أسهم أوروبا تسجل أعلى مستوى على الإطلاق

ارتفعت الأسهم الأوروبية إلى مستوى قياسي اليوم الخميس، مدعومة بأداء قوي للأسهم العالمية مع ارتفاع مؤشر "نيكاي" الياباني إلى أعلى مستوى على الإطلاق.
وصعد مؤشر "ستوكس 600" الأوروبي إلى 495.77 نقطة، متجاوزاً مستوى 495.46 نقطة الذي بلغه في يناير (كانون الثاني) 2022، إذ أدت التوقعات القوية المفاجئة للإيرادات من عملاقة الرقائق الأميركية "إنفيديا" إلى رفع المعنويات على مستوى العالم.
وارتفع المؤشر في أحدث التعاملات بنحو واحد في المئة خلال اليوم، وسجل زيادة أربعة في المئة تقريباً حتى الآن هذا العام بعد الارتفاع أكثر من 10 في المئة العام الماضي.
واستفادت الأسواق العالمية من متانة الاقتصاد العالمي على نطاق واسع وآمال خفض البنوك المركزية الكبرى لأسعار الفائدة في وقت لاحق من العام.

انكماش الاقتصاد الألماني يزيد

في تلك الأثناء أظهر مسح أولي نشر اليوم أن انكماش الاقتصاد الألماني زاد في فبراير (شباط) الجاري، إذ لم يتمكن تحسن طفيف في نشاط الخدمات من تعويض تدهور حاد مفاجئ في قطاع التصنيع.
وانخفض مؤشر بنك "هامبورغ" التجاري المجمع لمديري المشتريات الصادر عن "ستاندرد أند بورز غلوبال" إلى 46.1 نقطة في فبراير الجاري، في مقابل 47.0 نقطة في الشهر السابق، وهو ما يتعارض مع التوقعات في استطلاع لـ"رويترز" بالارتفاع إلى 47.5 نقطة.
وبهذا يستمر انخفاض المؤشر عن مستوى 50 نقطة الذي يفصل بين النمو والانكماش للشهر الثامن في الشهر الجاري، ويسجل أسرع وتيرة للتراجع منذ أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

انحسار تراجع النشاط التجاري بمنطقة اليورو في فبراير

في غضون ذلك أظهر مسح اليوم أن معدل تراجع النشاط التجاري في منطقة اليورو انحسر في فبراير الجاري، إذ كسر قطاع الخدمات المهيمن سلسلة من الانكماش استمرت ستة أشهر، مما عوض تدهوراً في قطاع التصنيع.
وعن ذلك قال الاقتصادي في بنك "هامبورغ" نورمان ليبكه، إن "هناك بصيصاً من الأمل في أن تتجه منطقة اليورو نحو التعافي"، مضيفاً "هذا ملحوظ بصورة خاصة في قطاع الخدمات".
وتحسنت المعنويات وزادت الشركات عدد الموظفين بأسرع وتيرة منذ يوليو (تموز) 2023 في إشارة إلى توقعات باستمرار الزخم، وارتفع مؤشر التوظيف إلى 51.2 نقطة من 50.1 نقطة، وقفز مؤشر مديري المشتريات للخدمات إلى 50 نقطة من 48.4 نقطة في يناير الماضي، وهو ما يتجاوز بكثير توقعات الاستطلاع عند 48.8 نقطة.
لكن كانت هناك علامات على وجود ضغوط تضخمية مع ارتفاع مؤشرات أسعار مدخلات ومخرجات الخدمات، كما حدث في يناير 2024، وارتفع مؤشر أسعار الإنتاج إلى أعلى مستوى له في تسعة أشهر عند 56.9 نقطة من 56.3 نقطة.
وقد يثير هذا قلق صناع القرار في البنك المركزي الأوروبي الذين أبقوا أسعار الفائدة عند مستوى مرتفع قياسي بلغ أربعة في المئة الشهر الماضي، وأكدوا مجدداً التزامهم بمكافحة التضخم حتى مع مراهنة المستثمرين على انخفاض كلف الاقتراض هذا العام.

المركزي التركي يبقي أسعار الفائدة من دون تغيير

في إسطنبول أبقى البنك المركزي التركي سعر الفائدة الرئيس من دون تغيير عند 45 في المئة اليوم، وهو ما يتوافق مع التوقعات بعد رفع سعر الفائدة الشهر الماضي، لكنه قال إنه قد يشدد سياسته النقدية إذا لاح في الأفق احتمال حدوث تدهور كبير ومستمر في توقعات التضخم.
وجاء اجتماع السياسة النقدية بعد تعيين فاتح قره خان محافظاً للبنك المركزي في الثالث من الشهر الجاري، عقب استقالة حفيظة غاية أركان بدعوى أنها في حاجة إلى حماية أسرتها مما سمته حملة تشهير إعلامية.

