Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الحكومة الفلسطينية تقدم استقالتها: المرحلة المقبلة تتطلب ترتيبات جديدة

غوتيريش يحذر من "نهاية برامج المساعدات الإنسانية" في غزة إذا نفذت إسرائيل هجوماً على رفح

ملخص

قدم الجيش الإسرائيلي خطة لمجلس الحرب لإجلاء السكان من مناطق القتال في قطاع غزة فضلاً عن خطة العمليات المقبلة

أعلن رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية، اليوم الإثنين، أن الحكومة الفلسطينية قدمت استقالتها لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.

وقال اشتية في مستهل الاجتماع الأسبوعي لمجلس الوزراء "وضعت استقالة الحكومة تحت تصرف السيد الرئيس في الـ20 من فبراير (شباط) الجاري واليوم أتقدم بها خطياً"، مؤكداً أن هذه الخطوة تأتي "على ضوء المستجدات السياسية والأمنية والاقتصادية المتعلقة بالعدوان على قطاع غزة والتصعيد غير المسبوق في الضفة الغربية والقدس وما يواجهه شعبنا وقضيتنا الفلسطينية ونظامنا السياسي من هجمة شرسة وغير مسبوقة".

وأكد اشتية أن المرحلة المقبلة تتطلب "ترتيبات حكومية وسياسية جديدة تأخذ في الاعتبار الواقع المستجد في قطاع غزة، ومحادثات الوحدة الوطنية والحاجة الملحة إلى توافق فلسطيني - فلسطيني مستند إلى أساس وطني، ومشاركة واسعة، ووحدة الصف، وإلى بسط سلطة السلطة على كامل أرض فلسطين".

وتأتي الخطوة وسط ضغوط أميركية متزايدة على عباس لإجراء تغييرات في السلطة الفلسطينية وسط تكثيف الجهود الدولية لوقف القتال في غزة وبدء العمل على هيكل سياسي لحكم القطاع بعد الحرب.

وارتفعت حصيلة القتلى في قطاع غزة إلى ما لا يقل عن 29782 فيما أصيب 70043 آخرون، وفق بيان محدث لوزارة الصحة في قطاع غزة اليوم. وأضافت الوزارة أن 90 فلسطينياً لقوا حتفهم وأصيب 164 في الضربات الإسرائيلية خلال الساعات الـ24 الماضية.

غوتيريش يحذر

في الأثناء، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش اليوم من أن هجوماً إسرائيلياً على رفح سيوجه ضربة قاضية لبرامج المساعدات في غزة، حيث لا تزال المساعدات الإنسانية "غير كافية على الإطلاق".

وقال غوتيريش في كلمة أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف، إن هجوماً شاملاً على المدينة الواقعة في جنوب قطاع غزة على الحدود مع مصر "لن يكون فقط مروعاً بالنسبة إلى أكثر من مليون مدني فلسطيني لجأوا إلى هناك، بل سيكون بمثابة المسمار الأخير في نشع برنامج مساعداتنا".

كما عبر الأمين العام للأمم المتحدة عن أسفه لفشل مجلس الأمن الدولي في وقف الهجوم الإسرائيلي في غزة والهجوم الروسي على أوكرانيا. وقال إن هذا قوض سلطة المجلس "ربما بشكل قاتل".

وقال "افتقار المجلس إلى الوحدة في شأن الغزو الروسي لأوكرانيا، والعمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة في أعقاب الهجمات الإرهابية المروعة التي شنتها (حماس) في السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، كل هذا قوض سلطته بشدة وربما بشكل قاتل". وأضاف أن "المجلس يحتاج إلى إصلاح جدي لتركيبته وأساليب عمله".

المعارك

ميدانياً، قال الجيش الإسرائيلي إن قواته قتلت أكثر من 30 مسلحاً فلسطينيا في حي الزيتون بمدينة غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية.

