية طالت أكثر من شخصية إيرانية داخل سوريا في الأسابيع الماضية، كشفت وكالة "رويترز" وفق مصادرها، بداية فبراير (شباط) الجاري، أن الحرس الثوري قلص نشر كبار ضباطه وسيعتمد أكثر على فصائل متحالفة مع طهران للحفاظ على نفوذه في سوريا.
وبحسب الوكالة، فإن قرار إيران سحب كبار الضباط ينطلق كذلك من سعيها لعدم الانجرار إلى صراع يحتدم في أنحاء الشرق الأوسط، فيما لفتت الوكالة إلى أن الحرس الثوري نقل للجانب السوري مخاوفه من تورط قوات الأمن السورية في تسريب معلومات عن قواته.
فهل تنوي إيران الانسحاب الكامل من سوريا، والاعتماد على الفصائل المتحالفة معها أم إنه انسحاب "تكتيكي" لحين انتهاء ما وصفها البعض بـ"حرب الاغتيالات"؟
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
الانسحاب خطوة تكتيكية
يقول المتخصص في العلاقات الدولية الأكاديمي محمد عبادي، "عندما نتحدث عن سحب إيران كبار ضباطها من سوريا فلا بد أن نأخذ في الاعتبار أن هذه الخطوة تكتيكية ومتعلقة بعدد من الأسباب، أهمها الحفاظ على قوات النخبة الإيرانية في سوريا نظراً إلى اتساع الخرق الأمني الكبير".
ويضيف "هناك اتهامات لوحدات في النظام السوري بتسريب إحداثيات ومواقع ضباط إيران في سوريا. وحتى تُعالِج هذا الخلل فإن إيران ترى في وجود قواتها هناك محرقة لهم وسيتم اغتيالهم". والسبب الثاني بحسب عبادي هو أن القيادة الإيرانية تعلم أنه في وقت تبدو كل الجبهات مفتوحة لن تستطيع أن ترد بشكل يوازي خطوة اغتيال كبار قادتها في سوريا كما حدث مع رضى موسوي وصادق أوميد زاده، لذلك "هي تحفظ ماء وجهها مقدماً".
وفي ما يتعلق بمستقبل الوجود الإيراني في سوريا؟ يقول عبادي إن طهران لن تتراجع عن نفوذها في سوريا، فهي دفعت منذ البداية بمستشارين عسكريين من ذوي الخبرة ليعملوا على تأسيس وجود شيعي مجتمعي دائم ووجود شيعي ميليشياوي دائم، ويعتبر أنها تعي أنه في لحظة ما ستغادر الميليشيات العراقية أو الأفغانية أو حتى "حزب الله" سوريا، لذلك عملت على هندسة وجود ميليشيات محلية دائمة في سوريا.
ويضيف أن "إيران التي دفعت عشرات المليارات من الدولارات بسبب وجودها في سوريا وعشرات القادة ومئات إن لم يكن آلاف الجنود من أجل ترسيخ هذا الوجود"، لا يمكن أن تخرج من هذا البلد.
Listen to "محمد عبادي- إيران تخرج مستشاريها من سوريا... خطوة تكتيكية أم دائمة؟" on Spreaker.