ورفع البنك سعر إعادة الشراء لأجل أسبوع بمقدار 3650 نقطة منذ يونيو (حزيران) 2023، بعد فوز الرئيس رجب طيب أردوغان بولاية جديدة في انتخابات مايو (أيار) الماضي، وتحوله بصورة جذرية نحو سياسة التشديد النقدي.
وقال قره خان، أثناء تقديمه لتقرير التضخم الفصلي للبنك هذا الشهر، إنه سيستمر في اتباع سياسة التشديد النقدي حتى ينخفض ​​التضخم إلى المعدل المستهدف، وأبقى توقعات التضخم في نهاية العام عند 36 في المئة على رغم التوقعات بأنه قد يرتفع عن ذلك.

"نيكاي" يسجل أعلى مستوياته على الإطلاق

في الشرق الأقصى أغلقت الأسهم اليابانية عند مستوى قياسي جديد اليوم، إذ تخطت المستويات التي شوهدت آخر مرة في عام 1989، بعدما أدت التقييمات المتدنية وإصلاحات الشركات إلى جذب الأموال الأجنبية الباحثة عن بدائل للأسواق الصينية المتضررة.

إلى ذلك أغلق مؤشر "نيكاي" مرتفعاً 2.19 في المئة عند 39098.68 نقطة، ووصل في وقت سابق خلال الجلسة إلى 39156.97 نقطة، متجاوزاً أعلى مستويات إغلاق وأعلى مستوى مسجل خلال اليوم على الإطلاق التي سجلت في الـ29 من ديسمبر (كانون الأول) 1989.

وكان أعلى مستوى سابق للمؤشر خلال اليوم هو 38957.44 نقطة، وكان أعلى إغلاق عند 38915.87 نقطة.
وتعليقاً على ذلك، قال كبير محللي السوق لدى "أو كابوكوم" للأوراق المالية في طوكيو تسوتومو يامادا، إنه "بالنسبة إلينا كمتعاملين، يمثل هذا بداية عصر جديد، إذ يبدو أن سوق الأوراق المالية تخبرنا أننا أفلتنا أخيراً من الانكماش وأن عالماً جديداً انفتح".
وارتفع المؤشر بنحو 17 في المئة هذا العام بعد ارتفاعه 28 في المئة في 2023، عندما أصبح المؤشر الياباني أفضل البورصات الآسيوية أداء.
واستفادت السوق منذ بداية عام 2024 من موسم أرباح قوي وانخفاض الين الذي عاد إلى ما يقرب من 150 ين لكل دولار، إضافة إلى التوقعات بأن بنك اليابان سيلتزم بالسياسة النقدية فائقة التيسير لفترة من الوقت.
وارتفع سهم إنفيديا ستة في المئة الليلة الماضية بعدما توقعت تحقيق إيرادات في الربع الأول المالية أعلى من التقديرات بسبب الطلب القوي على رقائقها التي تهيمن على سوق الذكاء الاصطناعي.
وقفز سهم طوكيو إلكترون ستة في المئة ليعطي أكبر دعم للمؤشر نيكي، في حين صعد سهم أدفانتست لصناعة معدات اختبار الرقائق 7.5 في المئة.

الذهب يرتفع

في أسواق المعادن الثمينة ارتفعت أسعار الذهب اليوم مدعومة بضعف الدولار وتصاعد التوتر في الشرق الأوسط، فيما يترقب المستثمرون مزيداً من البيانات الاقتصادية الأميركية التي قد توفر مؤشرات على الخطوات التالية لمجلس الاحتياط الفيدرالي (المركزي الأميركي) لأسعار الفائدة.
وارتفع الذهب في المعاملات الفورية 0.3 في المئة إلى 2030 دولار للأوقية (الأونصة)، بعدما بلغ أمس الأربعاء أعلى مستوياته منذ التاسع من فبراير الجاري عند 2031.99 دولار، وصعدت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.3 في المئة إلى 2030 دولار للأوقية.
وواصل مؤشر الدولار خسائره لليوم الرابع، إذ خسر 0.3 في المئة، مما يزيد جاذبية المعدن الأصفر المسعر بالعملة الأميركية للمشترين في الخارج، وعزز محضر الاجتماع الأحدث للسياسة بـ"الفيدرالي"، الذي صدر أمس الأربعاء التوجه الذي يرى أن المركزي الأميركي ليس في عجلة من أمره لخفض أسعار الفائدة.
وبالنسبة إلى المعادن النفيسة الأخرى، ارتفع البلاتين 1.2 في المئة في المعاملات الفورية إلى 893.45 دولار للأوقية وزاد البلاديوم 1.7 في المئة إلى 965.25 دولار، فيما صعدت الفضة واحد في المئة إلى 23.08 دولار للأوقية.