وأفيد عن مقتل ثلاثة فلسطينيين في قصف إسرائيلي استهدف منزلاً شمال مدينة رفح جنوب قطاع غزة، كما سقط قتيلان بغارة إسرائيلية استهدفت منطقة الفخاري شرق خان يونس، جنوب قطاع غزة، وقتل فلسطين آخر بقصف إسرائيلي على مجموعة مواطنين في منطقة أبو العجين شرق دير البلح وسط القطاع.

في المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي إصابة ضابط وأربعة جنود بجروح خطيرة خلال معارك في قطاع غزة.

التدهور

ويستمر الوضع الإنساني في التدهور في قطاع غزة، إذ بات نحو 2.2 مليون شخص، هم الغالبية العظمى من سكانه، مهددين بخطر "مجاعة جماعية"، وفق الأمم المتحدة، قدم الجيش الإسرائيلي خطة "لإجلاء" المدنيين من "مناطق القتال" في غزة بحسب ما أعلن اليوم الإثنين مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

وتوعدت إسرائيل أمس الأحد بشن هجوم بري على مدينة رفح المكتظة في جنوب القطاع على رغم المفاوضات الجارية للتوصل إلى هدنة جديدة في الحرب ضد "حماس".

وقال مكتب نتنياهو في بيان مقتضب اليوم إن الجيش "قدم لمجلس الحرب خطة لإجلاء السكان من مناطق القتال في قطاع غزة، فضلاً عن خطة العمليات المقبلة"، من دون أن يخوض في تفاصيل.

يأتي ذلك في وقت قال فيه نتنياهو أمس الأحد لقناة "سي بي أس" الأميركية إن التوصل إلى اتفاق هدنة لن يؤدي إلا إلى "تأخير" الهجوم على مدينة رفح التي يتجمع فيها ما يقرب من مليون ونصف مليون مدني على الحدود المغلقة مع مصر، وفق أرقام الأمم المتحدة.

وصرح نتنياهو "إذا توصلنا إلى اتفاق، فستتأخر (العملية) إلى حد ما، لكنها ستتم"، مضيفاً "إذا لم يحصل اتفاق، فسنقوم بها على أي حال. يجب أن تتم، لأن النصر الكامل هو هدفنا، والنصر الكامل في متناول اليد - ليس بعد أشهر، بل بعد أسابيع، بمجرد أن نبدأ العملية".

محادثات الهدنة

وبينما تستمر المحادثات في قطر، يحتدم القتال بين الجيش الإسرائيلي و"حماس" خصوصاً في مدينة خان يونس المدمرة، على بعد بضعة كيلومترات شمال رفح. وأحصت وزارة الصحة التابعة لـ"حماس"، الأحد، سقوط 86 قتيلاً خلال 24 ساعة في أنحاء القطاع الفلسطيني.

وكشف مسؤول إسرائيلي عن أنه من المتوقع أن يصل وفد إسرائيلي إلى قطر، اليوم الإثنين، لإجراء محادثات حول اتفاق جديد لوقف إطلاق النار، وفقاً لصحيفة "نيويورك تايمز".

وأضافت الصحيفة نقلاً عن المسؤول قوله إن المحادثات في قطر ستكون مكثفة وسيشارك فيها الوسطاء بغية تضييق هوة الخلافات في وجهات النظر في شأن التوصل إلى اتفاق موقت لوقف إطلاق النار مع "حماس" وإطلاق سراح المحتجزين في قطاع غزة.

 

كما أبلغ المسؤول الإسرائيلي الصحيفة الأميركية أنه من المتوقع أن ترسل إسرائيل مجموعة من الموساد لبحث التفاصيل الدقيقة مثل هوية المحتجزين والسجناء الفلسطينيين المقرر إطلاق سراحهم.

كذلك لفت إلى أن الوفد الذي سيصل إلى قطر سيكون برئاسة رئيس الموساد ديفيد برنياع، الذي قاد وفد بلاده في محادثات باريس.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول مصري طلب عدم الإفصاح عن هويته أن محادثات باريس من المتوقع أن تستمر في قطر، ثم بالقاهرة في وقت لاحق.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتأتي محادثات الدوحة في أعقاب اجتماع في نهاية الأسبوع بباريس من دون مشاركة "حماس"، إذ "اجتمع ممثلو إسرائيل والولايات المتحدة ومصر وقطر... وتوصلوا إلى تفاهم بين الدول الأربع حول الملامح الأساس لاتفاق في شأن الرهائن"، بحسب ما قال مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان لشبكة "سي أن أن".

