أعلنت منظمة التعاون الإسلامي يوم الأربعاء عن دعوتها الأعضاء إلى اجتماع طارئ في جدة يوم الأحد 15 سبتمبر (أيلول) لبحث التصعيد الإسرائيلي الجديد بعد إعلان نتنياهو عزمه ضم أجزاء من غور الأردن بالضفة الغربية إذا فاز في الانتخابات التي ستجرى بعد أسبوع.
وكانت الرياض قد دعت إلى اجتماع إسلامي طارئ لمواجهة خطط نتنياهو في الأراضي المحتلة.
وقال وزراء خارجية الجامعة في بيان بعد اجتماع في القاهرة إنهم يعتبرون إعلان نتنياهو "تطورا خطيرا وعدوانا إسرائيليا جديدا بإعلان العزم على انتهاك القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بما فيها قراري مجلس الأمن 242 و338".
وقال الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط للصحفيين بعد الاجتماع "يعتبر المجلس هذه التصريحات إنما تقوض فرص إحراز أي تقدم في عملية السلام وتنسف أسسها كافة".
وكان وزراء خارجية الجامعة يعقدون اجتماعا في القاهرة لكنهم أضافوا جلسة طارئة بعد أن أدلى نتنياهو بتصريحاته على الهواء مباشرة.
ووفقا لمنظمة بتسيلم الحقوقية الإسرائيلية، يعيش نحو 65 ألف فلسطيني و11 ألف مستوطن إسرائيلي في غور الأردن ومنطقة شمال البحر الميت. وأهم مدينة فلسطينية هناك هي أريحا التي تضم 28 قرية وبعض مجتمعات البدو.
الرياض تدعو لجلسة طارئة لـ"التعاون الإسلامي"
وندّدت الرياض بالوعد الانتخابي الذي أطلقه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو. وقال الديوان الملكي في بيان أوردته وكالة الأنباء الرسمية "تعلن المملكة العربية السعودية عن إدانتها وشجبها ورفضها القاطع" لما أعلنه نتانياهو و"تعتبر هذا الإجراء "باطلاً جملة وتفصيلاً".
وأضاف البيان أن "المملكة العربية السعودية تدعو إلى عقد اجتماع طارئ لمنظمة التعاون الإسلامي على مستوى وزراء الخارجية لبحث هذا الموضوع ووضع خطة تحرك عاجلة وما تقتضيه من مراجعة المواقف تجاه إسرائيل بهدف مواجهة هذا الإعلان والتصدي له واتخاذ ما يلزم من إجراءات".
ووصف وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي على تويتر خطة نتنياهو بأنها "تصعيد خطير". والأردن ومصر هما البلدان العربيان الوحيدان اللذان وقعا معاهدتي سلام مع إسرائيل.
وكتبت حنان عشراوي وهي مسؤولة كبيرة في منظمة التحرير الفلسطينية على تويتر قائلة إن نتياهو "يسعى لفرض (رؤية) إسرائيل الكبرى على كامل الأراضي الفلسطينية التاريخية وتنفيذ مخطط للتطهير العرقي".
وفي خضم معركته للبقاء السياسي بعد انتخابات غير حاسمة في أبريل (نيسان)، جدد نتنياهو التعهد بضم كل المستوطنات التي بنتها إسرائيل في الضفة الغربية.
موقف أميركي
وفي السياق، ذكر مسؤول أميركي يوم الثلاثاء أن السياسة الأميركية تجاه إسرائيل والأراضي الفلسطينية لا تزال ثابتة دون تغيير، وذلك بعد أن أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه ينوي ضم غور الأردن من الضفة الغربية إذا فاز في الانتخابات المقبلة.
وقال المسؤول بإدارة الرئيس دونالد ترامب عندما سُئل عما إذا كان البيت الأبيض يدعم خطة نتنياهو "لا تغير في السياسة الأميركية في هذا التوقيت".
وأضاف "سنصدر رؤيتنا للسلام بعد الانتخابات الإسرائيلية وسنعمل لتحديد المسار الأفضل للمضي قدما من أجل جلب الأمن والفرص والاستقرار المنشود إلى المنطقة".
وقال جاريد كوشنر، كبير مستشاري البيت الأبيض، في أوائل مايو (أيار) إنه يأمل أن تدرس إسرائيل بتمعن مقترح الرئيس دونالد ترامب المقبل بشأن السلام في الشرق الأوسط قبل "المضي قدما في أي خطة" لضم مستوطنات الضفة الغربية.
وقالت وكالة الأنباء السعودية إن المملكة أدانت تصريحات نتنياهو ودعت الى عقد اجتماع طارئ لمنظمة التعاون الاسلامي.
الاتحاد الأوروبي يرفض
إلى ذلك، حذر الاتحاد الأوروبي اليوم الأربعاء من أن تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بضم غور الأردن في الضفة الغربية المحتلة إذا فاز في انتخابات الأسبوع المقبل يقوض فرص السلام في المنطقة..
وقال الاتحاد الأوروبي إنه لن يعترف بأي تغيير في حدود إسرائيل لم يتفق عليه الطرفان.
وقال متحدث باسم الاتحاد الأوروبي في تصريح لـ"فرانس برس" اليوم الأربعاء إن: "سياسة بناء المستوطنات وتوسيعها بما في ذلك في القدس الشرقية غير قانونية بموجب القانون الدولي واستمرارها والإجراءات المتخذة في هذا السياق تقوض إمكانات حل الدولتين وفرص السلام الدائم".
ووصفت تركيا الثلاثاء ب"العنصري" الوعد الانتخابي لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو بضم منطقة غور الاردن في الضفة الغربية المحتلة، في حال إعادة انتخابه في السابع عشر من سبتمبر (أيلول).
وقال وزير الخارجية التركي مولد جاويش اوغلو في تغريدة بالانكليزية والتركية "إن الوعد الانتخابي لنتانياهو، الذي يوجه كل أنواع الرسائل العدائية وغير الشرعية قبل الانتخابات، هو بإقامة دولة عنصرية".
وأكد نتانياهو في خطاب متلفز نيته ضم المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة إذا أعيد انتخابه.
ومن شأن هذه الخطوات أن تقضي فعليًا على أي أمل متبقٍ لحل الدولتين بهدف إنهاء النزاع الإسرائيلي الفلسطيني الذي كان لفترة طويلة محور الدبلوماسية الدولية.