وأعلنت الرئاسة الفرنسية أن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني سيزور باريس هذا الأسبوع لإجراء محادثات مع الرئيس إيمانويل ماكرون.

وبرزت قطر باعتبارها وسيطاً رئيساً بين إسرائيل و"حماس" للتوصل إلى هدنة في غزة وإطلاق سراح مزيد من الرهائن الذين احتجزوا خلال هجوم الحركة على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول).

وقال مسؤول في الرئاسة الفرنسية "تعمل قطر خصوصاً على إطلاق سراح الرهائن، وهو ما يمثل أولوية بالنسبة لنا". وهناك ثلاثة مواطنين فرنسيين بين الرهائن الذين ما زالوا محتجزين في غزة لدى "حماس" وفصائل فلسطينية أخرى. وأوضح أن المحادثات ستركز أيضاً على "الجهود الجارية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار... وتقديم مساعدات كبيرة لسكان غزة".

لازاريني: لا يزال من الممكن "تجنب" المجاعة في غزة

قال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني أمس الأحد إنه لا يزال من الممكن "تجنب" المجاعة في غزة إذا سمحت إسرائيل للوكالات الإنسانية بإدخال مزيد من المساعدات.

ووفق الأمم المتحدة، تتهدد المجاعة 2.2 مليون شخص، أي الغالبية العظمى من سكان قطاع غزة الذي تتحكم إسرائيل في كل ما يدخله.

وقد يؤدي هذا النقص الخطر في الأغذية إلى "ارتفاع كبير" في معدل وفيات الرضع في شمال القطاع، إذ يقع واحد من كل ستة أطفال تحت سن الثانية ضحية لسوء التغذية الحاد، وفق المصدر نفسه.

وقال لازاريني عبر منصة "إكس"، "إنها كارثة من صنع الإنسان (...)، وقد التزم العالم بعدم السماح بالمجاعة مجدداً". وأضاف "لا يزال من الممكن تجنب المجاعة من خلال إرادة سياسية حقيقية لإتاحة وصول مساعدات كبيرة وتأمينها".

وقال فلسطينيون في غزة لوكالة الصحافة الفرنسية في الأيام الأخيرة إنهم يضطرون إلى أكل أوراق الشجر وعلف الماشية وحتى ذبح حيوانات الجر من أجل الغذاء.

قبل الحرب كانت تدخل إلى قطاع غزة نحو 500 شاحنة محملة ببضائع مختلفة يومياً، ولكن منذ السابع من أكتوبر، نادراً ما يتجاوز هذا العدد 200 شاحنة، على رغم الاحتياجات الهائلة الأكثر إلحاحاً، بعد أن دمرت الحرب الاقتصاد والإنتاج الزراعي، وفق الأمم المتحدة.

والوضع مقلق خصوصاً في الشمال الذي يشهد "فوضى وأعمال عنف"، بحسب برنامج الأغذية العالمي الذي علق، الثلاثاء، توزيع مساعداته هناك بسبب القتال وقيام حشود جائعة بتفريغ الشاحنات.

من جهتها، قالت هيئة وزارة الدفاع الإسرائيلية التي تنسق الأنشطة المدنية في الأراضي الفلسطينية (كوغات) الأحد إنه تم "تفتيش ونقل" 245 شاحنة مساعدات إلى غزة.

وأكدت "كوغات" التي تفرض رقابة مشددة على كل شاحنة تدخل القطاع الفلسطيني، أنه "لا يوجد حد لكمية المساعدات الإنسانية التي يمكن أن تدخل إلى غزة للسكان المدنيين"، لكن إجراءات التفتيش والترخيص المسبق تؤخر وصول المساعدات إلى غزة، وهو ما نددت به منظمات إنسانية عدة.

المزيد من متابعات